ورد في الحديث عن الأئمّة عليهم السلام: نحن حجة الله على خلقه وأمّنا فاطمة حجة الله علينا. ما معنى “وأمّنا فاطمة حجة الله علينا”؟

الجواب: معنى “الحجّة” هو ما يُحتجّ ويُستدَلَ به، وهنا بمعنى الدّليل إلى الله تعالى يحذّر به عباده وينذرهم، ويهديهم من خلال العقل والعلم، ومقام الحجّيّة هنا هو مقام إلٰهيّ تصل بوساطته العلوم الإلٰهيّة الى عباده.

والمعروف عن فاطمة (عليها السّلام) أنّه كان لها مصحفًا فيه أخبار ما سيأتي من حوادث على الأمم، وهو ما يُعرف بـ”مصحف فاطمة”، أخبرها به جبريل عليه السّلام عندما كان يأتيها معزّيًا ومسلّيًا بعد وفاة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله. وبه يُستدلّ على كونها عليها السّلام واسطة علميّة بين الله تعالى وبين الأئمّة (عليهم السّلام)، من العلم المحفوظ في مصحفها الحاوي لما سيكون إلى يوم القيامة وغير ذلك، فهي حجّة في هذا العلم الشّريف على الأئمّة (عليهم السّلام) يأخذون به، نظير حجّيّة النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) في شأن القرآن الكريم، الذي هو مصدر علوم الأئمّة (عليهم السّلام).

ولا يخفى أنّ وساطتها (عليها السّلام) لذلك العلم ليس عبر نقش وخطّ ذلك المصحف، إذ الوجود الكتبيّ لمصحفها ليس سوى وجود تنزّليّ لحقائق ذلك العلم الذي أُلقِي إليها، فوساطتها وساطة وجوديّة تكوينيّة بلحاظ عالم الأنوار لهم (عليهم السّلام)، ومن ثمّ كانت هي الواسطة العلميّة بين الله تعالى وبين الأئمّة (عليهم السلام) بهذا المعنى.

وبهذا يتبيّن معنى كونها حجّة على أبنائها المعصومين (عليهم السّلام)، يُضاف إلى ذلك أنّ اشتقاق نورهم (عليهم السّلام) كان من نورها (عليها السّلام) في بدء الخلقة والوجود، وهو يستلزم أيضاً مقام الحجية والأفضليّة، لهيمنة المتقدّم في عالم الوجود على اللاحق.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

السٶال/ السلام عليكم جاء في سورة المعارج، آية 19، صفحة 569
(( إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ))
كيف أن الله يخلق الانسان هلوعا يمنع اذا جاءه الخير ويجزع اذا مسه الشر
ثم يطالبه بعدم الجزع ويطالبه بالعطاء . فهل يمكن للانسان ان يغير صفة تكوينية اوجدها فيها الله؟ وما الحكمة في خلقه بهذه الصفة؟
السؤال: السلام عليكم.. أريد علاجًا لقسوة قلبي، أصبح كالجلمود لا يشعر بالمعاصي والذّنوب، فأنا لا أبكي على مصائب أهل البيت ولا أبكي خشيةً من الله، أخشى أن أهلك بعد قسوة القلب هذه.. أريد حلّا..
السؤال: ما هو حكم هذا الحديث في الصّحّة: لا يشدّ الرّحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النّبوي؟
لماذا استجاب الحسين (ع) لأهل الكوفة وأرسل إليهم سفيره مسلمَ بن عقيل مع علمه بحالهم ومع نصح بعض أصحابه له بعدم التوجُّه إلى هناك؟
هل هذه الرواية صحيحة:سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن تأويل " لا حول ولا قوة إلا بالله "هل هذه الرواية صحيحة:فأجاب بالتالي: " لا حول عن معصيته إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بعونه "؟هل هذه الرواية صحيحة:سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن تأويل " لا حول ولا قوة إلا بالله "هل هذه الرواية صحيحة:

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل