افتتح قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح الخميس 11/12/2025 لقاءه بمدّاحي أهل البيت (ع) مهنئًا بذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (س)، ومبيّنًا مقامها وضرورة الاقتداء بسيرتها. وأشار الإمام الخامنئي إلى أنّ «المقاومة الوطنية» تقوم على الصمود أمام ضغوط العدو ومعرفة أهدافه، ولا سيّما التوسّع الجغرافي كما يفعل الأمريكيون اليوم تجاه أمريكا اللاتينية، وكذلك السعي إلى طمس مفاهيم الثورة وتغيير الهوية، مؤكّدًا أنّ مواجهة الحرب الدعائية والإعلامية ممكنة، وداعيًا المدّاحين إلى جعل هيئاتهم مركزًا لترسيخ قيم الثورة ونشر أدب المقاومة.
هنّأ قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، بذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (س)، في لقائه مدّاحي أهل البيت (ع)، لافتًا إلى أنّ فضائل ومناقب سيّدة نساء العالمين هي أرفع من مستوى فهم البشر وإدراكهم.
وأضاف سماحته: «يجب أن نكون فاطميّين، وأن نقتدي بتلك السيدة الأُسوة في جميع الجوانب، بما في ذلك التديّن، وطلب العدالة، وجهاد التبيين، وحُسن التبعّل، وتربية الأبناء، وسائر المجالات».
وتابع الإمام الخامنئي واصفًا «المقاومة الوطنية» بأنّها «الثبات والصمود في مواجهة مختلف ضغوط نظام الهيمنة»، وأضاف: «أحيانًا يكون الضغط عسكريًّا، وأحيانًا يكون ضغطًا اقتصاديًّا أو إعلاميًّا أو ثقافيًّا أو سياسيًّا».
وعدّ قائد الثورة الإسلامية الضجيج والتهويل اللذين تمارسهما العناصر الإعلامية والمسؤولون السياسيون والعسكريون في الغرب «علامة على الضغط الدعائي للعدوّ»، وقال: «إنّ هدف الضغوط المتنوّعة التي يمارسها نظام الهيمنة على الشعوب، وفي مقدّمتها الشعب الإيراني، يكون أحيانًا التوسّع الجغرافي، كما هو الحال اليوم في ما تمارسه الإدارة الأمريكية في أمريكا اللاتينية».
وأضاف سماحته: «وأحيانًا يكون هدفهم الأساسي السيطرة على الموارد الباطنية، وفي بعض الأحيان يكون تغيير نمط العيش، وقبل ذلك كلّه، تغيير الهويّة».
وأشار الإمام الخامنئي إلى أنّ مساعي المتغطرسين العالميين لتغيير الهويّة «الدينية والتاريخية والثقافية» للشعب الإيراني تعود إلى أكثر من مئة عام، وقال: «إنّ الثورة الإسلامية قد جعلت كل تلك المساعي عقيمة، وفي العقود الأخيرة أيضًا، أحبط الشعب مخططاتهم، عبر رفضه الاستسلام، وصموده وثباته في مواجهة استمرار الضغوط الواسعة لأعدائه».
كما عدّ قائد الثورة الإسلامية انتشار مفهوم المقاومة وأدبها من إيران إلى دول المنطقة وبعض الدول الأخرى «حقيقة قائمة»، وأضاف: «إنّ بعض الممارسات التي ارتكبها العدو بحق إيران والشعب الإيراني، لو ارتكبها مع أي بلد آخر، لكان ذلك الشعب وذلك البلد قد انقلبا رأسًا على عقب».
وأشار سماحته إلى تأثير «الرثاء الزينبي» في تخليد ذكرى الشهداء وتعميق وتوسيع مفهوم المقاومة في البلاد، وقال: «إنّنا اليوم، إلى جانب المواجهة العسكرية التي شهدناها، نواجه حربًا دعائية وإعلامية مع جبهة واسعة للعدو؛ لأنّ العدو قد أدرك أنّ هذا البلد وهذه الأرض وهذه الديار الإلهية والمعنوية لا تستسلم ولا تُحتلّ بالضغط العسكري».
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: «طبعًا يطرح بعضهم باستمرار احتمال تجدّد المواجهة العسكرية، ويعمل بعضهم الآخر عن عمد على النفخ في هذا المجمر كي يُبقوا الناس في حالة شك وتوجّس، لكنّهم لن ينجحوا، إن شاء الله».
ورأى الإمام الخامنئي أنّ «مسار العدو وخطره وهدفه» هو محو «آثار الثورة وأهدافها ومفاهيمها، ونسيان ذكر الإمام الخميني (قده)». وأضاف: «تقف أمريكا في مركز هذه الجبهة الواسعة والفعّالة، وبعضُ الدول الأوروبية تدور في فلكها، وكذلك المرتزقة والخونة وعديمو الأوطان الذين يسعون في أوروبا وراء لقمة ومكانة، يقفون في هامش هذه الجبهة».
وعدّ قائد الثورة الإسلامية أنّ معرفةَ أهداف العدوّ وتموضعه أمرٌ ضروري، وقال: «كما في الجبهة العسكرية، ينبغي في هذه المواجهة الدعائية والإعلامية أيضًا أن نضبط تموضعنا وفق تشكيلة العدوّ وخطّته وهدفه، وأن نركّز على النقاط التي يستهدفها، أي على المعارف الإسلامية والشيعية والثورية».
وأوضح سماحته أنّ الصمود في وجه الحرب الدعائية والإعلامية للغرب أمرٌ صعب، لكنه ممكنٌ تمامًا، وقال: «في هذا المسار، على المدّاحين أن يجعلوا الهيئات مركزًا للتمسّك بقيَم الثورة. إنّ المديح والرثاء اليوم، إلى جانب تدوين أدب المقاومة ونشره وسرده، فإنهما يعزّزان هذه الحاجة الأساسية».
واختتم قائد الثورة الإسلامية حديثه بتوصيات عدّة إلى المدّاحين، أبرزُها: «تبيينُ المعارف الدينية ومعارف الجهاد بالاستناد إلى سِيَرِ جميع أئمّة الهدى (ع)، الهجومُ على نقاط ضعف العدوّ بالتوازي مع الدفاع الفعّال أمام شُبهاته، تبيينُ المفاهيم القرآنية في المجالات المختلفة الشخصية والاجتماعية والسياسية، وكيفية مواجهة العدوّ».





