بحسب مراسل وكالة أنباء الحوزة من أصفهان، أشار آية الله محمد مهدي شبزندهدار، ظهر اليوم في مصلى مركز إدارة الحوزة العلمية في محافظة أصفهان، بمناسبة مولد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وبقيّة الله الأعظم، إلى أهمية معرفة فضائل أهل البيت عليهم السلام والانتباه إليها.
واستند في حديثه إلى آيات من القرآن الكريم، بما فيها سورة الكوثر، وآية التطهير، وآية المودة، ووصف مقام السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بأنه «لا حدود له ولا قيود». وذكر أن سلوك النبي (صلى الله عليه وآله) تجاهها واحترامه الكامل لها يدل على عظمة وقيمة هذه الشخصية؛ فرضاها يساوي رضا الله، وسخطها يساوي سخط الله.
السيدة الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها)؛ محور الرسالة ونزول الملائكة
وأشار أمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية، مستشهداً بأقوال الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حول المقام المعنوي للسيدة صديقة الطاهرة (سلام الله عليها)، إلى أن هذا المقام عظيم إلى حد أن جبريل الأمين ينزل بأمر الله لهذه الشخصية العظيمة، وهذه أعلى فضيلة ومقام يمكن أن يناله إنسان يتمكن من إقامة مثل هذا الاتصال المباشر بالوحي.
درس المودة واتباع أهل البيت للنمو الروحي
وشدد آية الله شَبزندهدار على ضرورة الربط القلبي والعاطفي مع أهل البيت عليهمالسلام، قائلاً: بالتمسك بهؤلاء العظماء والمحبة الحقيقية لهم، يمكننا اكتساب ثلاثة عناصر مهمة لرفع المستوى المعنوي والقرب من الله في حياتنا: التقوى، الجهاد، والاستفادة من أهل البيت؛ فهذا الارتباط نعمة يمكن أن تعود بالنفع علينا في الدنيا والآخرة.
وأشار إلى قصة من حياة علماء قم، بما في ذلك الحاج الشيخ أبو القاسم القمي، وقال: تُظهر هذه القصة أن المحبة الحقيقية للسيدة صديقة الطاهرة (سلام الله عليها) وعدم تحميل الناس مظالمهم، هو عامل يجعل الإنسان في رحاب روح الله وريحانه.
محبّة السيدة الطاهرة(سلام الله عليها): دليل العمل والخير في الدنيا والآخرة
شار عضو مجمع المدرسين في حوزة قم العلمية إلى أنّ النعمتين اللتين يمكن لكلّ شيعي أن ينال منهما الفائدة هما: المحبّة الحقيقية للسيدة الصديقة الطاهرة(سلام الله عليها) والتمسّك بالعدل والابتعاد عن الظلم؛ فالأشخاص الذين يحملون هذه المحبّة في قلوبهم ولا تثقلهم مظالم، يجدون لأنفسهم مكانة متميّزة في الروح والريحان الإلهي.
وأضاف: إنّ هذه المحبّة والمودّة لا تؤدّي فقط إلى التقرب إلى الله تعالى، بل هي سبب لسعادة الإنسان وازدهاره في الدنيا والآخرة، ويجب علينا جميعًا السعي لنكون من الخدم المخلصين للشريعة ومن الشيعة الحقيقيين للنبيّ محمد وآل محمد(صلوات الله عليهم).
أهمية الأسرة والتربية الدينية في الطريق الروحي
وأكد آية الله شبزندهدار على دور الأسرة في تكوين المحبّة لأهل البيت عليهم السلام، وقال: إنّ الله تعالى قد وهبنا نعمة التعرف على أهل البيت عليهم السلام وحبّهم؛ فالعائلات والآباء الذين عرّفونا بأهل البيت عليهم السلام قد قدّموا لنا ثروة كبيرة لسعادة الدنيا والآخرة، ويجب علينا أن نكون شاكرين لهذه النعمة وأن نستفيد من هذه الفرصة للتقرّب إلى الله تعالى.