“القانون الذهبي للبحث العلمي” وفق رؤية آية الله أعرافي

أكد مدير الحوزات العلمية، آية الله علیرضا أعرافي، خلال مراسم اختتام الدورة السادسة عشرة لمهرجان علامه حلي (ره) التي أقيمت في قاعة المؤتمرات بمدرسة المعصوميه في قم، على أهمية البحث العلمي في تعزيز وتطوير المجتمع الإسلامي. وشرح مفهوم “القانون الذهبي للبحث” قائلاً:

في مجال البحث العلمي، يجب أن تضع نفسك مكان الآخر؛ أي أنه حتى لو لم يقبل الشاب أو المفكر أو صاحب الرأي موضوع البحث، ينبغي أن يكون البحث مصاغًا بطريقة تقنعه وتستوفي معايير القبول العقلائي والأخلاقي.وأشار آية الله أعرافی إلى ضرورة أن تتمتع البحوث الحوزوية بالمحتوى الشامل والدقيق بحيث تسهم بفاعلية في ازدهار العلم والفكر الإسلامي، وأن تسير بجدية نحو تحقيق الأهداف العلمية والدينية للمجتمع.

وأضاف أن على المديرين ومصممي البرامج والمخططين، وخاصة أولئك الذين ينقلون الرسائل العلمية والدينية إلى المجتمع، أن يمتلكوا فهمًا عميقًا لأهمية هذه البحوث، وأن يتخذوا خطوات عملية وجذرية لضمان تحقيق هذه الأهداف ضمن المحاور البحثية المختلفة.

أهمية البحث العلمي في تحقيق أهداف النظام الإسلامي

أوضح عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية أن البحث والتحقيق يلعبان دورًا أساسيًا في توجيه المجتمع وتعزيز تأثير النظام الإسلامي. مؤكّدًا أن الجميع بحاجة إلى العلم والمعرفة والبحث والتفكير العقلائي من أجل دفع أهداف النظام الإسلامي قُدمًا ونشر الفكر الديني والإسلام الصحيح.

وأضاف عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم أن مشاركتنا الفعّالة في الساحة الدينية وعمليات بناء الخطاب الديني يجب أن تستند إلى البحث العلمي والتحقيق الدقيق. كما شدّد على أن البحث العلمي يجب أن يضطلع بدور محوري في جميع أركان الحوزات العلمية لتحقيق مهامها وأهدافها الدينية على نحو فعّال ومنهجي.

البحث الأساسي والتطبيقي ودوره في تعزيز النظام الإسلامي

أكّد آية الله علي رضا أعرافي على أهمية البحث العلمي في بناء الخطاب العلمي والديني، مشيرًا إلى أن البحث يجب أن يكون الركيزة الأساسية لتحقيق أهداف صناعة الخطاب ودور الفاعلية في النظام الإسلامي. وأضاف أن هذا المسار يقوم على العلم والتحقيق، وأن على الطلاب والأساتذة الشباب البارزين السعي الدؤوب في مجالي البحث الأساسي والتطبيقي من أجل دفع مسيرة النظام والثورة الإسلامية قُدمًا.

وأشار أعرافي إلى أن واحدة من المهام الجوهرية للباحثين في الحوزات العلمية هي استخراج القواعد والمفاهيم العلمية والدينية من المصادر المعتبرة وتحويلها إلى أنظمة فكرية متكاملة. هذا العمل يتطلب جهدًا مستمرًا وعمرًا من المثابرة، ومن الضروري أن يسهم آلاف الباحثين في هذا المسار لتحقيق تطوير يومي للنظام الإسلامي وتعزيزه. في النهاية، الهدف الأسمى يتمثل في تعزيز الحضارة الإسلامية بالاعتماد على البحث العلمي والديني المنهجي.

إنتاج الفكر وبناء النظريات الحضارية في الحوزات العلمية

أوضح آية الله أعرافي أن أحد المحاور الأساسية لآثار البحث العلمي في الحوزات الدينية يكمن في إنتاج الفكر والرؤى وبناء الخطاب والنظريات الحضارية. وأكد أن هذا المسار يجب أن ينبع من بحث عميق وفعّال، بحيث يكون قادرًا على صياغة مفاهيم واضحة ومتكاملة تلبي احتياجات المجتمع العلمي والديني.

وأشار مدير الحوزات العلمية إلى الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المؤتمرات مثل مؤتمر كتاب العام في الحوزات العلمية والمهرجانات البحثية قد قدّمت تقارير عن مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية والبحثية، مما يعكس التقدم والإنجازات القيمة في مجالات متعددة. ومع ذلك، أشار إلى أنه عند مراجعة هذه الإنجازات بدقة ودراسة الاحتياجات العلمية للمجتمع، يتضح أن هناك العديد من الأسئلة العلمية التي لم تُجد لها الإجابات بعد، ما يستلزم استمرار البحث والعمل المنهجي لتحقيق استكمال المعرفة.

ضرورة الاستجابة للاحتياجات العلمية والبحثية

أكّد عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور على أهمية الاستجابة للاحتياجات العلمية والبحثية، مشيرًا إلى أننا نواجه كمًا هائلًا من الأسئلة والاحتياجات العلمية التي يجب تقديم إجابات لها. وأضاف أن هذه الاحتياجات لا تقتصر على الإجابة عن الأسئلة النظرية فحسب، بل تشمل أيضًا تقديم حلول في مختلف المجالات العلمية والدينية. ومن هذا المنطلق، يجب على الحوزات العلمية تخريج كوادر كفؤة قادرة على الإسهام الفاعل في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية.

وأشار مدير الحوزات العلمية كذلك إلى أهمية إنتاج العلم والنظرية في مجالات الفقه، الكلام، الحديث والدراسات الإسلامية، مؤكدًا أن من يمتلك القدرة والموهبة للوصول إلى مستويات علمية رفيعة في هذه المجالات يتعين عليه الالتزام بالبحث العلمي والدراسة المتعمقة. وأضاف أن هذا الالتزام يُعد واجبًا عينياً على الطلبة الشباب ويجب أن يكون جزءًا من برنامجهم العلمي، كما أكد كبار العلماء على ضرورة السير بخطى ثابتة في مسار العلم والبحث لتحقيق التميز والارتقاء المعرفي.

ضرورة إنتاج النظريات الحضارية

أوضح آية الله أعرافي أن الحوزات العلمية يجب أن تتجاوز إنتاج المعرفة التقليدية لتشمل إنتاج النظريات الحضارية والتحليلات المعمقة للأنظمة الإسلامية، مع السعي لتحقيق حضور فاعل على الصعيد العالمي. وأكد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الطلبة الشباب، كونها جزءًا أساسيًا من جهود تعزيز وتطوير العلوم الدينية والمعرفة الحضارية، بما يسهم في نمو المجتمع الإسلامي وارتقائه العلمي والثقافي.

تشجيع الطلبة على الإبداع النظري في العلوم الإسلامية

أكّد عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم مخاطبًا الأساتذة والطلبة: على الطلبة الذين يمتلكون استعدادًا علميًا أن يعتبروا هذه الاستعدادات واجبًا شرعيًا وواجبًا عينياً، ويعملوا على تعزيز جهودهم العلمية بثبات ومثابرة. هذا الالتزام يقع على عاتق الطلبة الشباب الذين يجب أن يسيروا في طريق النظرية العلمية وإنتاج المعرفة في مختلف الحقول الإسلامية.

وأضاف أن الاهتمام باحتياجات المجتمع وتحولات العالم اليوم يعدّ ضرورة: فلا ينبغي أن يظل العلم في إطار التقاليد القديمة فقط، بل يجب على الطلبة والباحثين أن يسعوا لإنتاج معرفة علمية تستجيب لاحتياجات المجتمع الإنساني والأمة الإسلامية. وفي هذا السياق، يجب على الحوزات العلمية أن تعالج المسائل الفكرية والفلسفية المعاصرة، مما يجعل الاجتهاد والتفكير الجديد ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات العالمية.

أهمية الدقة والتمكّن في البحوث الحوزوية

أكّد آية الله أعرافي على ضرورة أن تكون البحوث الحوزوية دقيقة ومتكاملة، مشدّدًا على أن الطلاب والباحثين يجب أن يستفيدوا من المصادر الاجتهادية والعقلية الموثوقة، وأن يتجنبوا السطحية والأساليب البحثية غير الصحيحة. فلا يجوز الاكتفاء بما هو متاح فقط، إذ أن النظام الإسلامي والثورة الإسلامية، وخصوصًا في ميادين الفكر الإسلامي، يتطلبان دائمًا البحث المستمر واستكمال المصادر.

وأشار إلى مكانة العلماء الكبار مثل الإمام الخميني (قده)، العلامة الطباطبائي (قده)، الشهيد مطهري (قده) والشهيد الصدر (قده) في تعزيز الخطاب الحضاري والإسلامي، واصفًا إياهم بأنهم رموز التفكير الإسلامي المتقدم. وأكد أن الاستفادة من إنجازاتهم واجبة، وفي الوقت نفسه يجب أن نواصل جهودنا في هذا الطريق. كما بيّن أن هذا الخطاب الحضاري يحتاج إلى بحوث دقيقة وموثقة، تعتمد على مصادر اجتهادية موثوقة وبأعلى درجات الدقة.

ضرورة الاستفادة من المصادر الاجتهادية الموثوقة

أكّد مدير الحوزات العلمية على أن العديد من المسائل العلمية والدينية لا تزال بحاجة إلى بحوث معمقة، مشدّدًا على وجوب إيلاء اهتمام خاص بالبحوث والتعليم الحوزوي. كما شدّد على ضرورة أن تسعى هذه البحوث إلى معالجة الاحتياجات الفكرية والدينية للمجتمع والنظام الإسلامي، مع الابتعاد عن السطحية في التحقيقات والاعتماد على مصادر اجتهادية موثوقة ودقيقة.

التأكيد على ضرورة انخراط الأفراد المبدعين وذوي الدافعية في المجالات العلمية الناشئة

أشار آية الله أعرافي إلى أهمية انخراط الأفراد الجريئين والمتحفزين في ميادين العلوم والتقنيات الحديثة، مؤكّدًا على دور الابتكار والإبداع في هذه المجالات. وبيّن أن هناك حاجة ملحّة إلى أشخاص قادرين على دخول ميادين جديدة وابتكارية، مع التمتع بنظرة شاملة وعميقة لكافة أبعاد الموضوعات المختلفة.

كما شدّد على ضرورة متابعة التطورات السريعة في علوم الإدراك والتقنيات المتقدمة، ولا سيما ما تحقق من تقدم بفضل التقنيات الحديثة، وخصوصًا الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه التحولات قد غيّرت مسار البحث العلمي وأساليب التفكير والممارسة البحثية، مما يتطلب استعداد الباحثين للتعامل مع هذه الديناميكيات الجديدة بفعالية ومسؤولية علمية.

التحولات الجذرية في مجال الذكاء الاصطناعي وأثرها على البحث العلمي

أشار مدير الحوزات العلمیة إلى التحولات المذهلة التي شهدها مجال الذكاء الاصطناعي والأدوات المرتبطة به، موضحًا أن الأدوات والتقنيات المتاحة اليوم لم تكن موجودة بنفس الشكل قبل عقد من الزمن. ومع التقدم الكبير في هذا المجال، برزت بوضوح الفوائد والتحديات المرتبطة به، ومن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تغييرات أوسع نطاقًا تؤثر جذريًا على العلم وأساليب البحث العلمي.

وأشار إلى أن البحث العلمي يحتاج إلى إعادة بناء لتواكب هذه التحولات، مؤكدًا على ضرورة تجديد المنهجيات البحثية واتباع أساليب مبتكرة تعتمد على التقنيات الحديثة وعلوم الإدراك. وفي هذا السياق، يجب على الباحثين مواكبة التطورات السريعة وتبني طرق بحثية متجددة تلائم عالم الذكاء الاصطناعي الجديد.

إيران كركيزة أساسية في الخطاب العلمي العالمي

أشار عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمیة في قم إلى التغييرات الجوهرية في مجال الترجمة ونقل المعرفة، موضحًا أن إيران خلال الأربعين عامًا الماضية أصبحت واحدة من الركائز المهمة للخطاب العلمي نتيجة نهضة ترجمة الأعمال العلمية إلى لغات متعددة.

وذكر مدير الحوزات العلمیة أن التقنيات الحديثة أتاحت اليوم إمكانية الترجمة التلقائية ونقل المعرفة بلغات مختلفة، مما جعل نحو 80 إلى 90٪ من الخطاب العلمي للثورة الإسلامية متاحًا بسهولة.

كما شدد على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وأدوات التكنولوجيا في تسريع هذا المسار، مؤكدًا أنه في حال استمرار هذا التوجه، سيكون من الممكن قريبًا إتاحة جميع الثقافات والمعارف تلقائيًا لجميع البشر حول العالم. وهذا، وفقًا له، يعد بمثابة ثورة حقيقية في ميادين العلم والبحث العلمي.

تحولات عميقة وجوهرية في مجال التكنولوجيا الحديثة

أشار آیة الله أعرافي إلى التحولات العميقة والأساسية في مجال التكنولوجيا الحديثة، موضحًا أن هذه التغيرات لا تقتصر على الأدوات والتقنيات نفسها، بل تمتد لتؤثر في طبيعة التكنولوجيا ككل.

وأوضح أن هذه التحولات، وخاصة في مجالات الاستشارة واتخاذ القرارات الكبرى، لها تداعيات مهمة تؤثر حتى على أساليب حل المشكلات الروتينية. ففي حين كانت العديد من المشكلات تُحل في السابق بسرعة نسبية، أصبح اليوم التعامل مع التحديات أكثر تعقيدًا ويستلزم فهمًا معمقًا لطبيعتها.

وأضاف أن هذه التغيرات لم تؤثر فقط على محتوى المشكلات، بل أحدثت فرقًا جوهريًا في طرق حلها، مشيرًا إلى أن السرعة والتعقيد في التحولات الحالية تجعل الأهداف والجهود السابقة أقل قدرة على تلبية الاحتياجات المعاصرة بفاعلية.

الاستجابة للاحتياجات الجديدة من خلال تكوين نخبة علمية وأخلاقية

أكد عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور على أهمية تكوين نخبة علمية وأخلاقية قادرة على المساهمة الفاعلة في المجتمع، مشيرًا إلى أن تأهيل الأفراد على مستوى علمي رفيع وتمكينهم من التأثير في مسارات المعرفة والأنشطة الاجتماعية أمر ضروري.

وأشار مدير الحوزات العلمية إلى مكانة العلوم المعرفية وتأثيراتها على التحولات الاجتماعية والدفاعية، موضحًا أن الجامعات ومراكز البحث العلمي يجب أن تركز على إنتاج محتوى علمي وبحوث تطبيقية، بما يساهم في تشكيل قاعدة معرفية تدعم التحول في مختلف المجالات، بما في ذلك القوة الدفاعية والاجتماعية للبلاد.

القانون الذهبي للبحث العلمي

أكد آية الله علي رضا أعرافي على مبدأ أخلاقي وبحثي عميق يمكن تلخيصه في ما أسماه «القانون الذهبي للبحث العلمي». وأوضح أن هذا المبدأ يستند إلى قاعدة أخلاقية قديمة ومعروفة في التراث الديني والإنساني، والتي صاغها الغربيون تحت مسمى “القانون الذهبي للأخلاق”: «ضع نفسك مكان الآخر» أو «أحبّ للآخر ما تحب لنفسك»، وكذلك القانون الفضي: «لا تفعل بالآخر ما لا تحب أن يُفعل بك».

وقد اعتبر آية الله أعرافي أن هذا المبدأ قابل للتطبيق في عملية البحث والدراسة العلمية، مشيرًا إلى أن البحث العلمي يجب أن يكون مقنعًا، بحيث يتمكن الباحث من وضع نفسه مكان الشخص الذي لا يقبل الفكرة أو النظرية، والعمل على تقديم إجابة متكاملة توضح النقاط الخلافية وتفتح عقدة فهمه.

وأوضح أن تطبيق هذا المبدأ في البحث يعني تقدير وجهات النظر المختلفة، والسعي لإقناع المتلقي بالأدلة والحجج العلمية والمنطقية، بما يجعل البحث فعالًا ومؤثرًا في تطوير المعرفة ونشرها.

تكميل مبدأ «القانون الذهبي للبحث العلمي» وأهمية معرفة المتلقي

أوضح آية الله أعرافي في سياق حديثه عن القانون الذهبي للبحث العلمي أن المدارس الحوزوية، وفق رؤية الإمام الخامنئي، يجب أن تكون منفتحة على المجتمع وأن تسعى في مجالات الدعوة، البحث، التربية، وصناعة التيار الروحي إلى الإقناع الفعّال. وبناءً عليه، ينبغي أن يكون البحث العلمي مقنعًا، وهو ما يتطلب فهمًا عميقًا للمخاطب، بحيث يتمكن الباحث من استيعاب السؤال بدقة وتقديم إجابة متناسبة تفتح الباب للإقناع.

وأشار عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية إلى أن معرفة المخاطب تعد ركيزتين أساسيتين في البحث العلمي: أولاهما فهم الموضوع من منظور المتلقي، وثانيتهما تمكين البحث من إقناع المتلقي بالأدلة والحجج العلمية والمنطقية. وأكد أن الباحثين الحوزويين يجب أن يولوا اهتمامًا خاصًا لهذين الجانبين لضمان فعالية البحوث والمساهمات العلمية.

وأضاف أن البحوث العلمية يجب أن تستجيب للاحتياجات الحقيقية والمتزايدة للمجتمع، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الإلمام الدقيق بخصائص واهتمامات المتلقين وفهم متطلبات المجتمع. فالسؤال الصحيح وتقديم الإجابة الملائمة هما مفتاح حل العديد من القضايا الراهنة.

كما شدد آية الله أعرافي على أهمية صناعة التيار العلمي والأخلاقي، خاصة بين الأجيال الشابة، باعتبارها أولوية استراتيجية لتنشئة مجتمع مفكر ومسؤول. وفي الختام، فإن التربية العلمية والأخلاقية المتكاملة هي التي تُمكّن النخبة والكوادر المتخصصة من المساهمة الفعالة في حل المشكلات الكبرى للمجتمع ودفع عجلة تقدم البلاد.

أهمية حضور فعال للحوزات العلمية في الساحة الدولية

أكّد آية الله أعرافي على ضرورة أن تكون الحوزات العلمية حاضرة وفعّالة في الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنه يجب وضع برامج استراتيجية تمكّن من مناقشة قضايا مهمة مثل نظام حقوق المرأة في الإسلام، وإجراء حوار علمي مع وجهات النظر والنظم المختلفة في هذا المجال. وأوضح أن هذا الأمر ذو أهمية قصوى لتفادي إصدار أحكام عامة من قبل الآخرين حول حقوق المرأة في الإسلام دون الاستناد إلى معرفة دقيقة ومتكاملة.

وأشار إلى أن معرفة المتلقي واحتياجاته تمثل جانبًا حيويًا في هذا المسعى، مؤكدًا أن الكتب والخطابات والبحوث يجب أن تُصاغ بطريقة تضمن وصول الرسالة الصحيحة بوضوح إلى الجماهير المختلفة. وأضاف أن هذا الجهد العلمي يُعد جهادًا معرفيًا، يجب أن يمتد ليس فقط في المهرجانات والمؤتمرات العلمية، بل أيضًا في الفضاء العام والساحة الدولية، ليكون مساهمة فعّالة في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام وقيمه.

الجهاد العلمي والثقافي في الساحة الدولية

أشار مدير الحوزات العلمية إلى أهمية الجهاد العلمي والثقافي على المستوى العالمي، مؤكدًا أن المهرجانات والأنشطة العلمية، رغم كونها نقطة انطلاق لتحركات مهمة، إلا أنها تتطلب النظر بعمق أكبر في القضايا المطروحة، لضمان أن تكون النتائج العلمية والثقافية ذات أثر حقيقي ومستدام.

ضرورة دعم الإنتاج العلمي للحوزات العلمية

كما ركّز عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية على دور الأجهزة المسؤولة في دعم الإنتاج العلمي للحوزات، مشيرًا إلى أن الأجهزة التنفيذية والثقافية تتحمل مسؤوليات كبيرة في هذا المجال، ويجب أن تقوم بتخطيط دقيق لدعم المشاريع العلمية والثقافية للحوزات، سواء من خلال الكتب الجديدة، المقالات، الرسائل الجامعية، أو المجلات العلمية المعاصرة.

واختتم آية الله أعرافي بالإشارة إلى أن تحولات مهمة في هذا المجال بدأت بالفعل، معربًا عن أمله في أن تشهد السنة الحالية انطلاق هذه التحولات الكبرى، سائلاً الله العون والتوفيق في هذا المسار.

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل