حول عتاب ثقافي
🔹 يمكن اعتبار بعض ما جاء في كلمات قائد الثورة خلال لقائه القائمين على مؤتمر شهداء محافظة البرز بمثابة بيان ومعيار للعمل الثقافي.
🔹 يمكن وضع هذه المعايير إلى جانب أداء مختلف المؤسسات الثقافية صغيرةً كانت أم كبيرة، وقياس أدائها وإعطاؤها التقييم المناسب.
أولًا: إن الفعل والعمل والنشاط الثقافي، خصوصًا في مجال قيم الثورة، يجب أن يكون فنّيًا ومطابقًا للمعايير والقيم الفنية.
🔹 ترجمة هذا الرأي إلى الواقع تعني أن مجرّد وجود الهمّ الديني أو الثوري لا يجعل العمل أو المنتج الثقافي قيّمًا.
🔹 يجب أن يُقترن المحتوى القيّم مع صيغة فنية وثقافية معيارية حتى يمكن الحديث عن احتمال تأثيره في الجمهور.
🔹 بعيدًا عن الجهود الفردية والشخصية، فإن كل عمل يعتمد على الميزانية العامة أو الحكومية يجب أن يلتزم على الأقل بالمعايير الفنية والثقافية الأساسية.
🔹 هذا المجال ليس ساحة يمكن الحكم فيها على الأعمال بمجرد النية والاهتمام.
فالنتيجة يجب أن تحصل أيضًا على درجة قبول فني وثقافي.
🔹 ليس المطلوب أن يصبح “المضمون القيّم” غطاءً لعدم الالتزام بالقواعد أو لعدم الاهتمام بها؛ وهي آفة تعاني منها كثير من المؤسسات الثقافية والفنية المموّلة من المال العام.
🔹 وليس المطلوب أن يصبح “المضمون القيّم” وسيلة لتعويض التقصير أو لملء تقارير العمل المؤسسية أو لإسكات النقّاد.
🔹 ثانيًا: لا ينبغي للمؤسسات العامة والحكومية الثقافية والفنية أن تتصوّر أن مجرد الإنتاج والانتقال من الفكرة إلى المنتج يعني أنها أدّت مهمتها.
🔹 فالمؤسسة الثقافية، بعد إنجاز الفكرة وتحويل المحتوى القيّم إلى منتج ثقافي أو فني معايير، يجب أن تعمل — مثل بقية المؤسسات — على وصل المنتج بجمهوره ومتلقيه.
🔹 ليست مهمة المؤسسة الثقافية تحويل الفكرة إلى منتج ثم تركه في الفضاء. فالمنتج الثقافي يشبه السلعة التي يجب — بعد إنتاجها — إيصالها إلى الجمهور المستهدف.
🔹 في هذا الخلل أيضًا، تشترك المؤسسات الثقافية الحكومية مع غيرها من المؤسسات الحكومية: كأن الهدف هو مجرد إنتاج سلعة ثم تركها في المجتمع من دون متابعة أو اهتمام بوصولها إلى الجمهور.
🔹 ومن هذا المنظور يمكن أيضًا تقييم أداء المؤسسات الثقافية: هل هي حريصة على منتجاتها أم أنها تنتج فقط “رفعًا للتكليف”؟
🔹 وأخيرًا، فإن الأثر والعمل الثقافي والفني يُنتجان من أجل تعزيز فكرة أو تغيير نظرة بشكل فني وعميق.
🔹 الإنتاجات التي لا يختلف وجودها عن عدمها، حتى لو حملت مضمونًا قيّمًا، تبقى قبل مرحلة التأثير الحقيقي ولا تحقق الهدف المطلوب.
🔹 وكذلك خطوط الإنتاج التي تنتج هذا النوع من الأعمال. فما يجعل العمل الثقافي والفني ناجحًا هو التأثير في الجمهور.
🔹 يمكن اعتبار المعايير الثلاثة المذكورة ميثاقًا وبيانًا ومعيارًا لتقييم أي عمل ثقافي أو فني حكومي.
🔹 ومع أخذ هذه النقاط بالاعتبار، يمكن فهم عتب قائد الثورة الأخير من أداء الأجهزة الثقافية في البلاد:
«السلوك الذي نراه من بعض الأجهزة الثقافية وبعض المسؤولين الذين ينبغي أن يفكروا في هذه الأمور لا يُظهر ذلك؛ أي أننا لا نرى — في كثير من الحالات — إيصال هذه المفاهيم السامية والقيم إلى الجيل الشاب.» 24/9/1404هـ.ش
#روزنامه_صداى_إيران
@sedaye_iran_newspaper
—
ترجمة مركز الإسلام الأصيل





