قراءة في تقرير حول التخطيط الغربي للحرب على إيران ودورهم في حرب الأيام الـ12

قراءة في تقرير حول التخطيط الغربي للحرب على إيران ودورهم في حرب الأيام الـ12

قراءة في تقرير حول التخطيط الغربي للحرب على إيران ودورهم في حرب الأيام الـ12

فشل مشروع استمر 22 عامًا

🔹️ التقرير التحليلي المشترك لصحيفتي واشنطن بوست و فرونت لاين بعنوان «اغتيال غرفة التفكير»، رغم صياغته بلغة انتصارية غربية، يحمل بين سطوره اعترافًا طال إنكاره لسنوات: إن قرار الهجوم على إيران لم يكن ردّ فعل آنيًا على انسداد أفق الدبلوماسية في الجولة الجديدة من المفاوضات خلال حكومة الدكتور بزشكيان، بل كان تنفيذًا للمرحلة النهائية من مشروع طال «عشرين سنة»؛ أي القفاز المخملي للتفاوض فوق القبضة الحديدية الدائمة. حرب الأيام الـ12 في خرداد 1404 (حزيران ٢٠٢٥) لم تكن مفاجئة؛ بل كان ذلك مجرد لحظة الصفر لخطة قديمة.

🔹️ قبل مدة، نُشرت صورة ذات دلالة عميقة: دونالد ترامب في البيت الأبيض يكرّم الطيارين الذين نفذوا عملية «مطرقة منتصف الليل» (Midnight Hammer) ضد منشآت “فوردو” النووية. لكن الجملة التي نقلها ترامب في ذلك اللقاء كانت أبلغ من انفجار قنابل GBU-57 زنة 30 ألف رطل:
«قال لي الطيارون إننا نتدرب على هذا المسار منذ 22 عامًا؛ ثلاث مرات سنويًا، على مدى اثنين وعشرين عامًا».

🔹️ هذا الرقم ليس عشوائيًا. فـ22 عامًا تتطابق تمامًا مع عام 2003 وبداية الملف النووي الإيراني؛ أي في الأيام نفسها التي كان دبلوماسيّو وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث يزورون قصر سعد آباد بوساطة أمريكية، حيث علّقت إيران طوعًا ولفترة محدودة أنشطة التخصيب وفق تشخيص مسؤولي تلك المرحلة، بينما كانت القوات الجوية الأمريكية تتدرّب على قصف نطنز وفوردو.

🔹️ يؤكد تقرير واشنطن بوست أن مستوى التنسيق العملياتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في «عملية نارنيا» (اغتيال العلماء النوويين في الليلة الأولى من الحرب) كان غير مسبوق. ووفق هذه الوثائق، حُسم مخطط الهجوم النهائي في اللقاء السري الذي جمع نتنياهو وترامب في فبراير 2025، بعد دراسة «أربعة خيارات»، وكانت المناورات الدبلوماسية اللاحقة – ومنها «مهلة الستين يومًا» – مجرد جزء من عملية خداع لخفض مستوى جاهزية الدفاع الجوي الإيراني.

🔹️ تشير تحليلات معهد JINSA الأمني-الصهيوني إلى أنه ما دام الكيان محاصرًا بقوى المقاومة في المنطقة، فإن أي سيناريو هجوم ضد إيران كان محفوفًا بالمخاطر. سقوط الحكومة السورية في 18 آذر 1403 (٢٠٢٤/١٢/٨)، والضغط على حزب الله، كانا المتغيرين اللذين فتحا بوابات الحرب. فالعدو امتلك النية والخطط وحتى خرائط التدريب للهجوم لأكثر من 20 عامًا، لكنه كان يفتقر إلى الفرصة والجرأة.

🔹️ إن إلحاق عشرات المليارات من الدولارات من الخسائر باقتصاد الكيان الصهيوني، ونجاح الصواريخ الإيرانية في اختراق منظومات الدفاع الجوي بمعدل إصابة مرتفع وفعّال (مما أسقط أسطورة مناعة القبة الحديدية)، أثبت أن إيران هي من يحدد ميدان المعركة. وقد لخّص قائد الثورة هذه الحقيقة في خطاب 6 آذر 1404 (٢٠٢٥/١١/٢٧) بجملة استراتيجية:
«في حرب الأيام الاثني عشر، هزم الشعب الإيراني أمريكا وهزم الصهاينة… جاؤوا لارتكاب الشر وعادوا خالي الوفاض».

🔹️ كان الهدف الخفي للغرب من حرب الأيام الـ12 هو الضغط على الشعب وإحداث شرخ بين الشعب والحكم، وإفراغ رصيد المقاومة الإيرانية. لكن ماذا كانت النتيجة؟ تقرير سري مُسرَّب من لقاء الجنرال شلومي بايندر (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية – أمان) مع مايك والتز (مستشار الأمن القومي الأمريكي) كشف اعترافًا صريحًا:
«لا تزال إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ بالستي ثقيل».

🔹️ هذا يعني أنه بعد 22 عامًا من تدريبات الجيش الأمريكي وتخطيط الموساد، و12 يومًا من القصف المكثف واغتيال 11 عالمًا، والتواطؤ الاستخباري والأمني لجيوش الدول الغربية ضد إيران، بقي العمود الفقري لردع الجمهورية الإسلامية سليمًا دون مساس.

🔹️ لا شك أن هذه الحرب لم تكن بلا كلفة؛ فقد فُقدت أرواح عزيزة وتضررت بنى تحتية. لكنها نقشت حقيقة كبرى في ذاكرة المنطقة: إن استراتيجية المقاومة – كأي استراتيجية – لها أثمانها، لكن استراتيجية الاستسلام والتسوية، التي كانت ستُفرغ إيران من أذرعها الردعية الدفاعية والصاروخية وتضعف حلفاءها الإقليميين، كان يمكن أن تؤدي إلى إزالة إيران نفسها.

#روزنامه_صداى_إيران @sedaye_iran_newspaper

ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل