الإبداع في الكلمة: نحو كتابة تعكس التجربة وتؤثر في القارئ

أكد علي أصغر كاوياني، خلال فعالية «سرد هوية صانعة للحضارة»، على ضرورة إحداث تحوّل في أساليب الكتابة، مشيرًا إلى أن المحتوى بعد حرب الأيام الاثني عشر يجب أن يكون قويًا، حديثًا، وقادرًا على تلبية حاجات الجمهور. وأضاف أن الملاحظة الصحفية، بصفتها قالبًا قصيرًا وفعالًا، تمثّل انعكاسًا لتجربة الكاتب الشخصية ورؤيته الخاصة.

التباين بين مرحلة ما قبل وما بعد الحرب

وأشار كاوياني إلى الاختلاف الجوهري بين واقع المجتمع قبل الحرب وبعدها، مؤكدًا أن البلد الذي فقد العديد من كبار رجاله خلال ساعة واحدة، وأظهر قدرة غير متوقعة على التأثير والمواجهة، دخل مرحلة جديدة تتطلب أساليب كتابة مبتكرة ومتجددة.

الكتابة المبنية على الفكر

شدّد كاوياني على أن الفكر هو جوهر الكتابة، فكما يقول أساتذتنا، أي نص يخلو من فكرة حقيقية لا يُعدّ كتابة أصيلة. يجب أن يمتلك النص بنية واضحة تشمل «مقدمة»، «متن»، و«خاتمة». إلا أن النصوص الحديثة غالبًا ما تفتقر إلى مقدمة واضحة ولا تنقل الخاتمة بصراحة للقارئ، وكأن الكاتب لا يثق في فهم جمهوره.

أهمية العنوان والصياغة الجاذبة

أوضح كاوياني أن صياغة العنوان فن قائم بذاته، فالعنوان الجيد يجب أن يجذب القارئ لمتابعة النص، مع مراعاة 13 معيارًا تشمل ستة عناصر أساسية (ماذا، لماذا، كيف، متى، أين، من) وسبعة قيم إخبارية.

الملاحظة: مقال قصير وحر

عرّف كاوياني الملاحظة بأنها «مقالة قصيرة أو حرة» تختلف عن المقالات الأكاديمية الرسمية، إذ تتمتع بحرية أكبر في التعبير عن الرأي، التوضيح، الترويج، أو حتى عرض وجهة نظر متخصصة بلغة عامة وسهلة.

الاختلاف بين «الاختصار» و«الإيجاز»

أوضح أن الاختصار يعني تقليص حجم جميع عناصر النص، فإذا كانت بعض الأجزاء قصيرة وأخرى طويلة، يتحول النص إلى كاركاتير، كما لو أن جانبًا منه متضخم.

السمات الأساسية للملاحظة

الملاحظة لا تحتوي على مقدمة أو خاتمة بالطريقة الأكاديمية التقليدية؛ يبدأ النص مباشرة ويُعطى كل جزء أهمية متساوية، بما يشبه أسلوب الأدب المختصر أو «المينيماليستي».

شروط كتابة الملاحظة

  1. اختيار موضوع محدود ودقيق: فلا يمكن كتابة ملاحظة قصيرة عن موضوع واسع مثل «الإمام علي(ع) في القرآن».
  2. إضفاء الجاذبية بزاوية جديدة: يجب تقديم الموضوع بطريقة مبتكرة لجذب القارئ الذي قد يكون تعرض له مرات عديدة.

الملاحظة انعكاس لتجربة الكاتب

الملاحظة ليست مجرد تقرير عن حدث، بل هي عرض لتجربة الكاتب ورأيه الشخصي عند مواجهته لحدث، صورة، فيديو، أو ظاهرة، ما يجعل لكل كاتب ملاحظته الخاصة حتى لو تناولوا الموضوع نفسه.

الابتكار في القالب والمحتوى

الملاحظة الفعّالة تتطلب أصالة الفكرة، الابتكار، وتركيزًا دقيقًا على الموضوع. يمكن استخدام قوالب مختلفة مثل الرسائل لتغيير زاوية النظر وجعل النص أكثر جاذبية.

إعادة تصميم المشهد الإعلامي

أشار كاوياني إلى تحول ساحة الحرب الإعلامية من وسائل الإعلام الرسمية إلى الشبكات الخفية والسرديات القصيرة في مجموعات صغيرة، مؤكدًا أن المعركة اليوم تدور حول «الإدراك»، وأننا بحاجة لإعادة تصميم المشهد الإعلامي مع التركيز على السرديات المؤثرة.

الدور الاستراتيجي للنساء

اعتبر كاوياني النساء «نقطة التحوّل الذهبية»، فهن يمتلكن الهوية، الرسالة، والثقة الاجتماعية، ويمكن أن يتحولن من مبلغات حضوريًا إلى مؤثرات رقميًا يعيدن تعريف السرد النسائي الإيراني-الإسلامي.

فهم الجمهور واللغة المناسبة

شدّد على ضرورة معرفة الجمهور، فالجمهور تغير لكن لغتنا لم تتغير. يجب أن تلبي الملاحظة حاجات القارئ، تمنحه متعة وفائدة، وتُقدّم بلغة بسيطة وجاذبة.

تنوع قوالب الملاحظة

أشار كاوياني إلى تنوع القوالب الممكنة للملاحظة مثل الافتتاحية، الصورة المكتوبة، البودكاست، التغريد، والرسائل، مؤكدًا أن اختيار القالب المناسب وتغيير زاوية النظر يمكن أن يغيّر فهم القارئ بالكامل.

ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

روابط ذات صلة

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل