نظرة على الأبعاد والأسئلة بلا إجابة في قضية جيفري إبستين

نظرة على الأبعاد والأسئلة بلا إجابة في قضية جيفري إبستين

افتتاحية صحيفة “صوت_إيران” الإلكترونية، العدد ١٨٧، الصادرة من موقع؛ KHAMENEI.IR

جزيرة الشيطان والفضيحة التي لا تنتهي

🔹 بدأت القصة قبل ثلاثة عقود، ومن جزيرة. جزيرة استضافت لسنوات طويلة مجموعة من أشهر وأقوى الشخصيات في عالم السياسة والثروة والفن والتكنولوجيا وحتى الأوساط العلمية في الغرب، ولا سيما في الولايات المتحدة.

🔹 كان الضيوف يتوجهون بطائراتهم الخاصة إلى «ليتل سانت جيمس»، حيث كانوا يقضون في تلك الجزيرة الخاصة، بعيدًا عن أنظار الناس ووسائل الإعلام، وبالطبع خارج نطاق القانون، أوقات لهو غير أخلاقية وأحيانًا فظيعة.

🔹 كان مالك الجزيرة يُدعى جيفري إبستين، أما ضحايا هذه الولائم الشيطانية فكنّ فتيات مراهقات دون السن القانونية، جرى الاتجار بهن عبر شبكته وتقديمهن للضيوف المشهورين.

🔹 في عدة مناسبات طُرحت مسألة الملاحقة القضائية، لكن وبشكل لافت، كان إبستين يفلت في كل مرة، وبالاستفادة من علاقاته الواسعة والعميقة مع أعلى مستويات السلطة في أمريكا، تمكن من التغطية على القضية ومواصلة جرائمه.

🔹 وبينما كان عدد ضحايا جزيرة إبستين الغامضة والشيطانية يزداد يومًا بعد يوم، أُلقي القبض عليه في أوائل صيف عام 2019 بتهمة الاتجار الجنسي، وبعد نحو شهر أُعلن أنه انتحر في زنزانته بالسجن.

🔹 إلا أنه، نظرًا لحساسية القضية البالغة وتورط أسماء عشرات الشخصيات النافذة والمشهورة في أمريكا، كان يخضع لرقابة مشددة للغاية، ولم يصدق الرأي العام الأمريكي رواية انتحاره أبدًا، ويعتقد كثيرون أنه جرى التخلص منه لإخفاء الحقائق المرعبة لهذه القضية التاريخية والمروعة.

🔹 لكن موت إبستين لم يكن نهاية القصة، إذ ما يزال الرأي العام يطالب بشدة بكشف أبعاد هذه القضية.

🔹 واشتدت الضغوط إلى حد أن الكونغرس أقر قانونًا منح فيه الحكومة مهلة شهر لنشر التفاصيل والوثائق، إلا أن وزارة العدل في حكومة ترامب نشرت مؤخرًا، خلافًا لقرار الكونغرس، جزءًا فقط من الوثائق والصور، بل وحذفت بعض الأجزاء مجددًا بعد نشرها.

🔹 وما بات في صلب الاهتمام الآن هو السعي الحثيث للحكومة الأمريكية لمحو أي أثر لترامب من هذه القضية القذرة والمخزية.

🔹 تحاول الحكومة، عبر النشر الانتقائي للوثائق وإثارة الجدل حول خصوم ترامب السياسيين – مثل بيل كلينتون – صرف الأنظار عن دورها الحقيقي في هذه القضية، وهي محاولة لم تكن ناجحة كثيرًا، ويبدو أنها أدت إلى تصدع خطير في القاعدة الاجتماعية الداعمة لترامب.

🔹 لكن بغض النظر عن هذه الجهود ونتائجها، فإن ما لا شك فيه ولا يمكن إنكاره هو الانحدار الأخلاقي في أمريكا. فالصراعات الداخلية اليوم ليست من أجل كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، بل من أجل التنافس السياسي.

🔹 في حين يرى الجميع بوضوح أن امتلاك السلطة والثروة منح بعض الأشخاص القدرة على أن يكونوا فوق القانون، وأن يفعلوا –كما يقال– ما يشاؤون.

🔹 إن قضية إبستين تشبه جبلًا جليديًا لم يظهر حتى رأسه بعد، وربما لن تنكشف الحقيقة كاملة أبدًا، لكن الارتباط بين الفساد الأخلاقي والسياسي في هذه القضية أمر لا يمكن إنكاره.

🔹 هل كانت جزيرة إبستين الشيطانية مكانًا لابتزاز الشخصيات المعروفة وانتزاع التنازلات منهم في اللحظات الحرجة؟ وهل من المنطقي الاعتقاد بأن شخصًا واحدًا فقط كان يقف وراء هذه الشبكة بأكملها؟ وهل كانت هذه القضية الحالة الوحيدة من هذا النوع؟ إن مستوى خضوع ترامب للصهاينة أمر غير معتاد ويستحق التأمل.

🔹 وبالنظر إلى سجل كيان إسرائيل وبعض الخيوط المتاحة، هل لهذا الخضوع ارتباط بهذه القضية؟ وعشرات الأسئلة المهمة الأخرى التي قد لا يحصل العالم على إجابات واضحة لها في المستقبل القريب.

🔹 وفي الختام، يجب التنبه إلى أن هذه القضية تجري في بلد ونظام يعتبر نفسه «شرطي العالم»، ويفرض على الآخرين، بذريعة الأخلاق وحقوق الإنسان، ما يجب وما لا يجب! ومن المستبعد أن يكون العالم قد واجه في تاريخه وضعًا بهذا القدر من السخرية والخطورة في آن واحد.

#روزنامه_صداى_إيران @sedaye_iran_newspaper

ترجمة مركز الإسلام الأصيل

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل