تناول آية الله محمد مهدي شبزندهدار، أمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية، في كلمة له، أهمية وأثر أدعية شهر رجب، وأوضح أنّ الأدعية الواردة في شهر رجب والشهرين اللاحقين تمثل بحقّ خزائن من المعارف الإلهية، تفتح أمام الإنسان طرقًا طويلة وعالية إلى الكمال والتقوى.
ومن الشروط الأساسية التي تمكّن الإنسان من سلوك سبيل الكمال والارتقاء أن يعي ويُدرك ما هي القيم والمقامات التي يمكن له بلوغها وتحقيقها. وإحدى فوائد هذه الأدعية المباركة أنها تُخرِج الإنسان من الغفلات وتذكّره بقدرة وصوله إلى المقامات العليا.
شرح بعض الفقرات من أدعية شهر رجب
الدعاء الشريف: «خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَی غَیْرِکَ…» هو أحد أدعية شهر رجب، وقد نقله السيد بن طاووس رضي الله عنه في كتابه «إقبال الأعمال» بسند متصل، كما أشار العلامة المجلسي رضي الله عنه في «زاد المعاد» إلى صحة سند هذا الدعاء.
فقرات هذا الدعاء الشريف في بدايته تذكّرنا بحقيقة مهمة بلغة النفي والإيجاب. وكلمة «وفد» كما ذكر المرحوم السيد علي خان، شارح «صحيفة السجّاديّة»، غالبًا ما تُستعمل في السياقات التي يدخل فيها الأفراد لطلب مكافآت أو مواهب من شخص ما. أما البشر العاديون، فيظنون أنّ تلبية حاجاتهم ورغباتهم تقع بأيدي غير الله ومن أشخاص مثلهم.
وهذه الفقرة من الدعاء تخاطب صراحة أولئك الذين يطلبون حاجاتهم من غير الله، وتقول لهم: «خابوا».
وتعبير «خاب» يعني عدم الوصول إلى الهدف الذي كان الإنسان يسعى إليه. وهذه «الخِيبة» تحلّ بمن اعتمد على غير الله، لتؤكّد أنّ الملاذ الحقيقي والاستجابة الحقيقية للطلبات لا تكون إلا عند الله تعالى وحده.
*ترجمة مركز الإسلام الأصيل
