في حديثه مع مراسل وكالة «حوزة» للأنباء حول السيرة العملية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في المجال الاقتصادي، قال حجّة الإسلام السيّد جواد حسيني، من أساتذة الحوزة العلمية: إنّ الإمام عليًّا عليه السلام قد رسم بسلوكه العملي نموذجًا متكاملًا للإدارة الاقتصادية، يقوم على ثلاثة أركان أساسية: العيش البسيط، والسعي إلى الإنتاج، والرقابة الدقيقة على السوق.
وأضاف: إنّ الإمام عليه السلام، من خلال حياته البسيطة وابتعاده عن مظاهر الترف، أكّد عمليًا أنّ المسؤولين ينبغي أن يكونوا في طليعة الناس في القناعة والزهد. وقد شدّد في رسالته إلى عثمان بن حنيف على أنّ إمام الأمة يعيش بأدنى مستويات العيش، ليكون قدوةً لعامة الناس.
وأشار أستاذ الحوزة، مستندًا إلى ما رواه ابن أبي الحديد، إلى بساطة لباس الإمام وغذائه، مبيّنًا أنّه عليه السلام لم يكن يتردّد في ترقيع ثوبه بليف النخل، وكان يقول: «إنّ الله فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره، ولا يطغى الغنيّ غناه».
وتطرّق حجّة الإسلام حسيني إلى اهتمام الإمام علي عليه السلام بالإنتاج والعمل، موضحًا أنّ الروايات تنقل أنّه كان يباشر الزراعة بنفسه ويغرس نوى التمر بيده. وهذه الروح العملية في العمل والإنتاج تُعدّ درسًا عظيمًا في مواجهة ثقافة الاقتصاد الاستهلاكي والاعتماد على الاستيراد السائدة اليوم.
كما أكّد على الدور المحوري للرقابة في سيرة الإمام، قائلاً: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يطوف يوميًا في أسواق الكوفة، ويقوم بالنصح والتوجيه المباشر، ويمنع الغشّ، والربا، والاحتكار. وهذا يدلّ بوضوح على أنّ الرقابة الميدانية المباشرة من قبل المسؤولين ضرورة لا غنى عنها لصيانة سلامة الاقتصاد.
وختم أستاذ الحوزة حديثه بالقول: لو كانت رقابة الأسواق والمؤسسات الاقتصادية اليوم تسير على نهج سيرة الإمام علي عليه السلام، لما شهدنا كثيرًا من حالات الاختلاس والاضطرابات المصطنعة في الأسواق. إنّ النموذج العلوي يمثّل طريق الخلاص لاقتصاد البلاد من الفساد والتبعية.
*ترجمة مركز الإسلام الأصيل

