ماذا يعني انفجار مسجد «حمص» الانفجار الارهابي في مسجد علي بن أبي طالب(ع) بمدينة حمص له في هذه البرهة الزمنية دلالات هامة. اول هذه الدلالات أن أمريكا واسرائيل تواصلان تنفيذ خطتهما في بلاد الشام.
سوريا العزيزة كانت دعامة هامة لجبهة المقاومة امام العدو الصهيوني والغزو الاجنبي.
لقد تجمعت ظروف داخلية وخارجية لزعزعة هذه الدعامة، وحقق تدفق الاموال والسلاح وجحافل الارهابيين الاجانب ما كانت تطمح اليه القوى المعادية لجبهة المقاومة بشأن سوريا، وكان من الطبيعي أن يتبع ذلك زلزلة هذه الجبهة في لبنان والانظار متهجة الى توسيع هذا الهجوم على هذه جبهة.
لكن الذي كشف عنه انفجار المسجد في حمص يدل على أن الخطة لا تنحصر بالاجهاز على جبهة المقاومة بل على العالم الإسلامي بأجمعة، فهذا الانفجار يأتي في سياق العدوان على المقدسات الاسلامية، وعلى الحالة الاسلامية عامة في منطقتنا الحضارية. اضفاء صفة الارهاب على المسلمين وإثارة المخاوف من الاسلام جزء من مشروع الحضارة الغربية فيما سماه هنتغتون وصراع الحضارات.
ما يجري في بقاع اسلامية مختلفة مثل غزة والسودان وسورية واليمن ليست من الحوادث العادية التي تحدث هنا وهناك بل هي امتداد للغارة على العالم الاسلامي التي بدأت منذ سقوطه بيد المستعمرين.
المسلمون بشعوبهم وحكوماتهم يتحملون مسؤولية مواجهة هذا الغزو الذي قد يمتدّ لا سمح الله ليشملهم جميعا. مشروع اعداء الامة يقتضي: – ان لا تستقر هذه المنطقة سياسياً وأمنياً بل تبقى تضمد الجراح بعد الجراح، ما إن يبرأ جرح حتى ينفجر جرح آخر والذين يخالون أنه محصون من هذه الغارة فهم واهمون لأن الغرب ينظر الى العالم الإسلامي بأنه منطقة حضارية واحدة، كما نصّ على ذلك فاكوياما.
– وينبغي أن لا يكون في العالم الإسلامي أي تطور علمي، ولابد من قتل العلماء فيه وقصف منشآته العلمية. وهذا ما فعله الصهاينة والامريكان علناً في ليبيا والعراق وايران.
– وتقتضي ان لا يكون لهم استقلال اقتصادي، بل يبقون تابعين للغرب في أمورهم الاقتصادية بأجمعها. لا يمكن أن يقام بين المسلمين مشروع اقتصادي استقلالي، بل لابد ان تكون مشاريعهم معتمدة على الغرب وفي حدود مصالحهم وتحت إشرافهم.
– وتقتضي أيضا أن لا يبقوا محافظين على هويتهم وأخلاقهم، وما شرعه دينهم، بل لابد من زلزلة عقائدهم وتمييع ارادتهم، وترك التزاماتهم الانسانية. هذه وغيرها هي جزء من مشروع صراع الحضارات، ولابد للمهتمين المخلصين بأمر الأمة أن ينظروا الى مايجري على الساحة الاسلامية بهذا المنظور الشامل، وأن لا يعتبروا حادث انفجار مسجد في حمص حادثًا فرديًا يرتبط بهذه المنطقة وبهذا البلد لا غير، لابد من نظرة حضارية الى مجريات الاحداث ومعالجتها أيضا بنظرة حضارية. إننا شئنا أم أبينا أبناء دائرة حضارية واحدة، وما يلمّ بجزء من هذه الدائرة الحضارية فإنما هو جزء مما يراد لبلدان هذه الدائرة بأجمعها.
اقرأ المزيد على الرابط : https://taqrib.ir/ar/news/ماذا-يعني-انفجار-مسجد-حمص





