حين قال النبي من كنت مولا *** ه عليّ مولاه هذا دليلُ
اطلالة على حياة الصحابي الجليل قيس بن عبادة:
الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري الساعدي (رضوان الله عليه)، يُكنَّى أبا الفضل. كانت حياته مليئة بالمواقف المشرقة بدءاً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومروراً مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وختاماً مع الإمام الحسن (عليه السلام) .
غديريَّته:
ومن خيرة مواقف قيس بن سعد (رض) قصيدته الغديرية التي أنشدها بين يدي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وهو في طريقه إلى صفين، ومنها ما قاله:
قلت لما بغى العدو علينا *** حسبنا ربنا ونعم الوكيلُ
حسبنا ربنا الذي فتح البص *** رةَ بالأمس والحديثُ طويلُ
وله شكر ما مضى وعلى ذا *** إن هذا من شكره لقليلُ
وعليُّ إمامنا لا سواهُ *** في كتابٍ أتى به التنزيلُ
حين قال النبي من كنت مولا *** ه عليّ مولاه هذا دليلُ
أيما قاله النبي على الأم *** ةِ فرضٌ وليس قالٌ وقيلُ
يابنَ هندٍ أينَ الفرارُ من المو *** تِ وللموتِ في الفجاجِ ذُيُولُ
ولواءُ النبيِّ يخفقُ في كف *** ف عليٍّ نصيرهُ جبريلُ
ثم حامت عليه من سلفِ الخز *** رج قومٌ كأنهم إكليلُ
عند ذاك العيانُ يخلفه الظن *** ن وما غيره هناك سبيلُ
كان الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة (رض) من ألد خصماء معاوية بن ابي سفيان الأموي بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وبعد حادثة صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية بن أبي سفيان رجع قيس بن سعد إلى المدينة، وانشغل بالعبادة والدعاء إلى أن توفِّي (رحمه الله) في آخر ملك معاوية، بما يقارب سنة تسع وخمسين للهجرة في المدينة المنورة، سلام عليه يوم ولد ويوم وفاته ويوم يبعث حيا.