قصيدة شاعر أهل البيت السيد حيدر الحلي يخاطب به الإمام الحجة (عجل الله فرجه) بمصاب جده أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
ألله يا حامي الشريعه ***** أتقرّ وهي كذا مَروعه
بك تستغيثُ وقلبها ***** لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو وجُرد الخيل مُصغية ***** لدعوتها سميعه
وتكاد ألسنة السيوف ***** تجيبُ دعوتها سريعه
فصدورها ضاقت بسرّ ***** الموت فأذن أن تُذيعه
ضرباً رداءُ الحرب يبدو ***** منه مُحمرَّ الوشيعه
لا تشتفي أو تنزعنَّ ***** غروبها من كلّ شيعه
أين الذريعةُ لا قرارَ ***** على العِدى أين الذريعه
لا ينجعُ الإِمهال بالعا ***** تي فقم وأرق نجيعه
للصنع ما أبقى التحمّل ***** موضعاً فدع الصنيعه
طعناً كما دفقت أفاويقَ ***** الحيا مُزنٌ سريعه
يا بن الترائك والبواتك ***** من ضُبا البيض الصنيعه
وعميدَ كلّ مغامرٍ ***** يَقظ الحفيظة في الوقيعه
تنميه للعلياء هاشمُ ***** أهلُ ذروتها الرفيعه
وذووا السوابق والسوابغ ***** والمثقفةِ اللموعه
من كلّ عبلِ الساعدين ***** تراهُ أو ضخمِ الدسيعه
أن يلتمس غرضاً فحدّ ال ***** سيفِ يجعله شفيعه
ومقارع تحتَ القنا ***** يلقى الردى منه قريعه
لم يسرِ في ملمومةٍ ***** إلاَّ وكانَ لها طليعه
ومُضاجع ذا رونقٍ ***** ألهاهُ عن ضمِّ الضجيعه
نسي الهجوع ومن تيقظَ ***** عزمهُ ينسى هُجوعه
مات التصبّر بانتظا ***** رك أيُّها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمّلُ ***** غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
قد مزَّقت ثوبَ الأسى ***** وشكت لِواصلِها القطيعه
فالسيف إنَّ به شفاء ***** قُلوبِ شيعتك الوجيعه
فسواهُ منهم ليس يُنعِشُ ***** هذه النفسَ الصريعه
طالت حبال عواتقٍ ***** فمتى تعود به قطيعه
كم ذا القعودُ ودينكم ***** هُدمت قواعده الرفيعه
تنعى الفروعُ أُصولَه ***** وأُصولهُ تنعى فُروعه
فيه تحكَّم مَن أباحَ ال ***** يوم حرمَته المنيعه
مَن لَو بِقيمة قدره ***** غاليتُ ما ساوى رجيعه
فاشحذ شبا عضب له الأ ***** رواحُ مُذعنةٌ مُطيعه
إن يدعُها خفَّت لدع ***** وَتِه وإن ثقلت سريعه
واطلب به بدم القتيل ***** بكربلا في خير شيعه
ماذا يُهيجك إن صبرت ***** لوقعة الطفّ الفضيعه
أترى تجيء فجيعةٌ ***** بأمضَّ من تلك الفجيعه
حيثُ الحسينُ على الثرى ***** خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
قتلته آل أُميَّةٍ ***** ظلمٍ إلى جنب الشريعه
ورضيعهُ بدمِ الوريد ***** مخضَّبٌ فاطلب رضيعه
يا غيرةَ الله اهتفي ***** بحميَّة الدين المنيعه
وضُبا انتقامكِ جرِّدي ***** لطلا ذوي البغي التليعه
ودعي جنودَ الله تملأُ ***** هذه الأرضَ الوسيعه
واستأصلي حتَّى الرضيعَ ***** لآل حربٍ والرضيعه
ما ذنبُ أهل البيت ح ***** تَّى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتَّى مصارعهم ***** وأجمعها فضيعه
فمغيبُ كالبدر ترتقبُ ***** الورَى شوقاً طلوعه
ومكابدٌ للسمّ قد سُقيت ***** حُشاشته نقيعه
ومضرَّجٌ بالسيفِ آثر ***** عزَّه وأبى خضوعه
ألفى بمشرعة الردى ***** فخراً على ظمأٍ شُروعه
فقضى كما اشتهت الحميَّةُ ***** تشكرُ الهيجا صنيعه
ومصفَّدٌ للهِ سلَّم ***** أمرّ ما قاسى جميعه
فلقسره لم تلق لولا ***** الله كفًّا مستطيعه
وسبيَّة باتت بأفعى ***** الهمّ مهجتُها لسيعه
سُلِبت وما سُلبت محا ***** مد عزّها الغرّ البديعه
فلتغد أخبية الخدور ***** تطيح أعمدُها الرفيعه
ولتبد حاسرةً عن الو ***** جه الشريفةُ كالوضيعه
فأرى كريمةَ من يواري ***** الخدرَ آمنةً منيعه
وكرائمَ التنزيل بين ***** أُميَّةٍ برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك ***** كُفاة دعوتها صريعه
واهاً عرانينَ العُلى ***** عادت أُنوفكم جديعه
ما هزَّ أضلعَكم حداءُ ***** القوم بالعيس الضليعه
حَملت ودائعُكم إلى ***** مَن ليسَ يعرفُ ما الوديعه
يا ضلَّ سعيُكِ أُمة ***** لم تشكر الهادي صنيعه
أأضعتِ حافظَ دينه ***** وحفظتِ جاهلةً مُضيعه
آلَ الرسالة لم تزل ***** كبدي لرِزؤكُم صديعه
ولكم حَلوبةُ فِكرتي ***** دَرُّ الثنا تمري ضروعه
وبكم أروضُ من القوا ***** في كلَّ فاركةِ شموعه
تحكي مخائلُها بروقَ ***** الغيث معطيةً منوعه
فلديَّ وكَفّها وعنه ***** سواي خُلّبها لموعه
فتقبَّلوها إنَّني ***** لغدٍ أُقدمها ذريعه
أرجو بها في الحشر ***** راحةَ هذه النفسِ الهلوعه
وعليكم الصلواتُ ما ***** حنَّت مطوَّقةٌ سَجوعه