فيما يلي جملة من خصائص الصلاة وأهميتها نذكرها من خلال نقاط سريعة متتابعة:
- الصلاة أبسط وأعمق وأجمل علاقة بين الإنسان وربه، وهي مشرّعة في الأديان كافة.
- الصلاة هي العبادة الوحيدة التي وردت الوصية بالنداء بها قبل الإتيان بها، بأن يخرج أفضل الناس صوتا لينادي: (حي علی الصلاة، حي علی الفلاح، حي علی خير العمل) فبالأذان يكشر السكت ويتم الإعلان عن الفكر الإسلامي الأصيل وبه ينبه الغافلون.
- نظرا لأهمية الصلاة قال إبراهيم عليه السلام أنه إنما أسكن ذريته واد غير زرع ليقيموا الصلاة، لا لأجل مراسم الحج.
- جعل الإمام الحسين عليه السلام نفسه في معرض السهام ليقيم ركعتي صلاة ظهر يوم عاشوراء.
- يأمر القرآن الكريم إبراهيم واسماعيل عليهما الصلاة بتطهير البيت للمصلين. ولأهمية الصلاة كان إبراهيم عليه السلام وزكريا ومريم واسماعيل خداما للمسجد ولمحل إقامة الصلاة.
- الصلاة باب قبول الأعمال كافة، ويأمر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أحد عماله بقوله: صل الصلاة لوقتها الموقت لها، ولا تعجل وقتها لفراغ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال. واعلم أن كل شئ من عملك تبع لصلاتك([1]).
- الصلاة ذكر الله، وبذكر الله وحده تطمئن القلوب.
- تعرض القرآن الكريم في غالب سوره من أكبر سورة (البقرة) إلی أصغرها (الكوثر) للصلاة.
- تتمثل الصلاة في حياة الإنسان من لحظة الولادة بالأذان والإقامة في أذن الطفل إلی ما بعد موته بالصلاة عليه قبل دفنه.
- ورد الأمر بالصلاة عند كل مخوف أرضي كالزلزلة وعند كل مخوف سماوي كالخسوف والكسوف، وهي صلاة الآيات، كما أن الصلاة يؤتی به لاستسقاء المطر.
- الصلاة تنهی عن الفحشاء والمنكر([2]).
في الصلاة تتجلی كافة الكمالات ونذكر نماذج منها:
- النظافة والسلامة الصحية في استخدام المسواك، الوضوء، الغسل وطهارة البدن واللباس.
- نتعلم من الأذان الجرأة، والصدح بالحق.
- نتعلم من الصلاة الحضور مع الناس بالاجتماع في المساجد.
- الاهتمام بالعدالة في اختيار إمام الجماعة.
- الاهتمام بالقيم وبالكمالات ممن يقف في الصف الأول في صلاة الجماعة.
- الاتجاه المستقل في القبلة. نعم لليهود قبلتهم وللنصاری قبلتهم، والكعبة قبلة مستقلة للمسلمين، ولا بد للمسلمين من أن يعيشوا حالة الاستقلال، ولذا ورد الأمر في القرآن بالتوجه إلی الكعبة القبلة المستقلة للمسلمين لحفظ استقلالهم.
- احترام حقوق الآخرين حيث لا تصح الصلاة حتی بخيط مغصوب.
- الاهتمام بالسياسة حيث نقرأ في الروايات إن الصلاة لا تقبل مع عدم الولاية.
- الاهتمام بنظم الأمور حيث تنظم الصفوف في صلاة الجماعة، والاهتمام بالشهداء بالسجود علی التربة الكربلائية، والاهتمام بسلامة البيئة حيث وردت الوصية بحفظ طهارة ونظافة المسجد ومكان السجود.
- الالتفات إلی الله عز وجل في الصلاة بتمامها، الالتفات إلی المعاد «مالك يوم الدين» الالتفات إلی اختيار الطريق المستقيم «اهدنا الصراط المستقيم»، اختيار الرفيق المؤمن «صراط الذين أنعمت عليهم»، التحرز عن عشرة أهل الضلال والمعاصي «غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، الالتفات إلی النبوة وإلی أهل بيت النبي صلی الله عليه وآله في التشهد والاهتمام بالصالحين في “السلام علينا وعلی عباد الله الصالحين”.
- الاهتمام بالطعام الحلال وقد ورد في الحديث أن من يشرب الخمر لا تقبل منه الصلاة أربعين يوما.
- الجمال الظاهري حيث ورد الأمر بأن يلبس المصلي أفضل الثياب، أن يتعطر، وأن يأخذ زينته عند الصلاة، بل حتی النساء يأخذن زينتهن عند الصلاة.
- عدم أذية الزوجين بعضهما فقد ورد في بعض الروايات أن الزوجين إذا آذيا بعضهما بالكلام، فلا تقبل صلاتهما.
هذه بعض الأمور والآثار التي يمكن للإنسان أن يتذكرها في الصلاة وقد ورد عن الإمام الخميني قوله: الصلاة تصنع الإنسان.
تفسير النور – بتصرّف يسير، سماحة الشيخ محسن قراءتي
([1]) نهج البلاغة، الكتاب، ٢٧.
([2]) سورة العنكبوت: الآية ٤٥.
