یوافق 15 من شوال ذكرى استشهاد حمزة بن عبد المطلب عم النبی الأعظم (ص)
اسمه ونسبه :
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
ولادته :
ولد حمزة قبل ولادة النبی ( صلى الله علیه وآله ) بسنتین، وقیل : بأربع سنوات .
إسلامه :
أسلم فی السنة الثانیة من البعثة ، وقیل بأربع سنین .
سیرته وجهاده :
روی أن حمزة بن عبد المطلب كان أخاً لرسول الله ( صلى الله علیه وآله ) من الرضاعة.
وبعد أن أعلن حمزة إسلامه هاجر مع النبی ( صلى الله علیه وآله ) إلى المدینة المنورة ، وكان الرسول ( صلى الله علیه وآله ) قد آخى بینه وبین زید بن حارثة .
وروی أن أول لواء عقده الرسول ( صلى الله علیه وآله ) فی المدینة كان لحمزة ، إذ بعثه فی سریَّة من ثلاثین راكباً لإعتراض قافلة قریش التی كانت قادمة فی ثلاثمِائة راكب من الشام بقیادة أبی جهل ، ولم یقع قتال بین الطرفین ، فعادت سریَّة حمزة إلى المدینة .
وكذلك حمل حمزة فی السنة الأولى من الهجرة لواء رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) فی غزوة بواط ، والأبواء ، وبنی قینقاع .
وبالغ حمزة فی نصرة النبی ( صلى الله علیه وآله ) فی معركة بدر الكبرى ، وأبلى فیها بلاءً حسناً ، وقَتَل فیها سبعة من صنادید قریش .
قصة شهادته :
شهد حمزة بن عبد المطلب معركة أُحُد ، وله فیها صولات مشهودة . ولأنه – كما أشرنا – قَتَل فی بدر صنادید العرب فقد ترك اللوعة والأسى فی قلوب مشركی مكة ، فأضمروا له الكید وأخذوا ینتهزون الفُرَص للانتقام منه .
وكانت هند بنت عتبة قد بعثت إلى وحشي بن حرب قبل معركة أُحُد ، وكان عبداً من أهل الحبشة ، فأغرته بالأموال إن هو قتل حمزة ، وذلك طلباً لثأر أبیها وأخیها اللذان قُتلا ببدر .
وكان وحشي مشهوراً برمي الحربة ، ولم تكن العرب آنذاك تعرف هذا السلاح الذي كان خاصاً بأهل الحبشة ، وتُسمى هذه الحربة عند العرب بـ ( المزراق ) ، وهی : عبارة عن رمح قصیر .
فقال وحشي وهو في أرض أُحُد : إنی والله لأنظر إلى حمزة وهو یهذ الناس بسیفه ، ما یلقى شیئاً یمر به إلا قتله ، فهززتُ حربتی ودفعتها علیه ، فوقعت في ثنته [ أسفل بطنه ] ، فخرَّ صریعاً ثم تنحَّیت عن العسكر .
بعد أن بلغ هند مقتل حمزة ( علیه السلام ) جاءت فَبَقَرَتْ كبدَهُ فَلاكَتْه ، فلم تستطع أن تَسِیغَه فَلَفِظَتْه .
ولما انتهت المعركة وُجد حمزة ( علیه السلام ) ببطن الوادی من الجبل وقد مُثِّل به .
وعندما رآه النبی ( صلى الله علیه وآله ) بكى ثم قال : لن أُصاب بمثلك، ما وقفتُ موقفاً قَطّ أَغْیَظُ عَلیَّ من هذا الموقف ، وأمر ( صلى الله علیه وآله ) به فَدُفِن .
وكانت شهادته ( علیه السلام ) فی السنة الثالثة للهجرة النبویة المشرِّفة ، وقد رثاه النبی ( صلى الله علیه وآله ) بكلمات مؤثرة ، نذكر منها : ( یا عمَّ رسولِ الله ، وأسدَ الله ، وأسدَ رسولِ الله ، یا حمزةَ ، یا فاعل الخیراتِ ، یا حمزة ، یا كاشف الكُرُبَاتِ ، یا حمزة ، یا ذابّاً یا مَانِعاً عن وجه رسول الله .. ) .