قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (المائدة:91 ).
ضرر شرب الخمر:
روي عن أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام)؛ انه قال: (مدمن الخمر يلقى الله عز وجل حين يلقاه عابد وثن).
في هذه الرواية نتعلم شيئا من دروس التربية الإسلامية في تهذيب النفس وطهارتها من الرجس والمحرمات.
علم الامام (ع) بأن ما يجعل الادمان على الخمر من آثار سلبية على نفسية المدمن، ليصبح وكانه عابد وثن. بالطبع لا يوجد هناك صنم خارجي يعبده ابن آدم هنا، انما المعبود هو ادمان بدن المدمن، الذي لا يستطيع دمه -المسموم بالخمر واثاره القذره- ان تتطهر وتمتنع من شرب الخمر.
الوثن هو الهوى كما تعبر عنه في آيات قرانيه كريمة، ” أرايت الذي اتخذ الهه هواه”، يعني ان الشرك ليس بالضرورة في العبودية أو الالوهيه، ولا في الربوبية، هناك نوع من الشرك الخفي الذي ينتسب الى اعتماد الانسان على هواه، ورغباته، حيث يتقدم الهوى على الاوامر والنواهي الشرعية.
تطبيق من الحياة
بعض الذين يدعون انهم يعبدون الله تعالى، ويصلون له! ولكن حينما يقال لهم ان شرب الخمر حرام، يقولون: لماذا هو حرام؟ اوليس فيه المتعة؟ اوليس فيه منافع اقتصادية ؟ لم لا يكون مقبولاً ؟ .
الجواب: تعساً للخیر الجائي من وراء فقدان العقل، بل لا خیر فیه اصلاً ما دام يوقع العداوة والبغضاء.