الإمام الخامنئي يروي حادثة جرت في زمن الرسول الأكرم (ص) تظهر مدى أهميّة الحفاظ على ماء وجه المؤمن والدفاع عنه حيث يستفيد سماحته من هذه الحادثة للحديث حول ضرورة تهذيب الشباب لأنفسهم.
نال شخصٌ في مجلس الرسول (ص) من عرض مؤمن وأراق ماء وجهه ـ ولم تذكر الرواية بأي شكلٍ نال منه ـ ودافع شخص آخر عن ذلك المؤمن الذي جرى النيل منه.
فقال الرسول (ص) إن هذا الذي فعلته ـ حيث دافعت عن ماء وجه مؤمنٍ ـ حجاب دون نار جهنم. هذا حجاب دون نار جهنم. هذا هو أسلوب الحياة الإسلامية. يعني «ارحَم تُرحَم». ارحم لكي يرحمك الله تعالى. هذا ما يجب تعليمه ونشره بين شبابنا.
شبابنا يجب أن يكونوا «أشِدّاءُ على الكفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم» ـ هذه الآية التي تلوها هنا ـ يجب أن يتربى بهذه الطريقة.
يقف بوجه الظلم، ويقف بوجه المعتدي، لكنه يتعامل بعطف وتسامح مع أخيه المؤمن. يجب أن نُعلِّم شبابنا العفو والتجاوز. إذا لم يجر تهذيب هذا الشاب اليوم وأصبح غداً مسؤولاً عن قطاع ما فسوف ينجز الأعمال بطريقة ضعيفة أو غير موثوقة أو خاطئة.
الذي يكون اليوم على استعداد للنيل من شخص ما بدافعٍ من المزاح أو إمضاء [تقضية] الوقت أو لإشباع حس داخلي، فعندما يكون غداً في تنافس انتخابي مثلاً سيكون على استعداد من أجل الفوز أن يسحق إنساناً مؤمناً بالكامل.
هذا سيصبح ذاك [غداً]. وسيكون لهذا أثره هناك أيضاً.