إن الإنسان معرض لعملیة التغییر منذ لحظة التكوین حتى الوفاة هذا التغییر یمس مختلف النواحي الفیزیولوجیة، العقلیة، الانفعالیة والاجتماعیة ولا یقف تطوره في حد معین أو مرحلة معینة بل یستمر نموه ثم تدهوره حتى یدخل مرحلة الشیخوخة.
وبما أن الشیخوخة هي المرحلة الأخیرة التي یمر بها الإنسان في حیاته نلاحظ في هذه المرحلة ما یسمى بقلق الموت، فنجده دائم التفكیر في موضوع الموت كیف یأتي، متى، وأین؟
إن الموت باعتباره نهایة للحیاة، إذ یلعب دورا كبیرا في ظهور القلق عند الإنسان وتعزیزه، فالتصور غامض أو مبهما وهناك عدد من العوامل التي تدفع للقلق من الموت، فلكل إنسان عامل خاص به كالخوف من المعاناة البدنیة والآلام عند الاحتضار ، الخوف من الإذلال نتیجة الألم الجسمي، الخوف من توقف السعي نحو الأهداف، إذ تقاس الحیاة دائما بما حققه الإنسان، والخوف من تأثیر الموت على من سیتركهم الشخص من أسرته وخاصة صغار الأطفال
إاضافة الى الخوف من العقاب الإلهي ومن العدم.
سؤال مع مختصة:
هل یظهر قلق الموت عند الشخص المسن في أعراض متنوعة؟
هل یؤثر قلق الموت سلبیا على حیاة المسن؟ وماذا عن فقدان الاصدقاء والاعزاء وزيادة قلق المسن من الموت؟
إن تقبل فكرة الموت عند الأشخاص، يختلف باختلاف طبيعة تكوين الإنسان ومفاهيمه، كأن يكون متفائلاً، ويكون للعنصر الإيماني الدور المهم في تكيف الإنسان مع الموت.
أما القناعة بأن العمر مقدر من الله وخارج عن إرادة الإنسان، والإيمان بقدرية الموت، فكلها عوامل تساعد على التخفيف من وطأة الموت على الشخص الذي يفقد إنسانا عزيزا عليه وفيما يتعلق بشدة الصدمة وقوتها أو برودها، فأن الموت المفاجئ للشخص يترك صدمة كبيرة لدى المتلقي، على النقيض من الموت الذي يسبقه المرض، والذي يهيئ من حوله من الأشخاص، على تقبل وقوع الموت في أي لحظة، بل ربما تصل الأمور إلى تمني الموت للمريض، على البقاء تحت تأثير الألم والمعاناة، كما وأن قلق الموت لا يقتصر على كبار السن، فهو موجود عند جميع الفئات العمرية، لكنه عند كبار السن أكثر، ليس لأنهم يعتقدون أن دورهم يقترب، إنما ينبع من الخوف على الذكريات التي تجمعهم بالشخص المتوفى وصعوبة تعويض تلك الألفة والمودة،
وفيما يتعلق بدور الأسرة في القدرة على محاولة تخفيف وطأة موت الصديق وروع هذه المصيبة على صاحبها:
إن على الأسرة أن تحاول قدر المستطاع أن تشاركه هذه الحالة، من خلال مبادلته الأحاديث ومشاركته الذكريات التي كانت تجمعه مع صديقه، ما يساعد على التخفيف عنه، لا أن نطلب نسيانه، وأن تركه يعيش الحالة وحده، وعدم التواصل معه في هذه الفترة، يزيدان من سوء وضعه النفسي.
نعم الجميع يؤمن بحتمية الموت، سواء كان الإنسان كبيرا أم صغيرا، ولكن تقبل فكرة الموت تختلف من شخص إلى آخر، و كبار السن يتأثرون لأنهم يتألمون على ذكريات ماضية مع من أحبوا وخوفا من وصول الدور اليهم
وفي الختام فإن سكة الزمن درب يسير عليه الجميع يوما، فلابد من زاد الايمان في هذا الرحلة وشيء من الامل والدعم، لنهاية حسنة وعاقبة تحفل بالسؤدد.