1- إن أكثر ما يكون ضروريًا للإنسان في ميادين الدفاع عن الدين هو البصيرة، فالفاقدون للبصيرة ينخدعون؛ ويصبحون في جبهة الباطل دونما التفات، تمامًا كالذين كانوا في جبهة ابن زياد ولم يكونوا من الفساق والفجار إلا أنهم لم يكونوا من أهل البصيرة. ١٣٧١/٤/٢٢
2 – البصيرة تعني الدراية والرشد وضياء القلب، ليس معنى البصيرة العلم والتفطّن الصحافي والإذاعي والعلمي والكتابي. لا تخطئوا. قد يُقال إن فلانا لا نظر لديه؛ أي لا رؤية سياسية، لا يفهم ولا يدرك؛ لا قدرة لديه على التحليل ليست البصيرة تلك الرؤية وذلك النظر (المقصود). ليس الميدان هنا ذلك الميدان الذي يتطلب التحصيل العلمي والقدرة على التحليل السياسي والتجربة في العمل السياسي ومثل هذه الأمور.
فالميدان هنا يتطلب الاقتدار المعنوي تعني البصيرة تبصر القلب، أي فتح عين القلب؛ بمعنى عدم الاكتراث للألاعيب المادية والدنيوية والانتقادات السياسية الهابطة، ورميها کمنديل لا قيمة له في سلة المهملات؛ هذه هي البصيرة البصيرة تعني وصل القلب بالله وربطه به البصيرة أن ترى الله ما الذي يمكن أن نراه بعين القلب؟ يمكن أن نرى الله. فهو رغم كونه لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) (۱) ؛ «ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان»(۲)، تدركه وتراه بالإيمان. فإذا ما كانت القلوب مقفلةً تكون معدومة البصيرة، فلا تراه البصيرة تعني ذلك الذي يرى الله ويقاوم ويصمد. فهذان الشرطان كافيان؛ الأول : البصيرة، المعنوية، التوجه؛ والثاني: المقاومة والثبات. ١٢٦٦/٢/٢٠
3- البصيرة هي كشاف النور البصيرة هي البوصلة وهي الدليل إلى القبلة. إذا تحرّك الإنسان في الصحراء بدون بوصلة، فمن الممكن أن يصل بالصدفة إلى مكان ولكن الاحتمال ضعيف، أما الاحتمال الأكبر فهو أن يتعرّض الإنسان لمشقات كثيرة بسبب الضياع والحيرة. إن وجود البوصلة ضروري، وخاصةً عند وجود عدو يقف في المقابل إن افتقدتكم البوصلة قد تجدون أنفسكم تحت حصار العدو فاقدين للعدّة اللازمة والتجهيزات المطلوبة للمواجهة عندها لن تستطيعوا تحريك ساكن. البصيرة إذن هي البوصلة وكشاف النور، البصيرة هي المنور في الفضاء المظلم. البصيرة تدلّنا على الطريق البصيرة شرط لازم لتحقيق النجاح الكامل ولكنّها ليست شرطًا كافيًا. وبتعبير آخر : ليست البصيرة العلة التامة للنجاح؛ فهناك شروط أخرى ضرورية أيضًا؛ إلا أن البصيرة هي الشرط الأساس. وإذا ما توفرت جميع العوامل دون البصيرة فإن الوصول إلى الهدف والنجاح سيكون صعبًا جدًّا.
| سورة الأنعام، الآية ١٠٣.
۲ | بحار الأنوار، الجزء ٦٩، الصفحة ٢٧٩.
4- يمكننا أن نعرف البصيرة على مستويين: الأول، مستوى الأصول والبنية الأساسية هناك بصيرة يحصلها الإنسان من خلال اختياره للرؤية الكونية وفهمه الأساس للمفاهيم التوحيدية وعبر نظرته التوحيدية إلى عالم الطبيعة وإن الفرق بين النظرة التوحيدية والنظرة المادية هو أن العالم في النظرة التوحيدية مجموعة منظمة مجموعة ذات قانون وسنن، وطبيعة هادفة، نحن أيضًا، كجزء من الطبيعة. لوجودنا وخَلْقِنا وحياتنا هدف، لم تخلق عبئًا في هذه الدنيا. هذه لازمة النظرة التوحيدية. إن معنى الاعتقاد بوجود إله عالم وقادر هو أنه عندما ندرك أن لدينا هدفًا ننهض للبحث عنه. هذا البحث والسعي بحد ذاته هو جهد مفعم بالأمل. نسعى لكي نجد ذلك الهدف؛ بعد أن نجده ونعرفه، يبدأ السعي للوصول إليه في هذه الحالة تصبح كل حياة الإنسان سعيًا، سعيًا هادفًا ومعروف الاتجاه.
من ناحية أخرى، نعرف أيضًا من خلال الرؤية التوحيدية أن كل نوع من السعي والمجاهدة في سبيل الهدف يوصل الإنسان إلى نتيجة حتما. هذه النتائج ذات مراتب. وهي توصل الإنسان يقينا إلى النتيجة المطلوبة. وعندها فلن يكون لليأس والضياع والقلق معنىً في حياة الإنسان.
عندما تعرفون أن وجودكم وخلقكم وحياتكم وتنفّسكم يرتبط بتحقيق هدف فستتحرّكون وراء ذلك الهدف، وستبذلون الغالي والنفيس للوصول إليه. إن هذا السعي نفسه له أجر وثواب عند الله تعالى خالق الوجود، عندما تصلون إلى أية نقطة فإنكم في الواقع قد وصلتم إلى الهدف.
في الرؤية الإسلامية، لا يمكن تصور الخسارة والضرر بالنسبة للمؤمن [أي لا محل لهما في حياته]. حيث قال «ما لنا إلا إحدى الحسنيين»(۱)، واحدة من اثنتين كلاهما حسن. إما أن نموت في سبيل الله، وهذه حسنى؛ وإما أن نزيل العدو من الطريق، وهذه حسنى أيضًا، فهنا لا وجود للضرر أبدًا.
5- أما الرؤية المادية، فتقع في النقطة المقابلة تماما للرؤية التوحيدية.
أولا : تعتبر الرؤية المادية أن لا هدف لخلق الإنسان ووجوده في العالم؛ فالإنسان بحسبها يجهل سبب مجيئه إلى الدنيا. بالطبع، هو يحدّد لنفسه أهدافًا في الدنيا – الوصول إلى الثروة والمال. أن يصل إلى الحب، إلى المنصب، إلى اللذات الجسدية أو اللذات العلمية، يمكنه أن يحدّد لنفسه أهدافًا كهذه – لكن أيا منها ليس هدفًا طبيعيًّا، ليس ملازما لوجوده
عندما لا يكون هناك اعتقاد بالله، تصبح الأخلاقيات أيضًا دون معنى، وكذلك تفتقد العدالة لأي معنى، ولن يكون هناك معنى لغير اللذة والمنفعة الشخصية. فإذا ما اصطدمت قدم الإنسان بحجر وتأذى في طريق الوصول إلى نفعه الشخصي يكون قد تضرّر وخسر. وإذا لم يحصل على المنفعة المادية والشخصية. وعجز عن السعي والعمل، يأتي دور اليأس والانتحار وغيرهما من الأعمال غير المعقولة.
لاحظوا الفرق إذن بين الرؤية التوحيدية والرؤية المادية، بين المعرفة الإلهية والمعرفة المادية. هذه هي أهم ركائز البصيرة.
عندما يدخل الإنسان في صراع على أساس هذه الرؤية، فإن هذا الصراع هو جهد مقدس ، إذا خاض حربًا عسكرية فإن الأمر كذلك؛ فالصراع في الأساس ليس قائمًا على سوء الظن وسوء النوايا.
الصراع يهدف إلى أن تصل الإنسانية – وليس فقط هذا الإنسان نفسه [كفرد] – إلى الخير والكمال والرفاهية والتكامل بهذه النظرة تكتسب الحياة وجهًا جميلا وتصبح الحركة في هذا الميدان الواسع عملا حلوا ممتعا. يزول تعب الإنسان بذكر الله تعالى وذكر الهدف. هذا هو المرتكز الأساس للمعرفة، المرتكز الأساس للبصيرة، وهذه البصيرة هي أمر مطلوب ولازم جدًّا، هذا ما يجب أن نوفره في أنفسنا. البصيرة في الحقيقة هي أرضية جميع الجهود والمساعي الإنسانية في المجتمع. هذا مستوى من مستويات البصيرة [أي البنية التحتية الأساسية].
6- فضلًا عن هذا المستوى الواسع للبصيرة والطبقة العميقة؛ كذلك يمكن للانسان في الحوادث المختلفة، أن يتحلى بالبصيرة أو أن يفقدها. وهذه البصيرة بأي معنى؟ ما معني تحصيل البصيرة؟ كيف يمكن أن يجدها؟
إن البصيرة الواردة في الروايات والتي تم التأكيد عليها أيضًا في كلمات أمير المؤمنين تعني أن يتدبّر الإنسان في الحوادث التي تجري من حوله والحوادث التي تجري معه وترتبط به. يتدبر ويسعى كي لا يمر على الحوادث مرور الكرام وبشكل سطحي كالعوام، وبتعبير الإمام أمير المؤمنين أن يعتبر رحم الله امرأ تفكر فاعتبر واعتبر فأبصر » ) ، رحم الله امرأ تفكر وعلى أساس هذا التفكر يعتبر ويأخذ العبر. أي إنّه يزن المسائل بالتدبر . «اعتبر فأبصر». بهذا الميزان يجد البصيرة وإن النظر الصحيح إلى الحوادث، والتدبّر فيها، يوجد البصيرة عند الإنسان. أي إنّه يوجد لديه قدرة على الرؤية والتبصر ويفتح عينيه على الحقيقة.»
7- يقول أمير المؤمنين عليه السلام في موضع آخر: «فإنّما البصير من سمع فتفكّر ونظر فأبصر (۲) ، البصير هو الذي يسمع، لا يغلق أذنيه، وعندما يرى يفكّر لا يمكن للإنسان أن يقبل بأمر أو يرفضه بمجرد سماعه، ينبغي التفكّر فيه، والنظر في أمره وعدم إغلاق العينين
1 | نهج البلاغة الخطبة ١٠٣. | نهج البلاغة، الخطبة ١٥٣.
إن مشكلة كثيرين من الذين زلّت أقدامهم وهووا في منزلق انعدام البصيرة هي أنهم لم ينظروا وأغلقوا أعينهم عن رؤية الحقائق الواضحة على الإنسان أن ينظر. وعندما ينظر سيري. ليس لدينا الاستعداد في الكثير من الأوقات لكي ننظر إلى بعض الأشياء. يرى الإنسان بعض المنحرفين الذين يرفضون أن ينظروا أصلا. لسنا نتحدث الآن العدو العنيد، فيما بعد سأتحدث عنه وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوا (١) ، فهناك بعض ممن لديهم سبب للعداء ويواجهون بعناد، حسنًا ! هؤلاء أعداء، بحثنا الآن ليس حولهم. البحث هو عني وعنكم حيث إننا حاضرون في الساحة. إن أردنا أن نتحلى بالبصيرة علينا أن نفتح أعيننا أن نبصر، هناك أشياء يمكن رؤيتها. إذا تجاوزناها بشكل سطحي ولم نلتفت إليها، نكون قد أخطأنا بالتأكيد.
8- حسن، توجد نقطة هنا وهي : أن البصيرة تكون موجودةً أحيانًا ولكن، في الوقت نفسه مع الاستمرار في ارتكاب الخطأ والاشتباه ولذلك قلنا إن البصيرة ليست شرطا كافيًا للنجاح، إنما هي شرط لازم.
يوجد هنا عوامل أخرى، إحداها مسألة عدم وجود العزم والإرادة. فبعضهم يعرف الحقائق، لكنّه لا يقرّر أن يتخذ موقفا لا يقرّر أن يصرّح بما يجب، لا يقرّر أن يقف مع الحق وفي موقف الدفاع عن الحق. طبعًا، هناك أسباب لعدم اتخاذ القرار: طلب العافية أحيانًا، والحيادية أحيانًا، هوى النفس أو الشهوات أحيانًا أخرى، اتباع المصالح الشخصية وأحيانًا العناد واللجاجة فقد يتفوّه أحدهم بكلمة ويريد أن يبقى ملتزما بكلمته، فلو تراجع فإنّ بعضهم سيعيره ويشمت به. وقد ورد في رواية: «لعن الله اللجاجة». بعض الأشخاص مطلعون على الوقائع ويعرفون الحقائق، لكنّهم في الوقت نفسه يساعدون الاتجاهات المخالفة، اتجاهات العدو.
1 | سورة النمل، الآية ١٤.
إن الكثير من الذين ندموا على ثوريتهم وجهادهم وانقلبوا على أعقابهم كانوا في يوم من الأيام ثوريين مفرطين، ولكن تراهم اليوم قد وقفوا في النقطة المعاكسة تمامًا وانشغلوا بخدمة أعداء الثورة! السبب هو تلك العوامل الأهواء النفسانية، الشهوات النفسانية، الغرق في الطلبات المادية والسبب الرئيسي لهذا كله هو الغفلة
عن ذكر الخالق الغفلة عن الواجب الغفلة عن الموت، والغفلة عن القيامة، هذا ما يجعلهم يغيرون اتجاههم مئة وثمانين درجة. ١٣٨٩/٨/٤
9- إن كل مشكلة يقع فيها الأفراد أو الجماعات ناجمة عن واحدة من هاتين الصفتين؛ إما انعدام البصيرة وإما انعدام الصبر. فإما أنهم يغفلون ويعجزون عن تشخيص الحقائق وفهمها، أو أنهم، مع فهمهم لها، يعجزون عن الصمود في وجهها.
ولهذا السبب نجد تاريخ البشرية حافلا بمحن كبرى ابتليت بها الشعوب، وطافحًا بغلبة الأقوياء على الشعوب الغافلة والعاجزة عن الصمود؛ وذلك نتيجةً لوجود إحدى هاتين الحالتين أو كليهما معًا. فقد تمر على بعض الشعوب عشرات أو حتى مئات السنين تبقى خلالها رازحةً تحت سيطرة قوّة كبرى. ولكن لماذا توجد هذه الحالة؟ ألم يكن هؤلاء بشرًا؟ نعم، لقد كانوا من البشر ولكنهم كانوا إما فاقدين للبصيرة، أو أنهم إذا كانت لهم بصيرة، دون القدرة على الصبر. يعني إما أنهم لم يكن لديهم الوعي أو أنهم افتقدوا القدرة على الصمود.
10- كلما تأملنا في السنوات التي سبقت الثورة وأوغلنا فيها ندرك مدى فداحة المحنة والذل والتعاسة وشتى ألوان الضغوط التي كانت تمارسها الطبقات الحاكمة والسلطات المستبدة، ومدى الغطرسة والاستخفاف الذي كانت تمارسه القوى الأجنبية في بلدنا.
لقد مرّت على هذا البلد عهود من السيطرة البريطانية تارة والروسية تارةً أخرى، ثم كلاهما معًا تارةً ثالثة، ثم أخيرًا السيطرة الأمريكية؛ وكان كل ما تقرره تلك القوي يجري على هذا الشعب
في وقت كان شعبنا هو هذا الشعب نفسه ويتصف بهذه الطاقات والكفاءات نفسها التي ازدهرت اليوم وأشرقت لدى شبابنا كإشراقة الشمس والكواكب. إلا أنّه كان حينذاك على قدر ضئيل من البصيرة والصبر بسبب وجود الحكومات غير الكفوءة وما كانت تشيعه من تربية مغلوطة، وحينما ظهرت بين أبنائه شخصيات واعية فاهمة حكيمة، وظهر شخص كالإمام الخميني نفخوا في هذا الشعب روح البصيرة وحفّزوه على الصبر وأشاعوا في المجتمع مفاهيم وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (۱)، فنجم عن ذلك انبثاق هذا البحر الهادر ووضعت نهاية لحقبة تاريخية مليئة بالذل والمحن، وقطع دابر التسلط الأجنبي عن هذا البلد.
إذا نظرتم اليوم إلى الأفق السياسي في العالم، ورأيتم شعبًا لا وجود للتسلط الأجنبي عليه، فذلك هو الشعب الإيراني. وإذا وجدت بضع دول وشعوب تتمتع بمثل هذه الحالة، فلا بد وأن إيران والشعب الإيراني يحتلان مركز الصدارة بينها، ويعود سبب ذلك إلى أن أبناء هذا الشعب وشبابه ومسؤوليه وقادته استلهموا درس البصيرة والصبر من أمير المؤمنين عليه السلام إذن فهاتان الخاصيتان على هذا القدر من الأهمية.
11- كما أن الذين يمسكون بزمام القوى السياسية السلطوية ويترأسون الشركات الاقتصادية ويديرون الأجهزة الدعائية السرطانية والشبكات الإعلامية النفعية الهائلة، إنما يسيطرون على الشعوب الأخرى بواسطة سلب واحدة من هاتين الخاصيتين؛ فيحاولون سلبها بصيرتها وإبقاءها في حالة سبات وغفلة وإذا لم يتأتّ لهم سلبها بصيرتها كليًّا، يحاولون على الأقل سلبها البصيرة في مورد معيّن وفي قضية خاصة تحظى لدى هؤلاء بالأهمية، أو يسعون إلى جعلها عاجزةً عن الصبر والتحمل.
أحيانًا قد تصاب الشعوب والجماعات بفقدان الصبر أثناء سيرها على النهج الصائب؛ وانعدام الصبر هذا إنما منشأه التلقين؛ أي إنه من الأمور التي يمكن تلقينها للشعوب، ويجب أن تعلموا أن الشبكات الدعائية تنفق اليوم المليارات من أجل تلقين الشعوب هذه المفاهيم وجعلها إما عاجزة عن التشخيص السليم أو مسلوبة القدرة على الصبر والصمود والسبب الكامن وراء عداء الاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا للثورة الإسلامية وللجمهورية الإسلامية
هو أن هذه الثورة قد طرحت نهضة عالميةً ومهدت الأجواء لوعي عالمي شامل. ولعلكم سمعتم المحللين السياسيين الأمريكيين يصرحون في الندوات التخصصية وفي الجلسات الخاصة إن أكبر مشكلة تواجهنا اليوم هي الثورة الإسلامية». ولكن لماذا يعتبرونها أكبر مشكلة في حين أن القضية ليست سوى أن شعبًا اختار لنفسه طريقًا غير الطريق الذي تريده هذه الدولة المتجبّرة؟ وأين تكمن المشكلة هنا؟ المشكلة هي أن الاستكبار يستغل غفلة الشعوب، وحينما ظهرت بقعة في العالم بثّت فيه تباشير اليقظة والوعي وأدت إلى استيقاظ الشعوب وأن تختار طريقها وأن تجد أمامها تجربة عملية في مسارها، فمن الطبيعي أن تصبح تلك البقعة عدوا للسياسات التي تستهدف إبقاء الشعوب في سبات وغفلة.
أجل، هذه هي الحقيقة؛ إذ تسبب شعب إيران والثورة الإسلامية والنظام الإسلامي في نشر الوعي بين الشعوب الأخرى. ۱۳۷۷/۰۸/۱۲
| سورة العصر، الآية 3.