اسم الرضا (عليه السلام) وكنيته وألقابه
اسمه(عليه السلام) علي، حيث سماه أبوه باسم جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكنيته أبوالحسن (الثاني)، ومن ألقابه (عليه السلام)، “الصابر”، و”الفاضل”، و”الرضي”، و”الوفي”، و”الزكي”، و”الرؤوف”، و”العطوف”، و”الغريب”، وأشهرها “الرضا”.
وقد ورد عن الإمام الجواد (عليه السلام)، في وجه تسميته بهذا اللقب في رواية البزنطي أنه قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهما السلام)، إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون “الرضا” لما رضيه لولاية عهده.
فقال (عليه السلام): “كذبوا والله وفجروا، بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا (عليه السلام)، لأنه كان رضي لله عزوجل في سمائه، ورضي لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه”.
قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام)، رضي لله عزوجل ولرسوله والأئمة بعده (عليه السلام)؟.
فقال (عليه السلام): “بلى”.
فقلت: فلم سمي أبوك (عليه السلام)، من بينهم الرضا؟.
قال (عليه السلام): “لأنه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام)، فلذلك سمي من بينهم الرضا (عليه السلام)”.
وأيضا لقد روي عن عبدالعظيم الحسني، عن سليمان بن حفص قال: كان موسى بن جعفر (عليه السلام)، يسمّي ولده عليا الرضا، وكان يقول: “ادعوا لي ولدي الرضا، وقلت لولدي الرضا، وقال لي: ولدي الرضا”، وإذا خاطبه قال: “يا أبا الحسن”.
ولادة الرضا (عليه السلام) ونسبه
ولد الإمام الرضا (عليه السلام)، في المدينة المنوّرة يوم الخميس أو الجمعة، في الحادي عشر من ذي القعدة الحرام سنة ثمانية وأربعين ومائه من الهجرة، (148 هـ)، وهوالمشهور، وهذا التاريخ للولادة هو على رواية الشيخ المفيد في الإرشاد، وهي السنة التي توفي فيها جدّه الإمام الصادق (عليه السلام).
وأما على رواية الشيخ الصدوق، فكانت ولادة علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت، من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة، (153 هـ)، بعد وفاة أبي عبدالله (عليه السلام)، بخمس سنين.
وأبوه (عليه السلام) هو الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وأبو الحسن (الأول)، وأمه فهي “أم ولد”، وتكنّى بأم البنين، وتسمى “نجمة”، و”تكتم”، ولقّبها الإمام الكاظم (عليه السلام)، بعد ولادة الرضا (عليه السلام) بالطاهرة.
زوجات الرضا (عليه السلام) وأولاده
من زوجات الإمام الرضا (عليه السلام)، “سبيكة”، وهي من أهل بيت مارية القبطية، وقد رزق منها الإمام الجواد (عليه السلام)، والمشهور أنه الولد الوحيد للإمام الرضا (عليه السلام)، ففي دلائل الحميريّ عن حنان بن سدير قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام)، أيكون إمام ليس له عقب؟
فقال: أبو الحسن الرضا (عليه السلام): “أما إنه يولد لي ألا واحد، ولكن الله ينشئ منه ذرية كثيرة”.
وذكر الإربلي عن محمد بن طلحة: وأما أولاده [الرضا] فكانوا ستة، خمسة ذكور، وبنت واحدة، وأسماء أولاده: محمد القانع [الإمام]، والحسن، وجعفر، وإبراهيم، والحسين، وعائشة.
وقيل كان للإمام أولاد غير الجواد (عليه السلام)، وممن ينسب إليه “حسين” المدفون في مدينة “قزوين”.
وقيل: إن المأمون في مرو زوج ابنته أم حبيب للرضا (عليه السلام)، كما عقد ابنته الأخرى أم الفضل، فيما بعد في العراق لإبنه الجواد (عليه السلام).
إمامة الرضا (عليه السلام) وولاية عهده
الإمام الرضا (عليه السلام)، هو ثامن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولقد قام الإمام (عليه السلام)، بعد أبيه الكاظم (عليه السلام)، بأعباء الإمامة مدّة عشرين سنة (من 183 إلى 203 هـ)، وأمضى سبع عشرة سنة منها في المدينة وثلاث سنوات منها، كانت ملازمة مع ولاية عهده للمأمون في خراسان.
قال الشيخ المفيد: “كان الإمام بعد موسى بن جعفر (عليه السلام)، ابنه علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، لفضله على جماعة إخوته وأهل بيته، وظهور علمه، وحلمه، وورعه، واجتماع الخاصة والعامة على ذلك منه، ومعرفتهم به منه، ولنصّ أبيه (عليه السلام)، على إمامته من بعده وأشارة إليه بذلك دون إخوته وأهل بيته”.
ولكن مع هذا فقد وقف البعض عند إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام)، ولم يرجعوا إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، وهؤلاء كانوا جماعة من أعيان أصحابه المقربين إليه أمثال أبي حمزه، وكان قد عهد إليهم بجباية الخمس من شيعته، وقد اجتمع لديهم مبلغ كبير من المال، فلمّا استشهد الإمام الكاظم (عليه السلام)، طالبهم الإمام الرضا (عليه السلام)، بما عندهم من الأموال، فغرتهم الدنيا وأنكروا موت الإمام الكاظم (عليه السلام).
والنتيجة: أن الموقف الصارم من الإمام الرضا (عليه السلام) إزاء فرقة الواقفة، وكذلك موقف علماء المذهب الإمامية الأثنى عشرية، قد سبب ضعفها وانقراضها.
شهادة الإمام (عليه السلام) ومدفنه
عاش الإمام الرضا (عليه السلام) 55 سنة، قضى أكثر عمره في المدينة، والثلاث سنوات الأخيرة منها في خراسان، واستشهد بطوس (سناباد)، بسمّ دسه إليه المأمون في الرمان، أو العنب يو الثلاثاء، في آخر صفر سنة (203 هـ)، كماعليه الطبرسي في كتابه “إعلام الوري”، أو أوائل شهر صفر كما في خبر آخر.
وقد أخبر الإمام (عليه السلام)، نفسه بكيفية شهادته ومحل دفنه، فيما روي عن أبي الصّلت الهرويّ حيث قال: سمعت الرضا (عليه السلام)، يقول: “إني سأقتل بالسّمّ مسموما ومظلوما، وأقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عزوجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي[محبتي]، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة،…”.
وأيضا روى أبو الصّلت الهروي أن إبن الرضا (عليه السلام) –الإمام الجواد (عليه السلام)- جاء من المدينة بأمر الله سبحانه، وحضر جنازة أبيه وغسّله، وكفّنه، وصلّى عليه، ولم يعلم المأمون ولا أعوانه بذلك.
ودفن الإمام الرضا (عليه سلام)، في محل شهادته في قرية “سناباد نوقان”، من قرى طوس، في دار حميد بن قحطبة الطائي، في القبلة التي فيها هارون الرشيد إلى جانبه، مما يلي القبلة كماهو (عليه السلام) أخبر بذلك، وقد عرفت “سناباد نوقان” بعد ذلك بمدينة “مشهد”، لشهودها الإمام وشهادته فيها.
نقش خاتم الرضا (عليه السلام)
كان نقش خاتمه (عليه السلام): “ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله”، وكان يختم أيضا بخاتم أبيه وكان نقشه “حسبي الله”.