إختلف المسلمون الشيعة والسنة، حول اليوم الذي ولد فيه النبي الاكرم (ص)، فالسنة يرون أنه في 12 ربيع الاول، بينما يرى الشيعة انه في الـ17 من ربيع الاول، ولكل فريق أدلته التي يراها صحيحة.
وإختلف المسلمون الشيعة والسنة، حول اليوم الذي ولد فيه النبي الاكرم (ص)، فالسنة يرون أنه في 12 ربيع الاول، بينما يرى الشيعة انه في الـ17 من ربيع الاول، ولكل فريق أدلته التي يراها صحيحة، حتى جاء الامام الخميني (رض)، فنادى بأطروحة، لم تضع حداً لهذا الخلاف فحسب، بل حولته الى وحدة بين المسلمين، والاطروحة المباركة، كانت اسبوع الوحدة، الممتد من 12 ربيع الاول الى 17 من نفس الشهر
وتكفي أطروحة اسبوع الوحدة التي نادى بها الامام الخميني (ره) دليلاً على النظرة الوحدوية العابرة للطوائف والمذاهب، التي كان ينظر من خلالها الامام الخميني “قدس سره”، الى المسلمين والى قضايا المسلمين، فالوحدة كانت هاجس الامام الخميني(رض) طوال حياته، فسماحته، كان يرى في مولد النبي الاكرم (ص) اساس وحدة المسلمين، كما كان يرى في دعم الشعب الفلسطيني، تجسيدا لهذه الوحدة.
ومن أجل تجسيد هذه الوحدة عملياً، وفرت الجمهورية الاسلامية في ايران فرصة، ليلتقي علماء الامة الاسلامية على اختلاف مذاهبهم، لتبادل الآراء والافكار، التي تعزز الوحدة بين المسلمين، ومناقشة اهم التحديات والمشاكل التي تواجة الامة الاسلامية، وهذه الفرصة كانت المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية، الذي تحتضنه ايران في كل عام، ويشارك فيه المئات من العلماء والمفكرين والباحثين، من مختلف انحاء العالم الاسلامي.
وفي هذا العام أيضاً، عقد المؤتمر الدولي السابع والثلاثون للوحدة الإسلامية في العاصمة الايرانية طهران، تحت عنوان “التعاون الإسلامي من أجل بلورة القيم المشتركة”، بمشاركة المئات من العلماء والمفكرين والباحثين ، وخلال افتتاح المؤتمر اكد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي على مركزية القضية الفلسطينية في المجتمعات الاسلامية، مشدداً على اهمية هذه المؤتمرات، من اجل تجهيز الامة الاسلامية نفسها لأداء دورها الهام في النظام العالمي الجديد.
لقد كان الامام الخميني (ره)، مصيباً عندما جعل من شخص النبي الاكرم (ص) ومولده المبارك، اساساً للوحدة الاسلامية، فهو اساس متين لا يتزعزع، ويستند اليه جميع المسلمين، فلم يعرف التاريخ الاسلامي شخصية، اتفق عليها المسلمون، دون استثناء، كشخصية النبي الاكرم(ص)، والتمحور حول شخصية النبي الاكرم(ص)، هو في الحقيقة تمحور حول تعاليمه وسيرته العطرة، والتي تمنح كل انسان مسلم، طاقة ايجابية ضخمة، وتزرع في نفسه الكرامة والعزة والاباء، ورفض الظلم والذلة والخنوع.
يبدو أن أعداء الامة ادركوا مدى خطورة المسلمين، على مخططاتهم ومؤامراتهم، في حال توحدوا. كما أدرك الأعداء أيضاً انه ليس هناك من رمز يمكن ان يوحد المسلمين، كالنبي الاكرم(ص)، لذلك اخذوا يستهدفون هذا الرمز الكبير، بشتى الوسائل، فلايمر يوم الا ويتم الاساءة الى النبي الاكرم(ص) في الغرب تحت ذريعة حرية التعبير، عبر الافلام والرسوم المقززة، كما لا يمر يوم الا ويتم استهداف هذا الرمز العظيم، من قبل عملاء ومرتزقة الغرب في البلدان الاسلامية، كالمجموعات التكفيرية، التي تستهدف النبي الاكرم(ص) عبر استهدافها المسلمين، بذرائع مذهبية وطائفية.
ان عملاء الغرب ومرتزقته من التكفيريين، فجروا قبل أيام المساجد في باكستان، وهدموها على رؤوس المسلمين الذين كانوا يحتفلون بمولد النبي الاكرم(ص)، وقتلوا وجرحوا المئات، تحت ذريعة ان الاحتفال بمولد النبي(ص) بدعة، بينما الحقيقة، ان هذه الجرائم نفذت بدعم غربي واضح، للاساءة الى شخص النبي الاكرم، رمز وحدة المسلمين، الوحدة التي تقض مضاجع اعداء المسلمين، وعلى راسهم الصهيونية العالمية، وإلا اي مسلم في العالم صحيح الاسلام، يمكن ان يقدم على قتل انسان مسلم، يعبر عن فرحه بمولد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
عندما يلتقي التكفيري، الذي يقتل كل من يعبر عن حبه للنبي الاكرم، مع الصهيوني العنصري الارهابي، الذي يشتم نبي الاسلام (ص)، ويسيء للقرآن الكريم، فاعلم ان المشغل واحد، وان الهدف من هذه الجرائم واحد، فالتكفيري والصهيوني، يستهدفان بهذه الجرائم وحدة المسلمين، عبر استهدافهما لنبي الاسلام (ص)، فهم “يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون”.
بقلم الباحث والكاتب “أحمد محمد”