لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) مَبلَغ النساء ، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها : عبد الله بن جعفر (الطيار) بن أبي طالب (رضوان الله عليهما).
كان أمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) يَرغَبُ أن يتزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ : أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينَ نظر الى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر بن أبي طالب، فقال: ـ (بَناتُنا لبَنينا ، وبَنونا لبَناتنا)
وحصلت الموافقة على الزواج، وتمّ العقد المبارك في جوّ عائلي يَغمره الودّ والمحبّة، وزُفّت السيدة زينب(ع) إلى دار زوجها عبد الله بن جعفر .. بكلّ إجلال واحترام . وأنجَبَت منه أولاداً كانوا ثمرات تلك الشجرة الطيّبة ، وفروع أغصانها، فلقد وَرِثوا المجد والشرف من الجانبين .
وعبد الله بن جعفر الطيار كان من أجواد بني هاشم في المدينة، وقد أدرك رسول الله (ص) وقد توفّي الرسول (ص) وهو حَدث.
أولاد السيدة زينب (ع)
لقد اختلف المؤرّخون في عدد أولاد السيدة زينب (عليها السلام) وأسمائهم .
ففي كتاب (إعلام الورى) للطبرسي :انجبت زينب بنت أمير المؤمنين من وزجها عبد الله بن جعفر كل من علي ، وعون الأكبر ، ومحمد ، وعباس ، وأمّ كلثوم.
أما (عون ومحمد) فقد استُشهدا في نُصرة خالهما : الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بكربلاء .
وأمّا أم كلثوم فقد تزوّج بها ابن عمّها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد استُشهد في فاجعة كربلاء .
وقد احسن الشاعر حين قال: (ذكراكِ في دنيا البطـــــــولةِ مَفْخَرُ) في ذكرى مولد العقيلة زينب (ع)
ذكراكِ في دنيا البطـــــــولةِ مَفْخَرُ *** وعُلاكِ للمجـــــــدِ الموثَّلِ مِحْوَرُ
يا بنتَ خيرِ المرسلينَ وبنتَ خيــر *** الأوصــــــيا وكلاهما لكِ مصدرُ
فالأمُّ سيّدةُ النســـــــــاءِ وأحـمدٌ *** خيــــرُ الجـــــــــدودِ ووالدٌ لكِ حيدرُ
نسبٌ تمنَّتْهُ السمــــاءُ يَزينُهــــا *** حَسَبٌ من الشمـــسِ المنيــرةِ أظهرُ
من ذا يطاولُكِ الفَخارَ؟ وأنتِ في *** أوجِ الشموخِ وما احتوتْكِ الأعْصُرُ