إن حب الخير، مد يد العون للمحتاج، مساعدة الفقير، اطعام الجائع، الحرص على إدخال السرور والبهجة على من حولنا، بذل الوقت والجهد في نفع الناس،وغيرها الكثيــــــر كلها قيم وفضائل ينبغي على الأمهات الا يغفلن عن غرسها في نفوس الأطفال.. فعندما يُغرس حب الخير في نفس الطفل ويمارسه أول سنين عمره يتأصل في نفسه ويصبح سمة أصيلة في شخصيته.
إن القصة من أفضل الوسائل في غرس القيم لدى الأبناء فهي تستحوذ على الانتباه وتترك أثراً عميقاً في النفس وعلينا أن نكن قدوة حسنة لأبناءنا في كرمنا وعطائنا وبذل الخير للناس فلسان الحال أبلغ في النفوس من لسان المقال.
فكيف لك أيتها الأم العزيزة أن تغرسي حب الخير في نفس طفلكِ؟
– تحدثي مع ابنك عن فضل ومكانة فاعل الخير عند الله تعالى بما يناسب عمره وقدرته على الاستيعاب، ومن هذه الفضائل قول النبي (صلى الله عليه وآله): “من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ الله عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ الله عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ الله علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، و الله في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ”.
– احرصي على أن تغرسي في نفسه أن فعل الخير لا يضيع أبداً، وأنه يعود على صاحبه بالخير في الدنيا قبل الآخرة، ويساعدكي على ذلك أن تذكري وتشرحي له حديث النبي (صلى الله عليه وآله): “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة المعروف”.
– الفتي انتباهه إلى احتياجات الآخرين، وعلّميه كيف يفكر ويهتم بهم، فمثلاً عندما يطلب نوعاً من الحلوى فقولي له: إنني أعلم أن صديقك فلاناً أو ابن الجيران أو ابن عمك يحب هذه الحلوى أيضاً، فما رأيك أن ندعوه ليشاركنا فيها أو نعطيه جزءاً منها؟
– استثمري مواقف الحياة التي يشارككِ فيها ابنكِ في غرس قيمة عون الآخرين، فإذا كنتم مثلاً في الطريق ورأيتم شخصاً فقيراً، فتكلمي معه بطريقة مناسبة له عن أن هناك أناساً محتاجين حولنا، ومن واجبنا أن نساعدهم وندعمهم لنخفف عنهم آلامهم فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “لا تدخل لأخيك في أمر مضرته عليك أعظم من منفعته له”..
وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) يقول: “لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضره عليك أكثر من منفعته لهم”.
– نشاط شجرة الخيروهو عبارة عن شجرة مرسومة على ورقة، تمثل أوراقها أيام الأسبوع أو الشهر، وفي آخر كل يوم يلون إحدى أوراقها باللون المحبب لنفسه إذا قام بأي فعل خير، وباللون الأسود إذا لم يقم بفعل خير.
تعد أعمال الخير مستمعتي الكريمة من أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته وأحبّها إلى الله سبحانه وتعالى الذي ذكر فضل وأهمية عمل الخير والمعروف في كل الكتب السماوية التي أنزلها على الإنسان، وخصّ فاعل الخير بالعديد من الحسنات وبمنازل خاصة في الجنة.. ومن فوائد الخير على الفرد والمجتمع:-
– نيل رضا الله تعالى ومحبته: علمي طفلك ان فاعل الخير والمعروف هو الشخص الأقرب والأحب عند الله تعالى وذلك لأنه كلما قام الإنسان بفعل خير جديد لوجه الله تعالى فأن الله سيزيد من حسناته ويصبح أقرب لنيل مرتبة عالية في الجنة.
– نيل قلوب الناس ومحبتهم: عادة ما يحظى فاعل الخير بمحبة الناس له وثقتهم به وذلك للمساعدات الكثيرة التي يقدمها لهم دون أن ينتظر منهم أي رد مادي أو حتى كلمة شكر.
– تنقية النفس البشرية: إن فعل الخير بأنواعه المختلفة يساعد كثيرا على تنقية النفس البشرية وتنظيفها من كل الصفات الغير حميدة والتي تتسبب في تفكك المجتمع وانهيار العلاقات الإنسانية كصفة البخل والأنانية وتساعد في المقابل على نشر بعض الصفات الإيجابية مكانها كحب العطاء والبذل والتفكر بمصالح المؤمنين واحتياجاتهم.
في الختام نرفق لكم نصاً درامياً بسيطاً يلخص لنا الفكرة كاملة:
الأم: ابنتي زينب أخبري أخيك علي أن يأتي ليأخذ هذا الثواب من الطعام الى بيت جارنا أبي حسن.
زينب: دعيه لنا يا أمي فقد تعبتي في إعداده وإحضاره وفي النهاية تقومين بتوزعيه على الجيران.
الأم: أريد أن يجازيني الله تعالى على إعداد الطعام يا حبيبتي فهذه الليلة ليلة جمعة وفضل الثواب فيها عظيم لأنها ليلة غراء كما ورد في الحديث عن نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله): أكثروا الصلاة على الليلة الغراء واليوم الأزهر، فقيل: وما الليلة الغراء و اليوم الأزهر؟، فقال (صلى الله عليه وآله): الليلة الغراء ليلة الجمعة واليوم الأزهر يوم الجمعة فيهما لله طلقاء وعتقاء، وهو يوم العيد لأمتي، أكثروا الصدقة فيهما، وروي أطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة.