أجمل وأقوى ما في تأخير الرد الإيراني، هو أن الجمهورية الإسلامية أعلنت عن ضربة حتمية، وهذا يعني استعداد الجبهة المضادة لصد الهجمة بكل ما تستطيع من قوة، وبعد الاستعداد والاستنفار والانذار جاءت الضربة لتشمل كل اراضينا المحتلة، والسؤال هنا للخبراء العسكريين العالميين: ماذا يعني ان يعلن طرف في النزاع عن ضربة عسكرية علنا ويسمع بها كل العالم؟ هل هي حكمة عسكرية؟ الجواب: كلا. هل هي من خدع الحرب والحرب خدعة؟ الجواب: كلا. كل الهجمات العسكرية على مر التاريخ تحمل عنوان السرية والمباغتة للعدو، ولكن الجمهورية الإسلامية تعلن على رؤوس الأشهاد عنها، واكرر السؤال: ماذا يعني الإعلان الرسمي عن ضربة عسكرية واستعداد العدو لصدها، وقد اعطوا لعدوهم وداعميه مهلة عشرة أيام للاستعداد والصد، أيها الخبراء في شؤون الحروب هل هو أمر مدهش أم ساذج؟ الجواب عندي: الإعلان عن الضربة قبل وقوعها وترك العدو يستعد لها ولصدها، هي سياسة ونمط حربي حيدري علوي شيعي لا يفقه معناه سوى ذوي البصائر، قال الولي الحيدري وجنده الحسينيون لأعدائهم: استعدوا جيدا، وهيئوا ما لديكم من ترسانات الصد وتكنولوجيا الحروب والخطط العسكرية الدفاعية، واستنفروا قواكم وكل خبرات الجيش الذي لا يقهر والبنتاغون وحلف الأطلسي والعربان، وسنمنحكم الوقت و المجال، ثم تأتي الضربة ولا تقتل مدنيا أو تهدم مدرسة أو مؤسسة أو مرفق للطاقة أو الصحة وغيرها من المرافق المدنية العامة، وتضرب العصب العسكري الذي يحمي هذه المرافق الحيوية التي تسيّر الحياة وتحقق مبتغاها، وهذا يعني أننا إستثنائيون في قوتنا، نتحدى كل ما لديكم من قدرات عسكرية مهما بلغت من تقنيات وتكنولوجيا ونخترقها وندمر الأهداف المرصودة التي اخترناها نحن، إذا هي رسالة إسلامية شيعية لكل القوى في العالم شرقها وغربها أن يحسبوا حسابات حقيقية واعية للعالم الشيعي المقاوم بأنه يمتلك الصدق في الوعد والقدرة على تحطيم ما لديهم من قدرات، ولم يستطيعوا اختراق قوتنا، ولم يعلموا شيئا عنها، وهو الكتمان الذي اوصانا وأمرنا به أئمتنا (ع) على قضاء حوائجنا، ونعمل وفقه بهدوء ورويّة وصبر، حتى وإن حاصرتمونا بكل شيء، ونتحداكم علنا، ونسأل الله أن لا يأتي ذلك اليوم الذي نتواجه به مع الشيطان الأكبر وحلفائه، لأنه فقط في ذلك اليوم سيعرف الشيطان وأدواته ما يملك شيعة الكرار من قدرات ستذهلهم. إنها ليست ضربة للكيان الزائل فقط، بل رسالة واضحة الدلالات لجبهة الشيطان كلها، فهل سيرعوي معسكر أبي مرّة باختلاف لغاته والوانه وعملائه من الحاكمين ويمنح نفسه فرصة للتفكير بالأمر؟ أعظم رسالة في التاريخ الحربي على الأرض كانت هذه الضربة الحربية المعلن عنها قبل وقوعها ومع سبق الإصرار والترصد العسكري على تنفيذها، هذا إذا كان فيهم رجل رشيد يقرأ الحدث.
بقلم : عامر ملا عيدي