في الوقت الذي كان الامام الخميني في قمة هرم السلطة في ايران كان على درجة عالية من العرفان الالهي، فالاحداث والتطورات الخطيرة والكبيرة التي شهدتها ايران بعد انتصار ثورتها الاسلامية لم تغير من سلوك الامام الراحل ونهجه في الحياة، فعند كل حدث يطرا مهما كان وقوعه مؤلما وشديدا كان يذكر الله تعالى ولاتظهر عليه اي علائم تاثر او انفعال، فاول ما بلغه نبا اندلاع الحرب العراقية- الايرانية قال”الخير فيما وقع” وعندما بلغه نبا استشهاد السيد رجائي رئيس الجمهورية والسيد باهنر رئيس الوزراء عام 1981 قال الى الجموع الباكية: “اذا لم يكن رجائي وباهنر بيننا فإن الله موجود”.
ويروي احد قادة حرس الثورة الاسلامية انه كان في زيارة للامام الراحل في بيته برفقة عدد من القادة الميدانيين وكانوا قد وصلوا نوا من جبهات القتال ليستشيروه في قضية مهمة للغاية وكان القلق والاضطراب قد سيطر عليهم فبادرهم الامام بالقول بكل هدوة “لاداعي للقلق ان ما تقومون به هو ما كتبه الله لكم”.
وفي كل الاحوال كان يحث الجميع على التوكل على الله والانابة اليه كما لو انه يريد ان يجسد الاية القرانية الكريمة ويرسخها في اذهان المجتمع وهي “له ملك السموات والارض والى الله ترجع الامور”.
من مقالة بقلم السيد محمد علي جواد، سكرتير تحرير مجلة الوحدة- نُشرت في جريدة الرأي العام الكويتية، تحت عنوان: الامام الخميني المجاهد الذي خاض ميدان السياسة باقتدار