داعية اسلامي ماليزي لـ تنـا : الهجمة على “الامام الخامنئي” تكشف عن قلق معسكر الهيمنة من ايران

داعية اسلامي ماليزي لـ تنـا : الهجمة على "الامام الخامنئي" تكشف عن قلق معسكر الهيمنة من ايران تنـا
قال رئيس رابطة علماء ماليزيا (PUM)، “داتو وان محمد الشيخ عبد العزيز” : إنّ الهجمة الإعلامية والسياسية التي استهدفت قائد الثورة الاسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة الاحتلال الصهيوني، تكشف عن مدى القلق الذي يعيشه معسكر الهيمنة من صمود إيران ومحورها المقاوم.
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الداعية والناشط الاسلامي الماليزي “داتو وان محمد الشيخ عبد العزيز” حول اخر التطورات الاقليمية في مرحلة ما بعد الحرب العدوانية الصهيو – امريكية ضد جمهورية ايران الاسلامية والوضع الراهن في سوريا ما بعد الاسد والابادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

ونوه الشيخ عبد العزيز بالردود الإسلامية ازاء الهجمة الصهيو – امريكية البغيضة على شخصية قائد الثورة، التي وصفها متفاوتة، على الشكل الآتي : –
•  في محور المقاومة؛ جاء الرد سريعًا وقويًا، مؤكّدًا على مركزية الإمام الخامنئي (حفظه الله) كقائد للموقف الرافض للهيمنة،
•  في بعض الشعوب والكتّاب الأحرار؛ صدحت الأصوات رافضة لهذا التطاول،
•  الأنظمة الرسمية العربية، للاسف التزمت الصمت، بل إن بعضها يغازل الكيان ذاته!

ومضى الى القول : هنا تتجلى مفارقة كبرى، أن يهاجم العدو قائدًا لأنه يدافع عن القدس، بينما يصمت المطبعون خوفًا من غضب سيدهم في واشنطن!

وتطرق العالم الاسلامي الماليزي البارز، الى التطورات في سوريا ما بعد نظام بشار الاسد وهيمنة تنظيم تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) برئاسة محمد الشرع (الجولاني) على الحكم، قائلا : في مواجهة الاغتيال والتطاول والتواطؤ، الأمة بين المحنة واليقظة، وفي زمن تتكالب فيه القوى المعادية على الأمة الإسلامية من الداخل والخارج، تأتي هذه الأحداث لتكشف وجوه المشاريع الاستعمارية المتخفية خلف ستار «السلام» و«مكافحة الإرهاب».

وتابع : في قلب هذه الأحداث، تبرز خمس قضايا خطيرة تستدعي التوقف والتحليل :-

1. اغتيال الشيخ رسول شحود (رحمه الله)؛ أيادٍ خفية ومآرب خبيثة
إنّ اغتيال العلامة الشيخ رسول شحود في سوريا ليس حدثًا عابرًا، بل هو حلقة في سلسلة استهداف لعلماء الأمة الذين حملوا قضايا المقاومة في قلوبهم، ووقفوا في وجه الاستكبار العالمي.

إن المآرب الكامنة وراء هذا الاغتيال تتمثل في :-
•  ضرب النسيج الاجتماعي السوري والإسلامي عبر إذكاء نار الطائفية،
•  استهداف الصوت الديني المقاوم الذي يؤرق أعداء الأمة، وخاصة الصهاينة وحلفاءهم،
•  توجيه رسالة ترهيب لبقية العلماء والمثقفين؛ إما الصمت أو التصفية.

هذا الاغتيال هو جريمة سياسية بغطاء طائفي، وينبغي أن يواجه بكشف الجهة المستفيدة، وإعلان رفض الأمة لهذه السياسة الدموية.

2. واجب علماء الأمة الوقوف لا التراجع
إنّ العلماء في مثل هذه المرحلة الحرجة ليسوا مجرد مفسرين أو خطباء، بل هم مرابطون في ثغر الوعي والإصلاح والمواجهة؛ والمطلوب منهم اليوم :-
•  الصدع بكلمة الحق ضد جرائم القتل والتآمر، دون مواربة أو خوف،
•  الدعوة إلى وحدة الأمة على قاعدة المقاومة والكرامة لا المذهب والعرق،
• فضح مشروع التفتيت الأمريكي الصهيوني الذي لا يفرّق بين سني وشيعي حين يتعلق الأمر بإضعاف الإسلام،
قال رسول الله ﷺ : [أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر].
بسؤاله، لو تكرر العدوان صهيوني الاثم على إيران من جديد، فهل سيؤدي الى حرب اقليمية شاملة؟ قال رئيس رابطة علماء ماليزيا : ان أي عدوان مباشر يشنه الكيان الصهيوني من جديد على الجمهورية الإسلامية لن يكون محدود الأثر أو الزمان، بل سيطلق شرارة حرب إقليمية كبرى تشمل: –
•  الجبهات الممتدة للمقاومة؛ لبنان، اليمن، غزة، العراق، وربما جبهات جديدة لم تتدخل بعد،
•  تحولات ستراتيجية في المواقف الدولية، حيث لن تقف القوى الكبرى مكتوفة الأيدي أمام اشتعال المنطقة،
•  زلزال أمني داخل الكيان نفسه، فقد بات واضحًا أنه لا يتحمل حربًا طويلة أو متعددة الجبهات.

وفي الصعيد ذاته، حذر الشيخ عبد العزيز من، “إنّ المنطقة تقف على فوهة بركان، وأي مغامرة صهيونية لن تمر دون رد غير مسبوق”.

كما اشار الى الوضع المأسوي الراهن في فلسطين المحتلة ولاسيما حرب الابادة والتجويع التي يشنها الكيان الصهيوني بحق النساء والاطفال والمدنيين في قطاع غظة، وأسباب خذلان العالم الإسلامي والعربي امام هذا المشهد، فقال : ربما يكون أكثر ما يؤلم اليوم هو صمت الأنظمة وتواطؤ بعضها في وجه المذبحة المستمرة بغزة، وهو خذلانٌ مركب سببه :-
•  الارتهان الكامل للقرار الأمريكي في السياسات الخارجية،
•  تحول بعض الأنظمة من خصومة “إسرائيل” إلى حلفاء خفيين وعلنيين لها،
•  تغييب القضية الفلسطينية من أولويات الإعلام والمناهج والسياسات الرسمية،
•  تفكيك الشعوب وإشغالها بصراعات داخلية طائفية وقبلية.

واضاف : لكن رغم هذا الخذلان، فإن الشارع الإسلامي لم يمت، بل خرج في مظاهرات، وأطلق الحملات، واحتضن المقاومة.

قال الله تعالى : [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين]– (آل عمران : 139)

وختم “داتو. وان. محمد الشيخ عبد العزيز” بالقول : ان ما نراه اليوم من جرائم واعتداءات ليس إلا محاولة أخيرة لتثبيت مشروع الهيمنة الصهيو- أمريكية، لكن الأمة حين تستعيد وعيها، وتتوحد كلمتها، وتثق بعلمائها المجاهدين، فإن مستقبلًا مختلفًا ينتظرها؛ المطلوب الآن أن نعيد تعريف العدو، ونكفّ عن الصراعات الجانبية، ونتجه نحو صناعة أمة حرة، تقاوم وتبني وتؤمن بأن النصر وعد الله.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل