السيد وديع الحيدري
من المعايير الإلهية التي وردت في القرآن الكريم والتي يمكن من خلالها تشخيص إيمان الإنسان ، هو معيار ردود الأفعال عند تهديد الأعداء بالهجوم على بلاد المسلمين .
فالمؤمن الحقيقي ليس لا يعتريه الخوف من ذلك فحسب ، بل يزداد إيماناً بالله وتوكلاً عليه ، قال تعالى :
{ٱلَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ} .
فتشملهم بذلك العناية الإلهية من النعم والفضل ودفع السوء واتباع رضوانه سبحانه :
{فَٱنقَلَبُوا۟ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ یَمۡسَسۡهُمۡ سُوۤءࣱ وَٱتَّبَعُوا۟ رِضۡوَ ٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِیمٍ} .
ثم يتبين من خلال هذا الميزان الإلهي بأن الذي يصيبه الهلع والخوف من تهديد الأعداء إنما يأتي من ضعف الإيمان وإغواء الشيطان :
{إِنَّمَا ذَ ٰلِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ} .
آل عمران : ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٧٥