أكثر من 200 مركز ومؤسسة بحثية تنشط في الحوزة العلمية بقم

أكثر من 200 مركز ومؤسسة بحثية تنشط في الحوزة العلمية بقم

أعلن معاون البحث العلمي في الحوزات العلمية، حجة الإسلام والمسلمين فرهاد عباسي، أن الحوزة العلمية في مدينة قم تضم اليوم أكثر من 200 مركز ومؤسسة بحثية، يعمل كلٌّ منها بشكل مستقل في مجالات علمية وبحثية متنوعة، مقدّمًا جهودًا مهمة وذات قيمة عالية.

وجاء ذلك خلال زيارة عباسي إلى مؤسسة الشيخ الطوسي (رض) التابعة للعتبة العباسية المقدسة، حيث قدّم التهاني بمناسبة ذكرى ولادة الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، معتبرًا هذه المناسبة فرصة مناسبة لإطلاق تعاون علمي وبحثي مشترك بين المؤسسات العلمية.

وأكد عباسي أن العتبات المقدسة يجب أن تكون امتدادًا للشخصية العلمية اللامحدودة لأهل البيت (عليهم السلام) في مجال إنتاج العلم ونشره، مشيرًا إلى أن حضور العلماء في مثل هذه الأماكن يمثل شرفًا ومسؤولية علمية وأخلاقية في آن واحد.

العلم جوهر شخصية أهل البيت (ع)

وأوضح معاون البحث العلمي أن جميع الجهود العلمية في الحوزات تستمد معناها من الارتباط بأهل البيت (عليهم السلام)، مؤكدًا أن أبرز سمة في شخصياتهم المباركة هي العلم المتصل بالمبدأ الإلهي اللامتناهي، وهو ما يفرض على العتبات والمؤسسات المنسوبة إليهم أن تكون مراكز إشعاع علمي عالمي.

العتبات المقدسة أكبر من مجرد مؤسسات تعليمية

وأشار عباسي إلى أن اختزال العتبات المقدسة في كونها مراكز تعليمية أو بحثية فقط يُعد تقليلًا من شأنها، موضحًا أن المنتظر منها هو العمل الشامل في إنتاج العلم ودعمه ونشره بلا حدود جغرافية، على غرار نهج أهل البيت (ع) في تبليغ المعارف.

إحياء الدور العلمي بعد زوال العوائق التاريخية

ولفت إلى أن زوال العقبات الكبرى، ومنها نظام صدام البائد، أتاح للعتبات المقدسة استعادة دورها التاريخي في المجال العلمي والمعرفي، مشيدًا بما تحقق في السنوات الأخيرة من خطوات إيجابية في هذا الاتجاه.

الحاجة إلى تسريع وتيرة الإنتاج العلمي

وأكد عباسي ضرورة تعويض حالات التراجع والتقصير العلمي في بعض المجالات، مشددًا على أهمية إزالة أي انسداد في مسار إنتاج العلم وتوزيعه، والاستفادة القصوى من الإمكانات البشرية والعلمية المتاحة في الحوزات.

وأوضح أن ما تمتلكه معاونيات البحث العلمي ليس ملكًا شخصيًا، بل أمانة إلهية تمثل فرصة واختبارًا لخدمة العلماء والباحثين والفقهاء والمفسرين والمحدثين في الحوزة العلمية بقم.

طاقات علمية كبيرة لم تُستثمر بعد

وبيّن معاون البحث العلمي أن الحوزات العلمية تزخر بطاقات علمية هائلة لم يُستفد من بعضها بالشكل المطلوب، مشيرًا إلى أن كثيرًا من النتاجات العلمية لعلماء كبار بقيت مهمَلة، رغم قيمتها العالية.

وأضاف أن دعم العلماء في حياتهم، ماديًا ومعنويًا، كفيل بإحداث طفرة نوعية في الإنتاج العلمي، بدل الانتظار إلى ما بعد رحيلهم لإحياء آثارهم.

أكثر من 200 مركز بحثي… ولكن!

وفي سياق متصل، قال عباسي إن أكثر من 200 مركز ومؤسسة بحثية حوزوية تنشط في قم، غير أن هذا الزخم العلمي لم يُترجم بعد إلى حضور يليق بمكانة الحوزة العلمية على مستوى النخب والمجتمع.

وانتقد ضعف التنسيق والتعريف بالإنجازات، داعيًا إلى تعزيز التعاون المؤسسي، ومنع التكرار، وتكامل الجهود البحثية.

مجلات علمية، جمعيات بحثية، ومكتبات رائدة

وأشار إلى أن معاونيات البحث تشرف على أكثر من 200 مجلة علمية، و26 جمعية علمية تضم نحو 4 آلاف أستاذ في تخصصات متعددة، إضافة إلى 510 مكتبات نشطة في الحوزات العلمية، تُعدّ مئات منها ضمن المكتبات المتميزة على مستوى البلاد.

كما لفت إلى أن مكتبات كبرى، مثل مكتبة آية الله العظمى البروجردي وآية الله الحائري اليزدي (رحمهما الله)، تُصنّف ضمن أفضل المكتبات في إيران.

نحو موجة علمية مشتركة بين قم والنجف

وفي ختام حديثه، شدد عباسي على ضرورة بناء نظام استنادي علمي مشترك بين حوزتي قم والنجف، يراعي الخصوصيات العلمية للحوزات، دون الخضوع القسري لمعايير الجامعات والمجلات الدولية.

وأكد أن التعاون المشترك قادر على إحداث موجة علمية مؤثرة، من خلال إعداد منشورات علمية، وتنظيم ندوات، وفتح آفاق جديدة للإنتاج الفكري الأصيل، خاصة في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل