قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه “يوما بعد يوم تتبين حقيقة الجماعات التكفيرية وحقيقة من يديرها ويدعمها”،مضيفا “هناك وثائق جديدة تظهر دور المخابرات الأميركية في تجنيد قادة داعش في السجون العراقية وإطلاقهم”.
وفي مستهل الكلمة التي جاءت بمناسبة يوم “الجريح المقاوم”، بارك الامين العام لحزب الله،للجميع ولادة الامام الحسين(ع) وقمر بني هاشم العباس بن علي(ع) والامام زين العابدين(ع) وايضا ولادة علي الاكبر وولادة الامام المهدي(عج) في 15 شعبان.
واضاف السيد نصرالله انه “اتخذ يوم ولادة العباس(ع) يوما للجريح وفي كل سنة نحيي هذه المناسبة اعترافا لحق الاخوة الجرحى علينا”.
وقال “اننا في الايام الماضية فقدنا بسبب كورونا اخوة واخوات أعزاء من اهالي الشهداء ومن الكوادر في المقاومة”، مؤكدا “فقدنا أخوين كبيرين الشيخ أحمد الزين والأخ أنيس النقاش ونتوجه لعائلتيهما بالتعازي”.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أنه خلال مسؤوليتنا الطويلة منذ عام 1982، عدد الجرحى أكبر بكثير من عدد الشهداء، صبروا وصمدوا وكانوا أهل الوفاء، ولم يتخلفوا عن هذه المسيرة لحظة واحدة على الإطلاق في مختلف الميادين، العسكرية أو الثقافية أو النقابية أو غيرها وهم موجودون بكل مساحات العمل ويعبرون عن مواصلتهم للطريق بشتى الوسائل.
وتابع: “يوما بعد يوم تتبين حقيقة الجماعات التكفيرية وحقيقة من يديرها ويدعمها، وأتمنى الأخذ بعين الإعتبار ما تم تسريبه أمس من قبل الإخوة في اليمن أن رئيس المخابرات الأميركية يهتم شخصيا بأحد قادة القاعدة في اليمن وكان يتصل بالرئيس اليمني السابق ويطلب إخلاء سبيله، وتسليمه لجماعته وهذا ما حصل، وبعد مدة قام بتنفيذ العديد من العمليات ثم عندما انتهوا منه قتلوه، ووثائق جديدة أيضا عن تجنيد سجناء في العراق وتأسيس داعش، ودور المخابرات الأميركية بتشكيلها، ودورهم بإطلاق سراح معتقلي قسد، والمجيئ ببعضهم عند قاعدة التنف”.
ولفت السيد نصرالله الى أن “هناك معلومات أكيدة أن هناك جهات خارجية وبعضها داخلية تدفع للحرب الأهلية، وحتى الآن وعي اللبنانيين وتحملهم المسؤولية منع ذلك لكن الخطر قائم، والكثيرون يقولون بأن حزب الله يمتلك قوة كبيرة جدا وعليكم فرض الحلول بالسلاح، هذا الكلام خطأ ويؤدي لحرب أهلية، ولا يجب أن يحكى هذا الكلام في البلد، وهو غير مقبول، وهذا كلام للمزايدات، نحن حزب الله لسنا في وارد اللجوء الى السلاح من أجل إصلاح في الدولة أو تشكيل حكومة أو محاربة الفساد لأنه لها أدوات مختلفة”.
واكد أن لبنان في قلب أزمة وطنية حقيقية كبرى، أزمة سياسية مالية وإقتصادية، وأزمة نظام وغيرها، وعندما نريد أن نقارب أوضاعنا، يجب أن نحتفظ بالألم والغضب والإنفعال لكن لا يجب أن ننسى أننا يجب أن نتصرف بمسؤولية، والتصرفات التي لا تخدم الا المزايدات لا توصل الى أي مكان، ولا يجب تعطيل العقل، بل التصرف بمسؤولية وعقلانية وإنسانية، وبناء عليه، يجب أن نضع سقفا ونحن نتحدث عن الحلول ووسائل الضغط، ونحن ملتزمون بهذا السقف ولا يجب أن نصل اليه إطلاقا، وهو عدم الوصول الى حرب أهلية واقتتال داخلي خصوصا أن هناك من يعمل على حرب أهلية في لبنان كما أفغانستان وسوريا والعراق واليمن، وعندما عجزوا أمام المقاومة قد يلجأون الى هذا القرار، في السابق فشلوا بالحرب الأهلية في لبنان، ولات يجوز تحت عنوان الأزمة الإقتصادية وأزمة الدولار وتشكيل الحكومة أن نسمح لأحد أن يدفع البلد لحرب أهلية أو اقتتال داخلي، ومن يقول أننا فقط نحن من يملك السلاح هو خطأ وكذبة، فالحرب الأهلية لا تحتاج صواريخ دقيقة، بل بالبنادق والأسلحة المتوسطة والمضادات وكل ذلك موجود عند أغلب اللبنانيين، كل الناس لديها سلاح، في القرى والمدن”.
وصرح السيد نصرالله”هناك من يقول أن تسليم حزب الله لسلاحه يحل الأزمة، وهذا ظلم وافتراء، وعندما تحمل الأزمة الإقتصادية لجهة معينة، أسأل: نحن من سرقنا ؟ من أفسدنا؟ نحن من أقفلنا الحدود ؟ هل نحن من قمنا بالهندسات المالية؟ هذا غير مقبول وهو ظلم. نعم هناك أسباب عديدة أوصلتنا الى ما نحن عليه، وعلينا أن نضع خطط لنتجاوز هذه الأزمة، وإن كانت الأسباب ستبقى موجودة، لن يكون هناك حل”.
وشدد السيد نصر الله على أنه “بمقاربة المعالجات هناك حدين، حد اليأس، فاليأس غير مقبول، وكذلك بث اليأس في نفوس الشعب، والحد الثاني هو عدم زرع الأوهام في نفوس الناس، وهذه الأزمة التي هي نتيجة عشرات السنين، ولا تعالج بسنة وسنتين، ولا يجب وعد الناس بذلك، ولا يجب تبسيط الأمور كالقول للناس أن الحل هو بتشكيل حكومة، بل هي فقط خطوة أولى بمسار طويل نحو الحلول، ونحن بحاجة لخطوات جبارة وكبيرة جدا، منها مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي وغيرها من الإصلاحات”.
وحول تشكيل الحكومة، أوضح السيد نصر الله “نحن قبلنا بحكومة اختصاصيين غير حزبيين وقبلنا بكل الشروط، والآن أقول إن زار الحريري عون واتفقوا على الحكومة سنسير معهما،ومن باب النصيحة للحريري، أقول أن الحكومة مطلوب منها مهام بهذا الحجم وخطوات كبيرة وجبارة وتحتاج الى جرأة”.
وأضاف السيد نصر الله “لماذا لم نذهب الى الصين؟ هم قالوا أنهم جاهزون لاستثمار 12 مليار دولار، هناك من هم خائفون من الأميركي بموضوع الذهاب الى الصين، وبايدن لديه أولوية في معركته مع الصين، الروس جاهزون، والإيرانيون جاهزون لبيعنا نفطا بالليرة اللبنانية، ومصادري من مصرف لبنان تقول بأننا لا يمكننا استيراد النفط من إيران بالليرة اللبنانية خوفا من العقوبات”.
ورأى سيد المقاومة أن المطلوب هو حكومة لها أكتاف تتخذ قرارا بالذهاب الى الصين أو روسيا أو الى إيران ان استلزم الأمر، وهناك رهان على صندوق النقد، وقد تضطر الحكومة العتيدة الى التفاوض مع صندوق النقد، وهناك جهة تقول بأننا جاهزون لأي شرط لدى صندوق النقد، ووجهة نظر ثانية تريد التفاوض على الشروط.
وتابع السيد نصر الله “يجب أن يكون الأمر واضحا لدى الشعب، فإن طلب صندوق النقد رفع الدعم عن كل شيئ، لا يمكن أن يتحمل الشعب اللبناني الإرتفاع الكبير بالأسعار، وتحرير سعر العملة قد يرفع سعر الدولار الى أكثر من 15 الف ليرة، وقد يطلب صندوق النقد القاء عشرات آلاف الموظفين في الشارع”.
وشدد السيد نصر الله على أنه “لا يجب الهروب من المسؤولية بل يجب المحافظة على شعبنا وبلدنا، نحن موافقون على حكومة أخصائيين، لكن هذه الحكومة لن تصمد ولن تستطيع أن تأخذ قرارات كبيرة وجريئة، ونطالب بحكومة سياسية .
وحول الحلول تحث السيد نصر الله “هذه دعوة لجميع القوى السياسية لتوظيف قوتها الداخلية والخارجية للمساعدة، وعلى الجميع أن يساعد ناسه وأهله وحزبه وطائفته وناخبيه، وتوظيف العلاقات مع التجار والمؤسسات والدول التي قد تساعد الناس، وبدلا من الإستفادة من العلاقات لتصفية الحسابات يجب المساعدة في إخراج أهلنا من المأزق، والذهاب الى رفع الدعم وترشيده، وأنا تكلمت مع المسؤولين الإيرانيين وأقول مجددا، نحن لدينا صديق اسمه إيران ، ونستطيع بالليرة اللبنانية الشراء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن أتينا بها بالليرة سيؤثر بشكل إيجابي جدا، وإن كان هناك أمر آخر نستطيع أن نقوم به نحن جاهزون تحت سقف القانون، وأي أحد يستطيع أن يأتي بمساعدة من أي دولة فليأتي بها”.
ولفت السيد نصرالله الى أنه “بحال استمر التأزيم بتشكيل الحكومة، لدينا حلين، الخيار الأول هو العودة الى تفعيل حكومة تصريف الأعمال، والثاني هو البحث عن حل دستوري، ولا يمكننا أن نبقى على هذا الحال، وأنا لا أقدم حل معين كالحل الزمني، لكن يجب أن نبحث عن حل دستوري دقيق وهناك أفكار لدينا بحاجة الى نقاش، ويجب أن نجد حلا قانونيا ودستوريا لعدم تشكيل حكومة خلال أشهر”.
وفيما يتعلق بحزب الله، أكد السيد نصرالله أن جزءا كبيرا لا يتقاضى راتبا وجزءا آخر هم متطوعون، ويدفعون من جيابهم ليذهبوا للتدريب، وهؤلاء هم كبقية المتأثرين بالأزمة، وحتى هناك الكثير من العاملين في المؤسسات ممن كان يتقاضى راتب بالليرة اللبنانية، ونعم هناك من كان يتقاضى بالدولار، وكان بعض الناس في السابق يسخرون من الرواتب المتدنية، وهم اليوم يحاولون سد ديونهم، وأنا أعرف حجم ديون الإخوة والأخوات، وهي ليست ديون ترف، وكثير من هؤلاء الإخوة بادروا بالتبرع من أجزاء من رواتبهم، ويساعدون أقاربهم وأصدقائهم ومحيطهم، وأنا أوجه خطابي للشريحة التي تتقاضى راتبها بالدولار، أدعوهم اعتماد طريقين، الأول المبادرة الى الأرحام والأقارب بالمساعدة، وثم الجيران، والخيار الثاني هو أننا قررنا أن نقيم صندوقا داخليا، يتبرع الإخوة الذين يتقاضون بالدولار بالتبرع بالصندوق لمساعدة الفقراء. بالإضافة الى ذلك، نحن كحزب الله سنفعل ما يمكننا أن نفعله”.
وتابع قائلا: “للآن نحن مصرون على أن الوضع يجب أن تتم معالجته بالدولة والمؤسسات والقانون، وهذا هو المسار الطبيعي والحقيقي، ونحن لا سمح الله إن أصبحت البلاد أمام جوع حقيقي فسنتحرك لكن خارج مسار الدولة والقانون، وأتمنى أن لا نصل الى هذه المرحلة”