دعاؤه (عليه السلام) في ايّام الغيبة
روي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) ضمن حديثٍ ذكر فيه مِحنةَ المؤمنين في عصر غيبة الامام الثاني عشر أنه قال: إنّ اللهَ تباركَ وتعالى يُحبُّ أنْ يَمتحِنَ الشيعةَ فعندَ ذلك يَرتابُ المُبْطِلُون.
قال الراوي: فقلتُ: جُعِلْتُ فِداك، إن أدركتُ ذلك الزمانَ فأيَّ شيءٍ أعمل؟
قال: يا زُرارةُ إنْ أدْركتَ ذلك الزمانَ فَأَدْمِ (۱) هذا الدعاء:
اَللّهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَكَ فَاِنَّكَ إنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أعْرِفْ نَبِيِّكَ، اَللّهُمَّ عَرِّفْني رَسُولَكَ فَاِنَّكَ إنْ لَمْ تُعَرِّفْني رَسُولَكَ لَمْ أعْرِفْ حُجَّتَكَ، اَللّهُمَّ عَرِّفْني حُجَّتَكَ فَاِنَّكَ إنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ظَلَلْتُ عَنْ ديني.
عن ابن سنان أنه قال، قال الصادق (عليه السلام): سَتُصيبكم شُبهةٌ فَتَبْقَونَ بلا عِلمٍ يُرى ولا امامِ هُدى، ولا يَنْجُو منها الاّ مَن دَعا بدعاءِ الغريقِ، قلتُ: كيف دعاءُ الغريق؟
قَالَ تَقُولُ: يا اَللهُ يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلی دينِكَ.
فقلت: يا الله يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلی دينِكَ.
قال: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَالاَبْصارِ، وَلَكِنْ قُلْ كَما أَقُولُ: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلی دِينِكَ.
دعاؤه (عليه السلام) في التسليم على ولده المهدي (عليه السلام)
عن عمر بن زاهر، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: سـَأَلَهُ رَجـُلٌ عـَنِ الْقـَائِمِ يـُسـَلَّمُ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمـُؤْمـِنـِيـنَ؟
قـالَ: لا، ذَاكَ اسـْمٌ سـَمَّى اللَّهُ بـِهِ أَمـِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، لَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، ولا يَتَسَمَّى بِهِ بَعْدَهُ إِلَّا كَافِرٌ.
قلتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ؟
قَالَ: يَقُولُونَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةُ اللَّهِ.
ثُمَّ قَرَأَ: بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (۲).
دعاؤه (عليه السلام) في يوم عرفة
روي سفيان الثوري عن مولانا الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام)، قال: سمعته وهو بعرفة يقول:
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ خُطُواتي هذِهِ الَّتي خَطَوْتُها في طاعَتِكَ كَفَّارَةً لِما خَطَوْتُها في مَعْصِيَتِكَ، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنا أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنا وَقَدْ ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا، اَللَّهُمَّ إِنَّكَ قـُلْتَ: اِسْتَعينُوا عَلى كُلِّ صَنْعَةٍ بِصالحي أهْلِها، اَللَّهُمَّ فَاِنّا صُنْعُكَ فَاصْنَعْ فِيَّ خَيْراً، اَللَّهُمَّ إجْعَلنا نَباتَ نِعْمَتِكَ وَلا تَجْعَلنا حَصادَ نِقمَتِكَ.
(۱) فالزم (خ ل).
(۲) هود: ۸٦.