يوم القدس من أبرز ذكريات إمامنا العزيز، ومؤشر انشداد ثورتنا وشعبنا لقضية القدس الشريف وقضية فلسطين.
استطعنا ببركة يوم القدس إحياء هذا الاسم في العالم كل سنة. الكثير من الحكومات والكثير من السياسات كانت راغبة وقد سعت وأنفقت الأموال من أجل نسيان قضية فلسطين. ولولا مساعي الجمهورية الإسلامية ووقوفها بكل قواها لمواجهة هذه السياسة الخبيثة لما كان مستبعداً أن يستطيعوا عزل قضية فلسطين تدريجياً، وإنسائها أساساً. والآن تعترف أجهزة الاستكبار نفسها والصهاينة الخبثاء أنفسهم ويعتقدون وينـزعجون من رفع الجمهورية الإسلامية لراية فلسطين وكونها لا تسمح بإخراج قضية فلسطين من الميدان عن طريق العمليات الاستسلامية التي يمارسونها. يوم القدس يوم إحياء هذه الذكرى وهذا الاسم. والسنة أيضاً سيُحيي شعبنا العظيم يوم القدس في طهران وفي كل المدن بتوفيق وهدي من الله عزّ وجلّ، وسيخرج في مظاهراته.
وفي بلدان أخرى أيضاً يتبع الكثير من المسلمين الشعب الإيراني في يوم القدس.
يوم القدس يوم لقضية القدس، وهو إلى ذلك مظهر وحدة الشعب الإيراني. احذروا من أن يحاول البعض في يوم القدس استخدام هذه التجمعات للتفرقة. ينبغي الخوف من التفرقة. يجب مواجهة التفرقة ومعارضتها. يجب أن لا تحدث التفرقة. يستطيع الشعب الإيراني رفع راية القدس حينما يكون متلاحماً. حاولوا طوال هذه السنوات إفساد حتى هذا الشيء، لكنهم لم يستطيعوا والحمد لله، ولن يستطيعوا بعد ذلك أيضاً إن شاء الله([1]).
كم سعوا خلال السنوات الماضية أن يضعفوا يوم القدس الذي يشكل مظهراً لاصطفاف الحق في وجه الباطل، يوم القدس يظهر اصطفاف الحق والباطل، اصطفاف العدل في مواجهة الظلم، يوم القدس ليس يوماً لفلسطين وحدها بل إنه يوم الأمة الإسلامية إنه يوم صرخة المسلمين ضد السرطان الصهيوني القاتل الذي زرعته أيادي المحتلين والمتدخلين من القوى المستكبرة فبدأ يفتك بجسد الأمة الإسلامية، إن يوم القدس ليس يوماً عادياً، إن يوم القدس يوماً عالمياً وهو يحمل رسالة عالمية إنه يعلن أن الأمة الإسلامية لن تخضع للظلم حتى لو تلقى هذا الظلم الدعم من أعتى دول العالم وأقواها، كم سعوا لإضعاف يوم القدس وسعوا هذا العام أكثر من السابق لكن يوم القدس في إيران الإسلامية وفي طهران العظيمة أثبت إلى العالم كله جهة مؤشرات النظام والثورة، أشار إلى حقيقة إرادة الشعب الإيراني، أشار إلى عقم كل الادعاءات والاتهامات والخزعبلات والنفاق والخبث السياسي للأعداء وليس لها أي أثر على روحية أبناء الشعب الإيراني.
إن المسؤولين الغربيين خُدعوا خلال الأشهر الماضية من قبل وسائل إعلامهم خُدعوا من قبل المحللين المحترفين في صحفهم ووسائل إعلامهم ظنوا أنهم يمكنهم التأثير على أبناء الشعب الإيراني لكنكم أثبتم في يوم القدس أنهم كانوا في سراب، هذه هي الحقيقة، إن حقيقة الشعب الإيراني هي ما رأيتموه في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في يوم القدس وما ظهر من أن امتداد هذه العظمة وهذه الحركة قد عم العالم الإسلامي كله، وليس أمراً خاصاً بإيران بل في مختلف نقاط العالم أحيى المسلمون حيث استطاعوا وأطلقوا نداءهم ضد الظلم الصهيوني، إن يوم القدس يوم عظيم جداً وقد أبرزتم ذلك بأفضل شكل وأثبت الشعب الإيراني مرة أخرى أنّه يقول كلمته في الأوقات الحساسة ويطلقها إلى العالم كله بصوت هادر([2]).
يوم القدس وقضية فلسطين:
المسألة الأساسية في منطقتنا اليوم هي قضية فلسطين القديمة.. قضية فلسطين قضية جد أساسية ومهمة. ضاعف الكيان الغاصب المحتل من إجراءاته ضد الفلسطينيين وهذا هو رد فعله تجاه ضعفه الداخلي وهزائمه المتلاحقة. لم يتمكنوا من الحفاظ على الهيمنة التي اصطنعوها لأنفسهم كذباً. الرعب الذي زرعوه في قلوب الشعوب العربية تحطّم بجهاد المجاهدين المضحين من لبنان وفلسطين وراحوا يزيدون من ضغوطهم على الشعب الفلسطيني. الحكومة القائمة في غزة اليوم حكومة قانونية؛ حكومة حماس حكومة قانونية. على العالم كله قبول هذه الحكومة التي تشكلت بأصوات الشعب عن طريق الانتخابات. أدعياء الحضارة الذين يعتبرون أنفسهم بلداناً متحضرة لكنهم لم يشموا رائحة التحضر والإنسانية يتفرجون على سلوك الغاصبين الصهاينة مع أهالي غزة وعلى هذا الحصار الشديد المفروض ضدهم – وغزة طبعاً نموذج من النماذج، فالضفة الغربية ليست بأفضل حالاً، فمع أنه لا يوجد هناك حصار غير أن بطش الصهاينة في مدن الضفة الغربية ليس بأقل مما في غزة. الضغوط على الفلسطينيين المظلومين مستمرة في كل مكان – ولا ينبسون ببنت شفة، بل يدافعون ويدعمون الصهاينة. على العالم الإسلامي أن يقول كلمته إزاء هذا الحدث المرير، ويجب أن يطرح رأيه ويحدد موقفه، ويوم القدس يوم مناسب لهذا.
رحمة الله ورضوانه على إمامنا الجليل الذي حدد هذا اليوم يوماً للدفاع عن الشعب الفلسطيني. سيستثمر شعبنا وقطاع واسع من شعوب البلدان الإسلامية كما نتمنى فرصة يوم القدس إن شاء الله ويؤدوا حقوق الشعب الفلسطيني ([3]).
على الشعب الإيراني أن ينهض، بما أنه المتصدّي ـ في الجمعة القادمة وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ـ ليوم القدس، بما يليق أن تحتذي به بقية الشعوب؛ بقية الشعوب تحتفي كل عام هنا وهناك ـ وحتى في نفس أوروبا ـ بيوم القدس احتذاءً بكم؛ وهذا ما يوجب عليكم رفع هذه الراية أكثر فأكثر يوماً بعد آخر، وعليكم أن تزيدوا هذا المشعل الوضّاء وهجاً ونوراً؛ لينتفع من نوره أكبر عدد ممكن([4]).
الإمام الخامنئي (دام حفظه