النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع أعضاء مجلس الشورى الإسلامي بتاريخ 27/5/2021 عبر الاتصال بالفيديو، وفي كلمته دعا قائد الثورة الإسلامية المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية إلى الالتزام بالأخلاق الإسلامية لأن ذلك سيتسرب تلقائيا إلى أفراد المجتمع، ولفت سماحته إلى أن معارضة الأعداء للانتخابات والتشكيك بها ليسا بالأمرين الجديدين، بل هذا ما كان عليه الحال منذ انتصار الثورة الإسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، ولا سيما بقية الله في الأرضين.
أشكر الله المتعالي على توفيقه في أن يكون لنا هذا اللقاء في نهاية عامٍ من فعّاليتكم المتواصلة، أنتم نوّاب الشعب المحترمين. مع أنه كان أحبّ وأحلى لو رأيناكم من قرب، لكنّ الوضع – للأسف – هو أننا يجب أن نتحدث إليكم ونسمعكم من بعيد. في حديث اليوم، سأقول شيئاً عن المجلس، وسأقول بضع كلمات عن الانتخابات.
الأداء المقبول لـ«مجلس الشورى الإسلامي» خلال السّنة الأولى
بحمد الله، لقد أظهر المجلس في العام الماضي أنه مجتهد وذو همّة عالية وفعّال أيضاً. إنّ الأشياء التي قالها رئيس المجلس المحترم في هذا الخطاب البليغ والغني تُسرّ الإنسان حقاً. طبعاً كانت لدينا تقارير أخرى في هذا الشأن أيضاً تؤكد هذه المعاني. بحمد الله، إنّ وجود القوى الشابة ذات الطاقة، إلى جانب القوى التي لها سوابق تشريعية أو تنفيذية، جعل هذا المجلس، بحمد الله، يحقق توفيقات جيدة في إقرار عدد يُعتدّ به من القوانين والمشاريع حول القضايا المهمة، وأيضاً في مجال الحضور الشعبي. فالحضور بين الناس ورؤية المشاهد الحقيقية لحياة الناس، وهذه الرحلات إلى المحافظات لرئيس المجلس المحترم ورؤساء اللجان وبعض النوّاب المحترمين، هي بالفعل حركة وعمل جيد جداً يجب أن يستمر، إن شاء الله. أعزائي، لا تتركوا الحضور بين الناس. من التوفيقات العظيمة أن تكونوا إلى جانب الناس وتبقوا إلى جانبهم.
اجتناب النوّاب مساعدةَ المخالفين للمجلس في الكلام والسّلوك
حسناً، منذ بداية عمل هذا المجلس، وضع بعض الأشخاص برنامجهم من أجل تقديم صورة سلبية عنه. لقد أدلوا بتصريحات ولا يزالون. ففي مختلف المساحات الإعلامية المتاحة للجميع اليوم، يُدلى بتصريحات لا يشمّ المرء منها رائحة الحرص. في أحد الأوقات، ينتقد شخص ما بقصد الإصلاح والتكميل. وفي وقت آخر لا، هو [ينتقد] بناءً على مشاعر أو آراء خاصة وبلا حرص [على المصلحة العامة]. يشعر المرء أنه لا توجد علامات إخلاص في هذه الحركات العدائية. المرء يرى ذلك. أريد أن أقول لكم ألّا تهتموا وألّا تشغلوا أنفسكم. تابعوا عملكم واتّبعوا البرامج المفيدة. الناس أنفسهم يشخصّون: المجتمع النخبوي يشخّص، الشباب يشخصّون ويُدركون ما يفعل أيّ شخص. الدعاية التي ليس لها نيات حسنة غالباً ما تُكشف عاجلاً أم آجلاً، وسيتضح أنها خلافٌ للواقع. لكن التوصية التي أرغب في تقديمها أنه يجب عليكم أن تنتبهوا إلى ألّا تساعدوا المخالفين لكم بأفعالكم أو أقوالكم. هذه توصيتي المؤكدة. لا بدّ أن يكون السلوك والكلام داخل المجلس الحادي عشر على نحو لا يؤيد أقوال مخالفي هذا المجلس ونهجهم. والآن، بناءً على ذلك، سأقدم بعض التوصيات.
بعض النّصائح للنوّاب
1- الوقوف على الصّفات الحسنة والحفاظ عليها مع المراقبة
هذه واحدة من التوصيات، وهي مهمة. بحمد الله، لديكم ميزات جيدة: أنتم ثوريون، ومجتهدون، ولديكم طاقة كبيرة، وتسعون وراء العمل… حافظوا على هذه الميزات، واحتفظوا بها حتى نهاية الدورة. وطبعاً ينبغي القول: «حتى آخر العمر»، ولكن على الأقل احتفظوا بهذه الميزات حتى نهاية الدورة.
كان هناك كثيرون ممن لهم مثل هذه الخصائص في بداية الأمر: كانوا ثوريين، كانوا ذوي طاقة كبيرة، ونشيطين، يتحدثون بحرارة، يعملون بحرارة، لكن مع مرور الوقت لم يتمكنوا من مقاومة الوساوس، وسوسة المال والمنصب والشهرة والاسم والعنوان! لم يتمكنوا من المقاومة؛ اعوجّ طريقهم وتغيّر السلوك، ما انتهى بهم أحياناً إلى اختلاف 180 درجة عن بداية الأمر.
لذلك، ترون أن الله – تعالى – قال في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} (فصّلت، 30)، إنّ نزول ملائكة الرحمة الإلهية لمن يثبتون على هذه الكلمة؛ {ثُمَّ اسْتَقَامُوا}. إنهم يستقيمون ويقفون. قِفوا على هذه الصفات الجيدة. حسناً الآن ما الذي يتعين علينا فعله لنبقى ثوريين؟ توصيتي: علينا المراقبة، علينا أن نضع حساباً لأنفسنا. المراقبة الدائمة ضرورية.
نحن البشر ضعيفون، ومعرضون للخطر، وفي معرض الانزلاق. علينا أن نحذر، وأن نراقب أنفسنا. هذه المراقبة في القرآن والإسلام تسمى التقوى. التقوى تعني المراقبة الدائمة للنفس حتى لا يعلق المرء في هذه الأشواك المحيطة. حسناً، كانت هذه إحدى التوصيات، وفي رأيي أنها التوصية الرئيسية.
2) مراعاة العقلانية والهدوء في عمل مجلس النوّاب
التوصية التالية هي أنكم عناصر ثوريّون. أي معروفون [هكذا]، فالمجلس هو «مجلس الثورة الإسلامية». المجلس ثوري وهذا السبب وراء عداء بعضهم لكم. هذا المجلس الثوري الذي له نهج ثوري وإقبال على قِيَم الثورة الإسلامية. يجب أن يظهر أنه ذو كفاءة، أي لدى المجلس الكفاءة والفعالية اللازمتان لإدارة الشؤون التشريعية، وأنه قادر على وضع السكة الصحيحة. طبعاً هذه الأخبار التي أُعطيت، والتقارير التي رأيتها أو سمعتها، وما قاله رئيس «مجلس الشورى الإسلامي» الموقر اليوم، كلها أمور جيدة. هي أشياء جيدة جداً لكن وضع السكة لإصلاح شؤون البلد يتطلب أعمالاً أبعد. يجب العمل أكثر، والسعي أكثر. إذا أردنا أن تكون هذه الميزة في المجلس، يتطلب ذلك العقلانية والطمأنينة اللازمتين.
لا بدّ أن تكون هناك تلك الحالة من السكينة اللازمة والعقلانية اللازمة في المجلس. وإذْ أقول السكينة الناتجة من العقلانية، هذا بعكس الأعمال الحماسية. الأعمال الحماسية والعاطفية والقرارات الاندفاعية كلها لا ينبغي أن تكون موجودة. فالمجلس من أهم مظاهر الحكمة الجماعية في البلاد. حسناً، إذا كان المجلس مظهراً للحكمة الجماعية، سيحتاج إلى التصرف بحكمة في الأعمال التي يفعلها. هناك من هم مخطئون في هذا الصدد. يجب أن تنتبهوا كي لا تصيروا هكذا. إشارتي ليست موجّهة داخل المجلس، فلقد كانت لدينا حالات خارجه، وكان لدينا في الماضي أيضاً واليوم كذلك. إنهم يشتبهون بين التوجّه الثوري والتصرف الحماسي، ويشتبهون بينهما وبين الكلمات غير المسؤولة. لا! هذا ليس توجّهاً ثورياً. إن التوجّه الثوري هو الروحية في الإقدام الصحيح والعازم والجازم في الاتجاه الصحيح، وترسمه العقلانية الناشئة عن الروحية الثورية. انظروا! إمامنا [الخميني] العظيم قدوة. كان الإمام أكثر ثورية من الجميع. حسناً، لقد كنا في خدمة هذه القضية منذ بداية الأمر، وحقاً كنا نصل إلى طريق مسدود [أحياناً]، [لكن] الإمام لم يُحبط أبداً. لقد كان أكثر ثورية من الجميع، وهو الأكثر عقلانية مِن الجميع أيضاً، وأكثر مَن يعمل ويتكلم بنضج وعلى نحو موزون أكثر من الجميع. فهذه مسألة أيضاً. أي يجب أن يكون أداء المجلس حكيماً وناضجاً ومدروساً ومحسوباً.
3) التعرّف إلى آفات المجلس واجتنابها
توصيتي التالية هي: أعزائي، إن لـ«مجلس الشورى الإسلامي» بطبيعة الحال بعض الآفات التي تلحق به، وسوف أقولها. تعرفوا إلى هذه الآفات وأبقوا أنفسكم بعيداً منها. إنها خطيرة. لقد كنت في المجلس. كنا في المجلس لأوقات طويلة، وبعد ذلك كان أيضاً لديّ تواصل منذ سنوات مع مختلف المجالس. المجلس لديه آفات إذا لم يتم التعرّف إليها وأصيب المرء بها، سيكون وضع المجلس مختلفاً، وستكون حركة المجلس مختلفة. هذه الآفات لديها أنواع، وسوف أتحدث الآن عن نوعين أو ثلاثة.
أنواع الآفات الّتي تلحق بالمجلس
أ) إساءة استخدام النوّاب القدراتِ القانونيّة
واحدة من هذه الآفات أن النائب يستخدم القدرات التي يوفرها له القانون لقضايا شخصية أو جماعية أو عرقية. ما هذه القدرات؟ الاستيضاح والمساءلة والتحقيق والتفحّص. هذه قدراتكم، وهي تمنح القدرة للنائب في المجلس. يجب استخدامها فقط وفقط من أجل «مُرّ القانون» (نصّ القانون) والحقيقة. فواحدة من هذه الآفات أن عضو المجلس، لا سمح الله، توسوس له نفسه لاستخدام هذه القدرات في قضايا أخرى.
ب) دخول النوّاب في القضايا التّنفيذيّة
واحدة من الآفات هي دخول النوّاب في القضايا التنفيذية. فَرَضاً مَن يجب أن يكون المدير العام للمؤسسة الفلانية في مدينتنا أو محافظتنا، ومن لا يجب أن يكون… المحافظ، والقائم مقام، وما إلى ذلك. طبعاً يمكن أن يحدث في بعض الأوقات حالات اضطرارية، وهذه الحالات الاستثنائية لا شُغل لي بها [الآن]، ولكن بالنمط المعمول، على النوّاب المحترمين الابتعاد عن هذه الأمور التنفيذية أو الدخول فيها، كما عليهم تجنب المناقشة للمسؤول التنفيذي والتوافق معه وأمثال ذلك. في هذه [الأمور] أخطار، فيجب اجتنابها.
ج) التهوّر عند استخدام المنابر للتّعبير عن الآراء
واحدة من الآفات هي قلة الاحتياط عند استخدام المنبر ومكبّر الصوت الذي في تصرّفكم. تُبثّ أقوالكم على الهواء مباشرة في البلاد، أو تنشرها لاحقاً وسائل الإعلام. هذه الإمكانية غير متاحة للجميع، وإنما للنائب. فاحرصوا من التهّور في استخدام هذه الإمكانية، وكونوا حذرين في انتقاداتكم وآرائكم. أحياناً يكون للمرء آراء قاسية أيضاً يمكن التعبير عنها في اجتماع من شخصين أو ثلاثة أو خمسة، ولكن إن قلتم هذا على مستوى عموم الناس، فبدلاً من أن يكون مفيداً قد يكون فيه ضرر.
يعتقد بعض الناس أنه يجب إعلان أي انتقاد حول أي شيء وإطلاع العموم عليه، في حين أن إطلاع العموم أحياناً يكون عديم الفائدة، وأحياناً بالإضافة إلى أنه غير مفيد له أضرار كثيرة. لذلك، يجب توخّي الحذر وتجنّب التهوّر عند استخدام هذه الوسائط الإعلامية.
د) السّعي إلى المسؤوليّات التّنفيذيّة
واحدة من الآفات أنه مِن أول ما يدخل النائب إلى المجلس يكون لديه خطة في رأسه للوصول إلى منصب فلاني، مثلاً تنفيذي، ليصير وزيراً، أو مديراً، أو [المسؤول] الفلاني. لا! مَهمة النيابة مُهمّة جداً. إذا عمل الإنسان من أجل الله وعمل بأسلوب صحيح [في المجلس] تكون الأهمية لذلك أكبر من الوظائف التنفيذية، أو على الأقل في بعض الحالات بالأهمية نفسها. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو: ما إنْ ندخل المجلس حتى نفكر ماذا سنفعل الآن مثلاً [للوصول] إلى المنصب الفلاني في المرحلة المقبلة أو الحكومة الفلانية. هذه هي الآفات، والمجلس فيه مثلها. أعزائي، توخّوا الحذر. بحمد الله، أنتم ما زلتم في بداية عملكم، ولقد دخلتم تواً، وهذه الآفات لم تأتِ إليكم ولن تأتي، إن شاء الله، [ولكن] احترسوا. يجب أن تكون لجنة الرقابة ناشطة في هذا الصدد. لا بدّ أن تكون لجنة الرقابة التي لديها رقابة على سلوك النوّاب ناشطة في هذا المجال. ما هو أكثر من الرقابة أنّ تقواكم الداخلية ومراقبتكم أنفسكم هي ما يمكن أن تكون فعّالة وتحفظكم من هذه الآفات. حسناً، هذه توصية أيضاً.
4) أهمّية العمل المدروس والاستفادة منه لرفع مستوى النّوعيّة للقوانين
توصيةٌ أخرى: تأكيد العمل المدروس. بالطبع، لقد قلتها مراراً من قبل. وأعتقد أنني قلتها لكم أيضاً، فلقد قلتها مراراً وللمجالس من قبل. العمل المدروس مهم جداً. يجب رفع المستوى النوعي للقوانين. لا بدّ أن يكون القانون على نحو يجعل المديرين التنفيذيين يرغبون لسنوات مديدة في استخدام هذا القانون وأن يلتزموه. إنّ [المستوى العالي] لنوعية القانون يكون من أجل قوة القانون، وأيضاً واقعيته، وكذلك التطبيق العملي له، وصراحته ووضوحه وإزالة الإبهام عنه، وأيضاً جعله غير قابل للتأويل. جعل القانون نوعيّاً يكون كذلك. وهذا يأتي بالعمل المدروس. لا بدّ من رفع مستوى العمل المدروس. طبعاً، لحسن الحظ، يوجد في المجلس مركز أبحاث، وهو مركز جيد ومكان جيد للدراسات. اللجان المتخصصة نفسها هي مركز للدراسات، ولكن إضافة إلى هذه يجب أن يعمل النائب نفسه. عليكم أن تطالعوا. اجلسوا وطالعوا وفكّروا حول ذلك المشروع أو ذلك المقترح بين أيديكم. وأحياناً إن كان لديكم إمكانية، استشيروا الخبراء لكي يرتفع المستوى للعمل المدروس.
بالطبع في بعض الحالات – القضايا الحساسة والمهمة – يُفضَّل تقديم مقترح قانون بدلاً من مشروع قانون، لأن الخصوصية لمقترح القانون أن لديه أيضاً إمكانية لدراسته في الحكومة، فالحكومة لديها أيضاً جهاز دراسة كبير. حسناً المقترحات لديها ذلك أيضاً. [يعني] إضافة إلى أنكم تدرسونها، تجري دراستها في الحكومة أيضاً. فضلاً عن ذلك: عندما يكون مقترح قانون، لأن المنفذَ الحكومةُ وهي من يريد تنفيذه، بالطبع سيأتي تنفيذه بموافقة أكبر. هذه مسألة أيضاً.
مراعاة الأولويّات والقضايا الأساسيّة للبلاد
توصيةٌ أخرى هي مراعاة الأولويات والقضايا الأساسية للبلاد، التي قدّمت إليكم بعضها في قائمة خلال لقائي العام الماضي(1). لحسن الحظ، ورد ذلك في برامجكم أيضاً، وقد سعى المجلس الحادي عشر وراء هذه النقاط وتابعها كما جاء في التقارير. انتبهوا جيداً إلى تلك الأولويات وقوموا على مراعاتها. حسناً، هذا العام، وضعنا شعار إزالة موانع الإنتاج، ودعم الإنتاج، وهي نقطة مهمة. في رأيي الإنتاج هو المحور الرئيسي للاقتصاد في البلاد، وإذا تمكنا من إحياء الإنتاج، سوف ينبض اقتصاد البلاد بالحياة وينمو. أشياء كثيرة تعتمد على الإنتاج. لا بدّ من حلّ الموانع أمام الإنتاج وما شابه، وأن يتمّ دعم الإنتاج. ضعوا هذا في برنامجكم.
المعالجة لمشكلة تراكم القوانين
هناك توصية أخرى قدمتها مراراً وتكراراً إلى مختلف المجالس هي المعالجة لمشكلة «تراكم القوانين». لدينا كثير من القوانين المتراكمة هكذا فوق بعضها بعضاً. بعضها انتهى تاريخ صلاحيتها، وبعضها متكررة، وبعضها متعارضة ومتناقضة. يجب التفكير [في حلّ] لهذه القوانين. عندما تجري مراكمة القوانين بهذه الطريقة، سيبحث الشخص الذي يريد التهرّب من القانون الذي أقررتموه في تلك القوانين ويجد طريقة للهرب. هكذا تكون [المسألة]. هذا من أضرار القوانين المتنوعة، فإن أراد شخص ما التنصّل من العمل – لقد قلت [سابقا]ً(2) «عالمون بالقانون منتهكون له» -، فسيجد طريقة للهرب. هذه القوانين مربكة ولا تسمح للعمل أن يمضي قُدُماً. أحد الحلول في رأيي أن تحددوا زمناً، أي حددوا مهلة، حددوا مجموعة، ثم اجلسوا وهذّبوا القوانين وقلّلوها.
ضرورة أن يكتسب المجلس فضائل الشّعب ويتحوّل إلى عصارة لهذه الفضائل
حسناً، الآن، كانت هذه هي القضايا التي تدور في ذهننا بشأن المجلس، وذكرناها. أضع الموضوع الأخير المتعلق بالمجلس: الخطابَ البليغ لإمامنا [الخميني] العظيم. بالطبع، الإمام (رض) لديه أقوال بشأن المجلس. واحدة من الجمل التي قالها: «المجلس عصارةُ فضائل الشعب»(3). ما معنى ذلك؟ أي يجب أن يكون عصارةً لفضائل الشعب. هذا معنى ذلك، وإلّا لن يكون الأمر على نحو يكون فيه المجلس بطبيعة الحال عصارة لفضائل [الشعب]. لا بدّ أن يكون المجلس منظماً بطريقة تجعله عصارة لفضائل الشعب. ما فضائل الشعب؟ ما فضائل شعبنا الآن؟ المجاهَدة، عزة النفس، الثقة بالنفس، الأمل، الإيثار، القوة والقدرة على الصمود أمام المشكلات. هذه قدرات شعبنا. الشعب لديه كثير من مثلِ هذه القدرات. لقد أظهر شعبنا هذه القدرات على مدى إحدى وأربعين سنة أو اثنتين وأربعين سنة من الثورة الإسلامية. أظهرها في الحرب المفروضة، وأمام الحظر، وأمام تجبّر القوى الغربية وغير الغربية. هذه فضائل الشعب. يجب أن تكونوا عصارة لفضائله. في الواقع، بهذه الكلمة الواحدة، حدّد الإمام خطة عمل مجالسنا كلها حتى النهاية: إنّ مجالسنا ملزمةٌ تقديم نفسها على أنها عصارة لفضائل الشعب. حسناً، هذا ما يتعلق بقضايا المجلس العزيز. بالطبع هناك الكثير من الكلام. [لكن] الآن لا نريد أن نأخذ من الوقت كثيراً. هذا المقدار يكفي.
الأمل في إقامة انتخابات تليق بجهود الشعب
في ما يتعلق بالانتخابات، لم يتبقَّ سوى ثلاثة أسابيع عليها. آمل بصدق أن تكون هذه الانتخابات، بجهود الشعب الإيراني، مصدر ماء وجهٍ لإيران على عكس ما يريد العدو. أعداؤنا يستخدمون الإمكانات كافّة، سواء أكانوا أعداءنا أم من هم في الداخل مِمّن يواصلون كلامهم ويردّدونه عن علم أو غير علم، فيحاولون جعل هذه الانتخابات سبباً لانكسار الشعب. أتمنى أن تكون هذه الانتخابات، بهمّة الشعب وبلطف من الله، مصدرَ فخرٍ وعزّةٍ للوطن، إن شاء الله.
الشّكر على حسّ المسؤوليّة لدى المرشّحين الّذين لم يحرزوا الأهليّة
حسناً، تمّ تحديد المرشحين. فَعَل «مجلس صيانة الدستور» الموقّر، وفقاً لواجبه، ما يجب عليه عمله وما يراه ضرورياً، وحدّد المرشحين. في البداية، أجد من اللازم أن أشكر كل أولئك الذين دخلوا ميدان الترشح. يقيناً كثيرون من هؤلاء دخلوا الميدان بدافع الشعور بالمسؤولية، لأنهم اعتقدوا أنه يمكن أن يكونوا عوناً للبلد ويخدموا الوطن. إنّني أجد من اللازم أن أتوجّه بالشكر إلى كل من دخل ميدان الترشّح للانتخابات. ثانياً أودّ أن أشكر بصورة مضاعفة أولئك الذين لم يحرز «مجلس صيانة الدستور» أهليّتهم، وتعاملوا مع هذه القضية بنجابة. كان موقفهم أصيلاً. حتى أن بعضهم شجّعوا وحثّوا الناس على المشاركة في الانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع. ما عملوه كان عملاً جيداً جداً ومرضياً لله.
بالطبع، لا يعني أنه إنْ لم تُحرز الأهليّة أنها مُنتفية. إن معنى ذلك أنّ «مجلس صيانة الدستور» لم يتمكّن من تشخيص الأهليّة لهذا الشخص، لا أنّه شُخّص بلا أهلية. كلّا! من الممكن أن يكون صاحب مؤهلات عالية أيضاً، ولكن تقارير «مجلس صيانة الدستور» وإمكاناته ومعرفته لم تتمكن من تشخيص ذلك. لهذا، [حجبُ الأهلية] ليس دليلاً على فقدانها.
دوافع مختلفة للاعتراض على «مجلس صيانة الدّستور» في دراسة الأهليّة
حسناً، كان هناك نوع من التحامل على «مجلس صيانة الدستور» في هذا الصدد، وقد اعترض بعضهم. الاعتراضات التي حدثت ليس ذات دوافع مشتركة. الدوافع مختلفة. هناك من يعترض من هذه الناحية على «مجلس صيانة الدستور» لأن هذا الوضع يقلل من المشاركة. إنهم يشعرون بحرقة القلب من أجل المشاركة، وسأشير إلى هذا الأمر لاحقاً. بعضهم كذلك. مشكلة آخرين أنهم يرون أحد المرشّحين ذا أهلية ولم يحرزها. إنهم مستاؤون كيف أن «مجلس صيانة الدستور» لم يحرز لهم أهليّة الشخص الذي يرون أنّه ذو أهليّة. في رأيي، لا يمكن الإشكال على هؤلاء أيضاً، ففي النهاية لديهم عتب. طبعاً أولئك ليسوا مثل بعضهم أيضاً، فمن الممكن أن يرى بعض الأشخاص أن زيداً لديه أهليّة، في حين أن عمْراً ليس كذلك – زيد وعمرو مثلاً لم يحرزوا الأهليّة –، والآخرون من الممكن أن يروا العكس: زيد لا يمتلك أهليّة وعمرو يمتلكها، ولذلك هم في النقطة المقابلة لبعضهم بعضاً، لكنّهما في هذا الصدد شريكان في أن يشعرا بالاستياء لأن مرشحهم المفضل لم تُحرز أهليته. حسناً هذه ليست مشكلة أيضاً، لكن هناك مجموعة أخرى تعارض مبدأ «مجلس صيانة الدستور» وتنتهز الفرصة للانتقام من هذا المجلس. عليهم أن يُجيبوا أمام الله – تعالى -. الإنسان يرى – إنني أرى وأطّلع على الفضاء الافتراضي وبعض الصحافة ووسائل الإعلام – أنهم يريدون الانتقام من «مجلس صيانة الدستور». فلهذا المجلس أعداء، ولديه أعداء جادون، وهذه فرصة للانتقام الآن. لن يغفر الله – تعالى – لهؤلاء الناس.
الكفاءة والقدرة على حلّ المشكلات معيارُ النّاس للتّصويت
في موضوع المشاركة التي يقلق بعضهم من أنها ستنخفض… في اعتقادي، وفي ما يخصّ مشاركة الناس – بغض النظر عن المجموعات الخاصّة، فمن الممكن أن مجموعة ما تريد الاسم أو الجناح أو العنوان الفلاني، فلا أقصدهم – لا يبحث عامة الناس عن هذا الاسم أو ذاك. يسعى عامة الناس إلى معرفة من لديه إدارة، أي قدرة العمل أو قوة الإرادة، والكفاءة التي يمكن أن تحلّ مشكلات البلد. إنهم يبحثون عن ذلك. ليس مهمّاً لعامّة الناس تحت أيّ أسم وتحت أي عنوان ومن أي جناح يدخل الشخص إلى الميدان. قد يكون [الأمر كذلك] لمجموعات خاصّة لكنه ليس كذلك لدى العامّة. إذا استطاع المرشحون الموجودون اليوم في الميدان أن يبيّنوا ويظهروا للناس أن لديهم هذه الكفاءة، سيذهب الناس إلى صناديق الاقتراع، إن شاء الله، وسيكون هناك إقبال كبير بتوفيق إلهي. المهمّ أنْ يتمكّن المرشحون من إقناع الناس، وأن يوصلوا الناس إلى هذه النتيجة: هذا الرجل أو هؤلاء مديرون ومدبّرون وصادقون، ولديهم القدرة على إدارة البلاد. يجب أن يكون صدق الأشخاص معروفاً، وأن يكونوا من الذين يعرفون آلام المجتمع.
الاقتصاد والبطالة والمعيشة هي القضايا الرّئيسيّة للشّعب
لقد سمعت أنه قيل للمرشحين أنْ يتحدّثوا في مناظراتهم وحواراتهم حول الفضاء المجازي أو السياسة الخارجية. كلّا! المشكلة الرئيسية للشعب ليست الفضاء المجازي والسياسة الخارجية والتواصل مع هذه الحكومة وتلك. المشكلة الرئيسية لهم هي أشياء أخرى. المشكلة الرئيسية للناس هي بطالة الشباب، والمشكلة الرئيسية للشعب هي معيشة الطبقات الضعيفة في المجتمع، والمشكلة الرئيسية للشعب هي مافيا الاستيراد التي تقطع ظهر الإنتاج المحلي، والمشكلة الرئيسية له هي السياسات غير الصائبة التي تحبط الشاب المبدعين القادرين على فعل شيء. نسمع [هؤلاء]. لديّ تقارير عدة تفيد بأن فرداً أو مجموعة يدخلون بدافعية ويبدؤون عملاً مهماً، وينتجون شيئاً ما، ثم بدلاً من تشجيع هذا الإنتاج وشراء المنتج، نرى أن باب الاستيراد قد فُتح فجأة، وجرى استيراد مشابه لهذا المنتج! إنهم يجعلونهم بائسين. إنهم يجعلون المزارع بائساً. لقد لفتُّ انتباه المسؤولين الكرام هذه الأيام. [مثلاً هناك] مزارع يعمل في زراعة البصل أو البطاطا بجد، ثم بعض الأشخاص والسياسات تقعده على التراب الأسود! يأخذ السمسار جنىَ تعبه ولا يصله شيء. هذه هي المشكلات الرئيسية للشعب. شخص ما يجب أن يأتي ويواجهها. ستكون الدولة مزدهرة بالمعنى الواقعي للكلمة إذا ما كان مسؤول السلطة التنفيذية هو الشخص الذي يمكنه حل هذه المشكلات. بالطبع القضايا الثقافية والسياسية مهمة أيضاً وفي مكانها وتجب معالجتها، [لكن] الآن القضية الآنية والرئيسية في البلاد هي الاقتصاد، فيجب متابعتها بجديّة، وعلى المرشحين المحترمين معالجة هذه القضية، والتحدث مع الناس وإقناعهم. يعرف الناس ما الذي سيحدث.
دعايات الأعداء المختلفة لضرب الانتخابات في مراحل مختلفة
طبعاً الأعداء ضد انتخاباتنا، منذ البداية، [طوال] سنوات عدة. حسناً، الوضع في زمن الإمام [الخميني] (رض)، أي في الثمانينيات [مختلف]. كان تركيب الحكومة – الرئاسة ورئاسة الوزراء – على نحو لا يُظهر هذه القضايا كثيراً آنذاك، لكن بعد تعديل القانون وتحوّل رئيس الجمهورية إلى رئيسٍ للوزراء ورئيس تنفيذي صارت الحال دائماً حتى يومنا أن دعاية العدو قبل الانتخابات تدفع نحو إحباط الناس عن المشاركة، وأن الانتخابات قد يجري الغش فيها والتلاعب بها وما إلى ذلك. ينشرون الدعاية حتى لا يشارك الناس، وبعد مشاركتهم وإجراء انتخابات حماسيّة، يقولون إنه من الواضح أنها انتخابات مُهندسة، ومن الواضح مَن سيخرج من صناديق الاقتراع. كانت هذه هي الحال دائماً لا اليوم فقط. كانوا يقولون دائماً الأشياء نفسها لأناس مختلفين. وبعد انتخاب شخص ما، ذلك الشخص الذي كانوا يخمّنونه أو غيره، سيقولون: ما الفائدة، لا يملك سلطة، رئيس للجمهورية ليس لديه سلطة. هذه سياسة الدعاية للعدو على مرّ السنين، وهي كذلك اليوم. اليوم أيضاً يسعون إلى تقليل المشاركة بين الناس إذا ما استطاعوا. وإذا شارك الناس، يقولون إن مشاركتكم لا جدوى منها، فمن الواضح، مثلاً، من الذي سيتم انتخابه [من البداية]. بعد هذا أيضاً، حين يخرج شخص ما من صناديق الاقتراع – أيّ شخص كان – سواء الذي كانوا يخمّنونه أو غيره، سيقولون: حسناً ما الفائدة. هذا ما يسعى إليه العدو، وللأسف، أرى في الداخل [تكراراً لتلك الكلمات]. أنا أعرف الأشخاص. 42 عاماً وأنا أتعامل مع هؤلاء الذين هم اليوم على الألسن. لقد عملت معهم، وأعرف الأشخاص، وأرى أن بعضهم يتّبعون كلام العدو. ينشرون الكلمات نفسها – وفق تعبيرهم – على شكل نظرية في وسائل الإعلام والوسائط الافتراضية وغير الافتراضية.
حسناً، من واجبنا أن نرى ما يريده الله – تعالى – منّا، وما يرضي الله، وأن نتبعه. على الجميع أن يتبعوه، وهم يتبعونه، إن شاء الله. المسؤولون يؤدون واجبهم الديني، ويبحثون عن إجابة لله – تعالى – ولا يرغبون في بيع دينهم ورضا الله أو أن يضعوهما جانباً لطلب هذا وذاك. في النهاية، نسأل الله أن نستطيع جميعاً أن نؤدي ما هو واجبنا.
أتوجّه ببعض التوصيات… لديّ توصيات للمرشحين للانتخابات، ولديّ توصيات لأنصارهم أيضاً، وأتوجّه بكلمة إلى شعبنا العزيز.
بعض التوصيات للمرشّحين
1) تجنّب اتّهام الآخرين
أما [توصية] المرشحين: لا تستخدموا الانتخابات كساحة لصراع السلطة. لا تنظروا إلى ما هو شائع في أمريكا وبعض الدول الأوروبية حيث أدت التصرفات المهينة إلى إراقة ماء وجههم. في الماضي أيضاً، في المناظرات التلفزيونية وغيرها، كلّما استخدم المرشّحون مثل هذا الأسلوب المهين وأُطلقت التهم وخوّف الطرفُ المقابل الناسَ من الشخص المنافس، تضرّرت البلاد على نحو ما. في الماضي، كان الأمر كذلك أيضاً. لا ينبغي أن يكون الوضع أننا نخيف الناس من المنافس وأنه إن جاء، فسيحدث هذا وذاك. ميدان الانتخابات ميدان سباق في الخدمة. القرآن يأمرنا: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (المائدة، 48)؛ تسابقوا وتنافسوا على عمل الخير. يجب أن تنظروا إلى الانتخابات من هذا المنظور. [لا أن يكون هناك] كراهية واتهامات كذا وكذا.
2) تجنّب الشّعارات غير الواقعيّة
لا ترفعوا شعارات غير واقعية. من الممكن أحياناً أن يرى الناس الشعارات غير الواقعية خداعاً. يجب رفع الشعارات والوعود وفق إمكانات البلد وواقعه. ينبغي العمل على هذا النحو.
3) مراعاة الاعتبارات الأخلاقيّة
لا بدّ من مراعاة الاعتبارات الأخلاقية بجديّة. وهذا يعني، حقّاً، أنه إذا التزم المرشّحون في انتخاباتنا الأخلاق الإسلامية في مناظراتهم، وفي المقابلات والأسئلة التي تُجرى معهم، وفي إجاباتهم، سوف يتسرب هذا إلى المجتمع، فيتعلم الأفراد الاعتبارات الأخلاقية ويلاحظونها. سيكون هذا مثالاً لهم.
4) تجنّب كسر الضّوابط
… وألا تكسروا الضوابط. بعض الناس، من أجل أن يُنظر إليهم أكثر، وأن يُسمعوا أكثر، يكون حلهم كسر الضوابط، وكسر الخطوط الحُمر للنظام، كما يقولون. لا! نظام الجمهورية الإسلامية مستقر وراسخ. إنه نظام ثابت، والخطوط الرئيسية له واضحة. هذا لا يرتبط بهذا العبد الفقير وأمثالي؛ هذا فعل الله. إنه يعتمد على أفراد الشعب. بالاعتماد على هذا الاستقرار، تمكنت الجمهورية الإسلامية من مقاومة كل هذا العداء خلال هذه السنوات. لا ينبغي أن يكون الأمر على نحو يسعون فيه بكسرهم هذه الحدود والثغور المهمة لنظام الجمهورية الإسلامية كي يهيّئوا لأنفسهم موقعية ما، لا تحدث أصلاً ولا تتوفر أيضاً. فليجعلوا نياتهم إلهية.
توصية لمؤيّدي المرشّحين:
احذروا من الصّدام مع مؤيّدي المرشّحين الآخرين
أما توصيتي لمؤيّدي المرشّحين: إذا جعل أنصار المرشّحين نياتهم إلهية في تأييد أي مرشح يختارونه، سيبارك الله – تعالى – عملهم. الآن إما أن ينجح من يريدونه ويفوز، وإما إن لم يحدث ذلك، فإن الله – تعالى – راضٍ عنهم، وسيكون هذا عملاً مباركاً لهم. أحياناً يخلق المؤيدون صراعات لا يعرفها المرشحون أنفسهم أساساً. أي في بعض الأحيان، بتعبير ما، يكون الوعاء أكثر سخونة من الحساء! أتمنّى على المؤيّدين الموقّرين للمرشّحين توخي الحذر في هذا الصدد.
خطة المخالفين أيضاً – ندركها نوعاً ما – هي جعل الجماهير يقتتلون بين بعضهم بعضاً. مؤيد هذا المرشح ضد مؤيد ذاك، وهذا يشتم ذاك، وذاك يشتمه. هم يستخدمون الفضاء المجازي على هذا النحو. أي ينشرون في الفضاء المجازي كلاماً لشخص من هذه الحملة ضدّ شخص في تلك الحملة، وينشرون كذباً مِن على لسانه كلاماً ضد ذاك، ويجعلونهم يقتتلون. هذا هو البرنامج. التفتوا! دوافع الأعداء للتشويش والإخلال عميقة جداً وهم يتابعون هذه القضية.
حسناً، في الفضاء المجازي، هناك أشياء بارزة لا تعكس بالضرورة إرادة الناس. ليس الأمر أنّ ما يبرز في الفضاء المجازي يعكس بالتأكيد إرادة الناس. لا، في بعض الأحيان يضخّمون أمراً ما، ويكبّرونه. ليكن الجميع ملتزمين في ما بينهم وبين الله، ومهما كانت نتيجة الانتخابات، عليهم أن يقبلوها بنجابة ويسلّموا بها. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو: إنْ كانت الانتخابات في مصلحتنا، فسنقول إننا نقبلها، أي نقبل مبدأ الجمهورية ما دامت تصبّ في مصلحتنا، وإنْ انتهى الأمر إلى شخص آخر، فإننا لا نقبل مبدأ الجمهورية. هذا – للأسف – اختبار مرير بقي في تاريخ انتخاباتنا عام 2009.
توصية للنّاس للمشاركة في الانتخابات
أما توصيتي لعموم الناس، فأقول لشعبنا العزيز: يا شعب إيران العزيز، تجري الانتخابات في يوم واحد، لكن أثرها يستمر سنوات. شاركوا في الانتخابات، واعتبروها تخصّكم – هي تخصّكم فعلاً – واطلبوا من الله العون والهداية، وأن يهديكم إلى الحق وإلى ما هو صحيح، واذهبوا إلى صناديق الاقتراع وصوّتوا لمن يستحق ذلك. لا تلتفتوا إلى كلام من يروج – سواء من الداخل أو الخارج – «لا فائدة منه»، «لن نذهب إلى صناديق الاقتراع»، «لا تذهبوا»… هؤلاء قلوبهم غير محترقة على الناس. حتى إن ذكروا اسم الناس، فهذا حديث فارغ. هم يكذبون، وقلوبهم غير محترقة عليكم. الشخص الذي يهمّه أمر الناس لا يصدّهم عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
الأهميّة لانتخابات المجالس وأثرها في الحياة المدنيّة والرّيفيّة
النقطة الأخيرة هي ألاّ تنسوا انتخابات المجالس؛ انتخابات المجالس مهمة جدّاً. الآن الجميع مشغولون في الانتخابات الرئاسية، [لكنّ] انتخابات المجالس لها أثر كبير في إدارة المدينة والقرية وحياة المدينة والقرية [وينبغي] ألا ننساها، إن شاء الله.
نسأل الله – تعالى – أن يهدي الناس ويهدينا جميعاً حتى نؤدي واجبنا، إن شاء الله. بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم خطاب مؤثر ويمكنهم التأثير في الناس، من واجبهم استخدام هذا التأثير لتعزيز الانتخابات… الجميع، فئات الناس المختلفة، كل من له خطاب مؤثر، عليه حتماً أن يستخدم هذا، إن شاء الله، لإرضاء الله – تعالى -.
إلهي، اجعل قلوبنا متوجّهة إليك، اجعل مُرادنا في ما ترضى، وفّقنا لكسب رضاك، اجعل الجمهوريّة الإسلامية أكثر عزّاً وفخراً يوماً بعد يوم، إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الهوامش
1- خطابه في لقاء مع نوّاب «مجلس الشورى الإسلامي» في 12/7/2020.
2- خطابه في لقاء مع مجموعة من القادة والمنتسبين إلى قوى الأمن الداخلي في 16/7/1997.
3- صحيفة الإمام الخميني، ج. 20، ص. 279 من النسخة الفارسية (صحيفه امام).