Search
Close this search box.

المضيف الرضوي‏

المضيف الرضوي‏

الكرم والبذل والسخاء وحسن الضيافة من سجايا أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) وإطعام الضيوف وأهل الفاقة – حبّاً للَّه ورعايةً لخلقه الذين هم عياله – ممّا عُرفوا به على الدوام.

وقد امتدحهم اللَّه تبارك وتعالى فيما امتدحهم به – وهم صفوته الأبرار – بإيثارهم المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم ثلاثة أيّام متوالية، فقال في سورة الدهر «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا».

وإطعام الزائرين ظاهرة مألوفة في المشاهد والمزارات المقدّسة لأهل البيت (‏عليهم السلام) منذ أمد بعيد، ومنها مزار الإمام الضامن الرؤوف السلطان أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (صلوات اللَّه عليه) وتدلّ الوثائق التاريخيّة أنّ أبنية مزاره القدسيّ كانت تضمّ فيما مضى من الأزمنة جناحاً خاصّاً بالإطعام يقال له: دار الضيافة، أو المَضيف.

وفي الحرم الرضويّ اليوم مضيف واسع حديث البناء موضعه في مأمن الحرّ العامليّ، يتألّف من ثلاثة طوابق ومجهّز بعُدّة ممتازة، ليقدّم خدماته في استضافة الزائرين. وأُلحِق به مسلخ لذباحة الأغنام تشرف عليه دائرة الصحّة. ويعتمد تمويل المضيف وتأمين نفقاته على تطوّع الزائرين ونذورهم بالدرجة الأولى، وعلى موارد الأوقاف الخاصّة بالإطعام بالدرجة الثانية.

وأبواب المضيف الرضويّ مفتوحة ظهراً وليلاً على مدار السنة، لتستقبل يوميّاً (٤) آلاف ضيف من شتـّى أصناف الناس، وفيهم من موظّفي العتبة المقدّسة وخَدَمتها.

وبعد تناول الزوّار الطعام الشهيّ المري‏ء عادةً ما يحمل بعضهم شيئاً من الزاد إلى أهليهم إذا رجعوا إليهم؛ التماساً للتبرّك وطلباً للاستشفاء بهذا الطعام المقدَّم باسم الإمام الرضا (عليه السلام).

وقد أعدّت إدارة المضيف أكياساً صغيرة فيها شي‏ء من الرز والملح لتوزيعها على الزائرين – لا سيّما الوافدين من بلدان أخرى – ليأخذوها معهم للغاية نفسها.

ويوزّع المضيف بطاقات الدعوة لتناول الطعام عن طريق زيارات منظّمة يقوم بها عدد من العاملين فيه للفنادق ونُزُل الزائرين وفي النيّة توسعة المضيف ليستوعب ثلاثة أضعاف الزوّار الذين يستقبلهم في الوقت الحاضر.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل