في الإمام عـلي /
1 – نهج البلاغة : قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيّكم حتى اختلفتم فيه !
فقال ( عليه السلام ) له : إنّما اختلفنا عنه لا فيه ( 1 ) ، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيّكم : ( اجْعَل لَّنَآ إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) ( 2 ) ! ( 3 )
2 – نهج البلاغة : سئل ( عليه السلام ) : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ؟ !
فقال ( عليه السلام ) : كما يرزقهم على كثرتهم .
فقيل : كيف يحاسبهم ولا يرونه ؟
فقال ( عليه السلام ) : كما يرزقهم ولا يرونه ( 4 ) .
3 – الأمالي للسيّد المرتضى : قال له ( عليه السلام ) ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين السماء والأرض ؟
قال : دعوة مستجابة ( 5 ) .
4 – نهج البلاغة : سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ، فقال ( عليه السلام ) : مسيرة يوم للشمس ( 6 ) .
5 – الغارات عن أبي عمرو الكندي – في ذكر أسئلة ابن الكوّاء منه ( عليه السلام ) – :
قال [ ابن الكوّاء ] : فكم بين السماء والأرض ؟
قال : مدّ البصر ، ودعوة بذكر الله فيُسمع . لا نقول غير ذلك ؛ فاسمع ، لا أقول غير ذلك ( 7 ) .
6 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – حين قال له ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين موضع قدمك إلى عرش ربّك ؟ قال – : ثكلتك اُمّك يا بن الكوّاء ! سل متعلّماً ولا تسأل متعنّتاً ؛ مِن موضع قدمي إلى عرش ربّي أن يقول قائل مخلصاً : لا إله إلاّ الله ( 8 ) .
7 – عنه ( عليه السلام ) – في جواب سائل – : أمّا الابن الذي أكبرُ من أبيه وله ابن أكبر منه فهو عزير ؛ بعثه الله وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشر سنين ( 9 ) .
8 – خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : قال كعب الأحبار : . . . أخبرني يا أبا الحسن عمّن لا أب له ، وعمّن لا عشيرة له ، وعمّن لا قبلة له ؟
قال : أمّا من لا أب له فعيسى ( عليه السلام ) ، وأمّا [ من ] ( 10 ) لا عشيرة له فآدم ( عليه السلام ) ، وأما من لا قبلة له فهو البيت الحرام ؛ هو قبلة ولا قبلة لها .
هات يا كعب .
فقال : أخبرني يا أبا الحسن عن ثلاثة أشياء لم ترتكض في رحم ولم تخرج من بدن ؟
فقال ( عليه السلام ) : هي عصا موسى ( عليه السلام ) ، وناقة ثمود ، وكبش إبراهيم .
ثمّ قال : هات يا كعب .
فقال : يا أبا الحسن ، بقيت خصلة ؛ فإن أنت أخبرتني بها فأنت أنت ! قال : هلمّها يا كعب .
قال : قبرٌ سار بصاحبه ؟
قال : ذلك يونس بن متّى إذ سجنه الله في بطن الحوت ( 11 ) .
9 – تذكرة الخواصّ عن ابن المسيّب : كتب ملك الروم إلى عمر : . . . أمّا بعد ؛ فإنّي مُسائلك عن مسائل ، فأخبرني عنها : ما شيء لم يخلقه الله ؟ وما شيء لا يعلمه الله ؟ و . . . فقرأ عليٌ ( عليه السلام ) الكتاب ، وكتب في الحال خلفه : بسم الله الرحمن الرحيم ، . . . أمّا الذي لا يعلمه الله فقولكم : له ولد وصاحبة وشريك ؛ ( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَد وَمَا كَانَ مَعَهُ ومِنْ إِلَه ) ( 12 ) ؛ ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) ( 13 ) .
وأمّا الذي ليس عند الله : فالظلم ؛ ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّم لِّلْعَبِيدِ ) ( 14 ) .
وأمّا الذي كلّه فم : فالنار تأكل ما يُلقى فيها .
وأمّا الذي كلّه رجل : فالماء .
وأمّا الذي كلّه عين : فالشمس .
وأمّا الذي كلّه جناح : فالريح .
وأمّا الذي لا عشيرة له : فآدم ( عليه السلام ) .
وأمّا الذين لم يحمل بهم رحم : فعصا موسى ، وكبش إبراهيم ، وآدم ، وحوّاء .
وأمّا الذي يتنفّس من غير روح : فالصبح ؛ لقوله تعالى : ( وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) ( 15 ) . . . .
وأمّا الظاعِن ( 16 ) : فطور سيناء ( 17 ) ؛ لمّا عصت بنو إسرائيل ، وكان بينه وبين الأرض المقدّسة أيّام ، فقلع الله منه قطعة وجعل لها جناحين من نور ، فنَتَقَه ( 18 ) عليهم ؛ فذلك قوله : ( وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُو ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ ووَاقِعُ م بِهِمْ ) ( 19 ) ، وقال لبني إسرائيل : إن لم تؤمنوا وإلاّ أوقعته عليكم ، فلمّا تابوا ردّه إلى مكانه .
وأمّا المكان الذي لم تطلع عليه الشمس إلاّ مرّة واحدة : فأرض البحر لمّا فلقه الله لموسى ( عليه السلام ) ، وقام الماء أمثال الجبال ، ويبست الأرض بطلوع الشمس عليها ، ثمّ عاد ماء البحر إلى مكانه .
وأمّا الشجرة التي يسير الراكب في ظلّها مائة عام : فشجرة طوبى ؛ وهي سدرة المنتهى في السماء السابعة ، إليها ينتهي أعمال بني آدم ، وهي من أشجار الجنّة ، ليس في الجنّة قصر ولا بيت إلاّ وفيه غصن من أغصانها . ومثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد وضوؤها في كلّ مكان .
وأمّا الشجرة التي نبتت من غير ماء : فشجرة يونس ، وكان ذلك معجزة له ؛ لقوله تعالى : ( وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِين ) ( 20 ) .
وأمّا غذاء أهل الجنّة : فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن اُمّه ؛ فإنّه يغتذي من سرّتها ولا يبول ولا يتغوّط .
وأمّا الألوان في القصعة الواحدة : فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان .
وأمّا الجارية التي تخرج من التفّاحة : فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفّاحة ولا تتغيّر .
وأمّا الجارية التي تكون بين اثنين : فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن مثلي ولكافر مثلك ، وهي لي في الآخرة دونك ؛ لأنّها في الجنّة وأنت لا تدخلها !
وأمّا مفاتيح الجنّة : فلا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله .
قال ابن المسيّب : فلمّا قرأ قيصر الكتاب قال : ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة ! ( 21 )
10 – بحار الأنوار : قضى [ عليّ ( عليه السلام ) ] بالبصرة لقوم حدّادين اشتروا باب حديد من قوم ، فقال أصحاب الباب : كذا وكذا منّاً ، فصدّقوهم وابتاعوه ، فلمّا حملوا الباب على أعناقهم قالوا للمشتري : ما فيه ما ذكروه من الوزن ، فسألوهم الحطيطة فأبوا ، فارتجعوا عليهم ، فصاروا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : أدلّكم ؛ احملوه إلى الماء . فحُمل فطُرح في زورق صغير وعُلّم على الموضع الذي بلغه الماء . ثمّ قال : أرجِعوا مكانه تمراً موزوناً . فما زالوا يطرحون شيئاً بعد شيء موزوناً حتى بلغ الغاية . قال : كم طرحتم ؟ قالوا : كذا وكذا منّاً ورطلا . قال ( عليه السلام ) : وزنه هذا ( 22 ) .
11 – الفضائل : روي أنّ امرأة تركت طفلاً ابن ستّة أشهر على سطح ، فمشى الصبيّ يحبو حتى خرج من السطح وجلس على رأس الميزاب ، فجاءت اُمّه على السطح فما قدرت عليه ، فجاؤوا بسلّم ووضعوه على الجدار فما قدروا على الطفل ؛ من أجل طول الميزاب وبعده عن السطح ، والأُمّ تصيح وأهل الصبيّ كلّهم يبكون ، وكان في أيّام عمر بن الخطّاب ، فجاؤوا إليه فحضر مع القوم فتحيّروا فيه ، وقالوا : ما لهذا إلاّ عليّ بن أبي طالب ! فحضر عليّ ( عليه السلام ) ، فصاحت اُمّ الصبيّ في وجهه ، فنظر أمير المؤمنين إلى الصبيّ ، فتكلّم الصبيّ بكلام لا يعرفه أحد ، فقال ( عليه السلام ) : أحضِروا هاهنا طفلاً مثله ، فأحضروه ، فنظر بعضهما إلى بعض وتكلّم الطفلان بكلام الأطفال ، فخرج الطفل من الميزاب إلى السطح ، فوقع فرح في المدينة لم يُرَ مثله ( 23 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أي في أخبار وردت عنه ، لا في صدق نبوّته .
( 2 ) الأعراف : 138 .
( 3 ) نهج البلاغة : الحكمة 317 ، الأمالي للسيّد المرتضى : 1 / 198 وراجع جواهر المطالب : 1 / 259 .
( 4 ) نهج البلاغة : الحكمة 300 ، الأمالي للسيّد المرتضى : 1 / 103 ، روضة الواعظين : 41 ، بحار الأنوار : 7 / 271 / 37 .
( 5 ) الأمالي للسيّد المرتضى : 1 / 198 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 383 ، بحار الأنوار : 10 / 84 / 5 .
( 6 ) نهج البلاغة : الحكمة 294 ، الغارات : 1 / 180 ، بحار الأنوار : 58 / 166 / 25 .
( 7 ) الغارات : 1 / 180 ، بحار الأنوار : 58 / 93 / 13 ، نهج السعادة : 2 / 632 / 342 ؛ كنز العمّال : 13 / 161 / 36492 نقلا عن ابن منيع عن زاذان وفيهما ” قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك ” .
( 8 ) الاحتجاج : 1 / 614 / 139 ، بحار الأنوار : 10 / 122 / 2 .
( 9 ) المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 385 ، الصراط المستقيم : 2 / 19 نحوه ، بحار الأنوار : 10 / 88 / 7 وراجع تفسير العيّاشي : 1 / 141 / 468 .
( 10 ) إضافة يقتضيها السياق .
( 11 ) خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) : 89 وراجع الخصال : 456 / 1 وبحار الأنوار : 10 / 3 / 1 .
( 12 ) المؤمنون : 91 .
( 13 ) الإخلاص : 3 .
( 14 ) فصّلت : 46 .
( 15 ) التكوير : 18 .
( 16 ) اسم فاعل من ظَعَن يظْعَن : أي ذَهَب وسارَ ( انظر لسان العرب : 13 / 270 ) .
( 17 ) طُور سَيْناء : سينا – بفتح السين أو كسرها – اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال : طُور سَيْناء ، الجبل الذي كلّم الله تعالى عليه موسى بن عمران ( عليه السلام ) ( معجم البلدان : 3 / 300 ) .
( 18 ) النَّتْق : أن تَقْلَع الشيءَ فتَرفَعه من مكانه لِتَرمي به ( النهاية : 5 / 13 ) .
( 19 ) الأعراف : 171 .
( 20 ) الصافّات : 146 .
( 21 ) تذكرة الخواصّ : 145 ؛ الغدير : 6 / 248 عن ابن المسيّب .
( 22 ) بحار الأنوار : 40 / 286 / 45 نقلا عن كتاب صفوة الأخبار .
( 23 ) الفضائل لابن شاذان : 56 ، بحار الأنوار : 40 / 267 / 36 .
المصدر: موسوعة الإمام علي(ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري