Search
Close this search box.

بيعة الغدير في الشعر العربي (3) السيد الحميري

بيعة الغدير في الشعر العربي (3) السيد الحميري

احتل حديث الغدير موقعه المتميز في الشعر العربي منذ لحظة وقوع الحادثة إلى يومنا هذا، فلا تكاد تمر مناسبة إلّا وقد ذكر الغدير شعرياً بها.

فقد أكثر الشعراء في الحديث عن بيعة الغدير في شعرهم، حتى جمعهم العلامة الأميني في موسوعته الخالدة (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، وذكر فيه الشعراء بحسب القرون والأزمان، ونذكر هنا ما أرخه السيد الحميري لبيعة الغدير الخالدة في قصيدته التي تسمى بالمذهبة:

هلا وقفت على المكــان المعــشب **** بـــين الطـــويلع فاللوى مــن كبكب

ويقول فيها :

وبخــــم إذ قــــال الإلــــه بعــزمه : *** قم يــــا محــــمد في البرية فاخطب

وانصــــب أبا حــــسن لقـــومك إنه *** هــــاد وما بلغــــت إن لـــــم تنصب

فــــدعاه ثم دعــــاهم فــــأقـــامــــه *** لهـم فبــــين مصــــدق ومــــكــــذب

جعــــل الــــولاية بعــــده لمهـــــذب *** مــــا كــــان يجعــــلها لغــير مهذب

ولــــه مناقــــب لا تــــرام مـتى يرد *** ساع تــــناول بعــــضها بــــتـــذبذب

إنــــا نــــدين بحــــب آل محــــمــــد *** ديــــنا ومــــن يحــــبهم يستــــوجب

منــــا الــــمودة والـــولاء ومن يرد *** بــــدلا بــــآل محــــمد لا يحــــبــــب

ومــــتى يــــمت يرد الجحيم ولا يرد *** حـــوض الرسول وإن يرده يضرب

ضــــرب المحــــاذر أن تعــر ركابه *** بالســــوط سالــــفة البعـير الأجرب

وكأن قــــلبي حــــين يــــذكر أحمدا *** ووصي أحــــمد نيــط من ذي مخلب

بــــذرى القــــوادم من جناح مصعد *** في الجــــو أو بذرى جــناح مصوب

حتى يكــــاد مــــن النـــــزاع إليهما *** يفـــري الحجاب عن الضلوع القلب

هبــــة ومــــا يهــــب الإلــــه لعـبده *** يــــزدد ومهمــــا لا يهــــب لا يوهب

يمحــــو ويــــثبت مــــا يشاء وعنده *** عــــلم الكــــتاب وعـــلم ما لم يكتب

هذه القصيدة ذات 112 بيتا تسمى بالمذهبة شرحها السيد الشريف المرتضى علم الهدى وطبعت بمصر 1313 وقال في شرح قوله :

وانصب أبا حسن لقومك إنه **** هــاد وما بلغت إن لم تنصب

هذا اللفظ يعني (النصب) لا يليق إلا بالإمامة والخلافة دون المحبة والنصرة، وقوله :

جعــل الـولاية بعــده لمهــذب *** مــا كـــان يجعــــلها لغــير مهذب

( لمهذب) صريح في الإمامة، لأن الإمامة هي التي جعلت له بعده والمحبة والنصرة حاصلتان في الحال وغير مختصين بعد الوفاة .

وشرحها أيضا الحافظ النسابة المعروف بتاج العلى الحسيني المتوفى 610

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل