قال الله في كتابه الكريم “لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” ما معنى الآية الكريمة؟ وما هي أهم مراتب الشكر؟ هذا ما أجاب عليه مفسرو القرآن الكريم والذي سنشير إليه فيما يلي.
وفي إطار تنظیم مشروع 1455 الوطني للقرآن الکریم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، تم تفسیر الآیة السابعة من سورة “إبراهیم” المباركة “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”.
ویستفید القارئ من الآیة المواضیع التالیة:
أولاً: إنها الآیة الأکثر صراحة في وصف أهمیة الشکر وکفران النعم وجاءت بعد الآیة التي وصف الله فیها نعمة الحریة والحکم الإلهی بقیادة النبي موسی (ع) وهذا التوالي دلیل علی أن الحکومة الإسلامیة هي من أکبر النعم وأهمها وإن من یکفر بها ولا یشکر الله لها سیعذبه الله عذاباً شدیداً.
ثانیاً: إن للشکر مراتب:
المرتبة الأولی:
الشکر القلبي والباطني أي أن الإنسان یجب أن ینظر إلی النعم کلها خیر منزول من عند الله سبحانه وتعالی.
المرتبة الثانیة:
النطق بالشکر لساناً کـ قولنا “الحمدلله”.
المرتبة الثالثة:
الشکر الفعلي الذی یتم من خلال الوقوف لله تعبداً والإمتثال لتعالیم کتابه الکریم.
ثالثاً: إن سنة الله هي إن الشکر یضاعف النعم وهذا ما جاء في قوله تعالی “لإن شکرتم لأزیدنکم”.
رابعاً: إن إستهلاك النعم في غیر مرضاة الله یعدّ کفراناً بنعم الله وإن جزاءه عند الله سلب النعم إحیاناً وتحویلها إلی نقمة علی أهلها في البعض الآخر.
خامساً: روایة عن الإمام الصادق(ع) یقول فیها “شُكْرُ اَلنِّعْمَةِ اِجْتِنَابُ اَلْمَحَارِمِ” وأیضا هناك قول آخر عنه (ع) “أَدْنَى اَلشُّكْرِ رُؤْيَةُ اَلنِّعْمَةِ مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ يَتَعَلَّقُ اَلْقَلْبُ بِهَا دُونَ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاَلرِّضَا بِمَا أَعْطَى وَأَنْ لاَ تَعْصِيَهُ بِنِعْمَتِهِ وَتُخَالِفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ بِسَبَبِ نِعْمَتِهِ”.
سادساً: إن الشکر مهما کان فإنه قلیل لن یوفي النعمة ومن أنزلها حق.
وفي الحدیث یقال إن الله سبحانه وتعالی أمر النبي موسی (ع) بالشکر فاعتذر النبي موسی (ع) وقال لربه إنه لا یسعني أن أشکر نعمك لأن کل کلمة شکر هي بحاجة إلی شکر آخر فأجابه الله سبحانه وتعالی إن هذا الإعتراف منك یا موسی هو خیر شکر لأنك تقف علی الشکر فعلاً.
وتجدر الاشارة الى أن مشروع “1455” الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي ويقام هذا المشروع تحت شعار “القرآن والأمل والحیاة” وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.