يستنبط المفسرون نقاطا مهمة من آية الإحسان بالوالدين وهي الآية التي صنّف الله سبحانه وتعالى فيها الإحسان بالوالدين إلی جانب مبدأ التوحيد.
وفي إطار تنظیم مشروع 1455 الوطني للقرآن الکریم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، تم تسلیط الضوء علی الآیة 23 من سورة الإسراء المبارکة “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
وتشیر الآیة الکریمة إلی مواضیع مهمة كالتالي:
أولاً: إن أصل التوحید الذي یعدّ أساس الدین الإسلامي ذکر مرات عدیدة في القرآن الکریم إلی جانب برّ الوالدین وهذا إن دلّ علی شيء فإنه یدلّ علی أهمیة احترام الوالدین في الإسلام.
ثانیاً: إن الآیة تؤكد أهمیة البر بالوالدین في 5 مواقع وهي کالتالي:
ألف) استخدام مفردة “قضی” تدلّ علی الأمر المحتوم والمقضي.
ب) إن استخدام مفردة “الإحسان” مطلقاً یشتمل علی کل أنواع الإحسان والبر بالوالدین.
ج) استخدام لفظ الإحسان بصیغة غیر معلومة دلیل علی عظمة الإحسان المقصود في المفردة.
د) إن لفظ “الوالدین” جاء مطلقاً لیدل علی أن لافرق بین الوالدین المسلمین والکافرین.
ه) الآیة تدلل علی الترادف بین الإحسان بالوالدین والتوحید.
ثالثاً: یقول المفسرون إن لفظ “بالوالدین” یدلّ علی فرض خدمة الوالدین علی ید أبناءهم دون وساطة فإن استئجار خادم أو خادمة لهما لایعنی خدمة الوالدین والبر بهما.
رابعاً: تشیر الآیة إلی وقت یبلغ الوالدان فیه إلى الکبر وهذا هو التوقیت الذی یکون فیه أشد حاجة لتلقي الخدمة.
خامساً: تؤکد الآیة واجبات الأبناء وهي كالتالي:
ألف) أن لا یقال لهما أف.
ب) أن لا ننهرهما.
ج) أن نقول لهما قولا کریما.
د) أن ندعوا بهما إلی الله.
سادساً: سئل الإمام الکاظم (ع) عن أسلوب البر بالوالدین فقال (ع): “لاَ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَلاَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ يَجْلِسُ قَبْلَهُ وَلاَ يَسْتَسِبُّ لَهُ”.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع “1455” الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. ويقام هذا المشروع تحت شعار “القرآن والأمل والحیاة” وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.