من دون تطويل، وبلا مقدمات: دونك أربع مرويّات، بل حقائق ومسلّمات، ثبتت عند أهل السنة بطرق صحيحة، وألفاظ صريحة، في البكاء والعزاء، على الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام:
الحقيقة الأولى : [من قطرتْ عيناه في أهل البيت فله الجنة]!.
روى هذه الحقيقة أحمد ابن حنبل (المتوفى: 241 هـ) في فضائل الصحابة بإسناد صحيح، قال:
“حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ قَالَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِخَطِّ يَدِهِ : حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَقُولُ:
مَنْ دَمَعَتا عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً، أَوْ قَطَرَتْ عَيْنَاهُ فِينَا قَطْرَةً، أَثْوَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ “
توثيق الحقيقة الأولى:
فضائل الصحابة ج 2 ص 675 ح 1154 ، مؤسسة الرسالة – بيروت ، الطبعة: الأولى، 1403 – 1983 ، تحقيق : د. وصي الله محمد عباس .
الحقيقة الثانية: [النبي يضع التراب على رأسه ولحيته حزناً على الحسين].
روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين عن ” سلمى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ يَبْكِي وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا».
توثيق الحقيقة الثانية:
ثبّتَ هذه الحقيقة: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري (المتوفى: 405 هـ) في المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 20 حديث : 6764 الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: الأولى، 1411 هـ – 1990 م ، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.
الحقيقة الثالثة: [ نشيج رسول الله على سيد الشهداء ]
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَيْتِي قَالَ: ” لَا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ “.
فَانْتَظَرْتُ فَدَخَلَ الْحُسَيْنُ، فَسَمِعْتُ نَشِيجَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – يَبْكِي، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا حُسَيْنٌ فِي حِجْرِهِ وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَهُوَ يَبْكِي.
فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ حِينَ دَخَلَ، فَقَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – كَانَ مَعَنَا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَتُحِبُّهُ؟ قُلْتُ: أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَنَعَمْ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلَ هَذَا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: كَرْبَلَاءُ، فَتَنَاوَلَ جِبْرِيلُ مِنْ تُرْبَتِهَا “. فَأَرَاهَا النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
فَلَمَّا أُحِيطُ بِحُسَيْنٍ حِينَ قُتِلَ قَالَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الْأَرْضِ؟ قَالُوا: كَرْبَلَاءُ، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ; كَرْبٌ وَبَلَاءٌ»
توثيق الحقيقة الثالثة:
أخرج هذه الحقيقة، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807 هـ) في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 9 ص 189: حديث رقم: (15116) ، مكتبة القدسي- القاهرة ، سنة النشر: 1414 هـ، 1994 م ، تحقيق: حسام الدين القدسي ، وأعقبه الهيثمي بالقول : وَفِي رِوَايَةٍ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ; أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلَاءٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا ثِقَاتٌ.
الحقيقة الرابعة : [ آيات كونية وبكاء الأرض والسماء والجن]
وفيما يلي خمسة آثار صحيحة نقلها الهيثمي في مجمع الزوائد :
1ـ عن الزهري قال : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط .
2ـ وعنه أيضاً قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم .
3ـ عن أم حكيم قالت : قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياماً مثل العلقة.
4ـ وعن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي .
5ـ عن أم سلمة وميمونة أيضاً قالتا : سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي.
توثيق الحقيقة الأخيرة:
المصدر السابق: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ج 9 ص196 ، حديث رقم : 15159 وما بعده .
المصدر: العتبة الحسينية المقدسة