في السیرة الإمام الحسن المجتبى /
تاريخ الصلح
۲۶ ربيع الأوّل ۴۱ﻫ.
ظروف ما قبل الصلح
بعد استلام الإمام الحسن(عليه السلام) لمنصب الإمامة، كانت أنباء جيش الشام تذاع في الكوفة والبصرة وسائر البلاد، مع شيء من المبالغة، وكان الجميع يعلم أنّ حرباً وشيكة تنتظرهم.
وعندما حشّد معاوية جيشه الجرّار الذي انتهى عدده إلى ستّين ألفاً، وقاده هو بنفسه بعدما استخلف مكانه الضحّاك، كان على الإمام الحسن(عليه السلام) أن يحشّد قوّة الحقّ أيضاً لتقابل جولة الباطل.
بيد أنّه(عليه السلام) رأى أن يراسله قبل ذلك؛ إتماماً للحجّة وقطعاً للعذر، فأرسل إليه كتاباً، هذا بعضه: «وإنّما حملني إلى الكتابة إليك، الأعذار فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ في أمرك، ولك في ذلك إن فعلته الحظّ الجسيم، والصلاح للمسلمين، فدع التمادي في الباطل، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي، فإنّك تعلم أنِّي أحقُّ بهذا الأمر منك عند الله، وعند كلّ أوّاب حفيظ، ومَن له قلب منيب، واتّقِ الله ودع البغي، واحقن دماء المسلمين.
فوالله ما لك خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممّا أنت لاقيه به، وادخل في السلم والطاعة، ولا تُنازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منك، ليطفئ الله النائرة بذلك، ويجمع الكلمة، ويصلح ذات البين، وإن أنت أبيت إلّا التمادي في غيِّك، سرتُ إليك بالمسلمين فحاكمتك، حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين»(۱).
وبعدها تُبودلت الرسائل بين القيادتين، ومنها رسائل الإمام الحسن(عليه السلام) التي كانت تقوم على الحجّة الدامغة التي ملاكها النقد والتجربة. ورسائل معاوية التي تقوم على المراوغة، وإعطاء العهود والمواثيق على تقسيم بيت المال على حساب الوجاهات، والمراتب القبلية الزائفة.
بعد ذلك وردت الأنباء بخبر احتشاد الجيش الأُموي وابتدائه بالمسير إلى الكوفة.
وكان على الإمام(عليه السلام) أن يتصدّى لمقابلته، ولكنّ طريقة تعبئة الجند عند الإمام(عليه السلام) كانت تختلف كثيراً عن طريقة معاوية في ذلك، فمعاوية كان ينتقي ذوي الضمائر الميّتة، والقلوب السود، فيشتريها بأموال المسلمين.
وكان يستدعي بعض النصارى فيغريهم بالأموال الطائلة لمحاربة الإمام(عليه السلام)، وهم آنذاك لا يرون فصيلاً من ذلك؛ لأنّهم كانوا يرون في شخص الإمام(عليه السلام) المثال الكامل للإسلام، ذلك الدين الذي يبغضونه ويعادونه.
أمّا الإمام(عليه السلام)، فإنّه كان يلاحظ في الجند أشياء كثيرة، ولم يكن يعد الناس بالوعود الفارغة ثمّ يخلفها بعد أن يستتب له الأمر، ولم يكن يهب ولاية البلاد المختلفة بغير حساب لهذا أو ذاك.
ولا كان يحمل الناس على الحرب حملاً قاسياً وهم لها منكرون، ولم يكن يبيح للجند الفتك، وهتك الحرمات، وابتياع الأسرى.
وهو(عليه السلام) يعتبر عدوّه فئة باغية من المسلمين، يجب أن تُردع بأحسن طريقة ممكنة، ولكنّ معاوية وحزبه كانوا يرون مقابليهم عدّواً سياسياً يجب أن يُمزّق بأيّ أُسلوبٍ كان.
ولذلك كان جمع الجيش ميسّراً عند معاوية، وعلى عكس الأمر عند الإمام(عليه السلام)، حيث كان ذلك من الصعوبة بمكان.
جيش الإمام(عليه السلام)
لقد قسّم المؤرّخون جيش الإمام الحسن(عليه السلام) إلى الأقسام التالية:
الأوّل: الشيعة المخلصون الذين اتّبعوه(عليه السلام) لأداء واجبهم الديني وإنجاز مهمّتهم الإنسانية، وهم قلّة.
الثاني: الخوارج الذين كانوا يريدون محاربة معاوية والحسن(عليه السلام)، فالآن وقد سنحت الظروف فليحاربوا معاوية حتّى يأتي دور الحسن(عليه السلام).
الثالث: أصحاب الفتن والمطامع، الذين يبتغون من الحرب مَغنماً لدنياهم.
الرابع: شكّاكون لم يعرفوا حقيقة الأمر من هذه الحرب، فجاؤوا يلتمسون الحُجّة لأيٍّ تكون يكونون معه.
الخامس: أصحاب العصبية، الذين اتّبعوا رؤساء القبائل، على استفزازهم لهم على حساب القبيلة، والنوازع الشخصية.
هذه هي العناصر الأساسية للجيش، وهي طبعاً لا تفي لإنجاز المهمّة التي تكون من أجلها، حيث إنّ الحرب تريد الإيمان والوحدة والطاعة.
ثمّ بعث بأوّل سرية لتشكّل مقدّمة الجيش تحت إمرة عبيد الله بن العباس، الذي فُضّل لهذه المهمّة من جهاتٍ شتّى:
أوّلها: لأنّه كان الداعية الأوّل للحرب.
ثانيها: لأنّه كان ذا سُمعة طيّبة في الأوساط.
ثالثها: لأنّه كان موتوراً بولديه العزيزين الذين قتلهما جنود معاوية.
رابعها: كانت له قرابة مع الإمام(عليه السلام).
وزحف ابن العباس بالجيش إلى مسكنٍ على نهر دجلة، التقى بمعسكر معاوية، ينتظر تلاحق السريّات الأُخرى من الكوفة.
وفي الكوفة خليط من الناس مختلفون، فهناك من أنصار معاوية الذين أفسدتهم هدايا الحزب الأُموي ومواعيده.
وهناك بعض الخوارج القشريين، وهناك مَن يثبّط الناس عن الجهاد، وهناك أهل البصائر يُلهبون حماس الشعب ويحرّضونهم لقتال أهل البغي بشتّى أساليب الاستنهاض.
والإمام الحسن(عليه السلام) لا يزال يبعث الخطباء المفوّهين، والوجهاء البارزين إلى الأطراف، يدعوهم إلى نصرته، ولكنّ أهل الكوفة كانوا باردين كالثلج أمام هذه الدعوة لأنّ الحروب الطاحنة التي سبقت عهد الإمام(عليه السلام) – من الجمل إلى صفّين والنهروان – قد أنهكتهم.
وقد أعرب الإمام الحسن(عليه السلام) عن هذه العلّة التي تثبّط عزيمة أهل الكوفة عن الخروج معه، قائلاً: «وكنتم تتوجّهون معنا ودينُكم أَمام دنياكم، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أَمام دينكم، وكنّا لكم وكنتم لنا، وقد صرتم اليوم علينا، ثمّ أصبحتم تصدّون قتيلين، قتيلاً بصفّين تبكون عليهم، وقتيلاً بالنهروان تطلبون بثأرهم، فأمّا الباكي فخاذل، وأمّا الطالب فثائر»(۲).
الحرب النفسية
فعلت المكائد التي حاكها معاوية فعلها، حيث كان قد سخّر طائفةً غير قليلة من ذوي الأطماع، يدبّرون له مؤامراته، فيبثّون الشائعات عن قوّة جيش الشام وقلّة جند الكوفة وضعفه، وعدم القدرة على مقاومته.
وعملت الدنانير والدراهم عملها الخبيث، فإذا بالعدّة المعتمد عليها من قُوّاد جيش الإمام الحسن(عليه السلام) ينهارون أمام قوّة إعلام معاوية، أو قوّة إغرائه.
ورغم أنّ قيادة السرية من جيش الإمام(عليه السلام) كانت حكيمة تحت لواء عبيد الله بن العباس، فقد ذهبت ضحية مكر معاوية وتغرير القائد، وإليك القصّة:
أرسل الإمام الحسن(عليه السلام) ابن عمّه لملاقاة جيش معاوية وكتب إليه هذه الوصية: «يابن العم، إنّي باعث إليك اثني عشر ألفاً من فرسان العرب وقرّاء مضر، الرجل منهم يريد الكتيبة، فسر بهم، وأَلن لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وافرش لهم جناحك، وأَدنهم من مجالسك، فإنّهم بقيّة ثقات أمير المؤمنين.
وسر بهم على شطِّ الفرات، ثمّ امضِ حتّى تسير بمسكن، ثمّ امضِ حتّى تستقبل بهم معاوية، فإن أنت لقيته فاحبسه حتّى آتيك، فإنّي على أثرك وشيكاً، وليكن خبرك عندي كلّ يوم، وشاور هذين – يعني قيس بن سعد، وسعيد بن قيس -، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتّى يقاتلك، فإن فعل فقاتله، وإن أُصبت فقيس بن سعد، فإن أُصيب قيس بن سعد فسعيد بن قيس على الناس»(۳).
ثمّ سار بنفسه – بعد أيّام – في عددٍ هائل من الجيش، لعلّه كان ثلاثين ألفاً أو يزيدون، حتّى بلغ مظلم ساباط التي كانت قريبة من المدائن.
فعملت دسائس معاوية في مقدّمة جيش الإمام(عليه السلام)، فأُذيع بين الناس نبأ كان له أثر عميق في صفوف الجيش، وكان النبأ يقول: إنّ الحسن يكاتب معاوية على الصلح، فلم تقتلون أنفسكم؟
خيانة قادة الجيش
ثمّ أخذ معاوية يستميل قادة الجيش بالمال والوعود، فإذا هم يتسلّلون إليه في خفاء، ويكتب عبيد الله نبأ ذلك إلى الإمام(عليه السلام).
ولكنّ مؤامرته تلك لم تكن بذات أهمّية، إلى أن اشترى ضمير القائد الأعلى، فكتب إليه يقول: «إنّ الحسن قد راسلني في الصلح، وهو مسلّم الأمر إليَّ، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعاً، وإلّا دخلت وأنت تابع، ولك إن أجبتني الآن أعطيك ألف ألف درهم، يعجّل لك في هذا الوقت النصف، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر»(۴).
فانسلّ عبيد الله القائد العام دون أن يُخبر أحداً، فأصبح الجيش يبحث عن القائد ليُقيم بهم صلاة الصبح فلا يجده، فقام قيس يُصلّي بالناس الصبح، ثمّ لمّا انتهى خطب فيهم يهدّئ روع الناس، ويُطمئن قلوبهم، ويقول: إنّ هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيومٍ خيراً قط، إنّ أباه عمّ رسول الله خرج يقاتله ببدر، فأسّره كعب بن عمرو الأنصاري، فأُتي به رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأخذ فداءه، فقسّمه بين المسلمين.
وإنّ أخاه عبد الله ولّاه عليّ على البصرة، فسرق ماله ومال المسلمين، فاشترى به الجواري، وزعم أنّ ذلك له حلال، وإنّ هذا ولّاه عليّ على اليمن، فهرب من بسر بن أرطاة وترك ولده حتّى قُتلوا، وصنع الآن هذا الذي صنع.
فإذا بالجيش يصيح مؤيّداً: «الحمد لله الذي أخرجه من بيننا». إلّا أنّ هذا الجيش الذي هرب قائده إلى معسكر العدو، لم يكن في وضع يقاوم جيش معاوية، لذلك تفرّق أكثره ولم يبقَ منه إلّا ربع عدده، أي أربعة آلاف فقط، وهذا العدد الهائل الذي انتقص من اثني عشر ألفاً، بعث الخيبة في نفوس الجند في المقدّمة.
وبدأ بعضهم يتسلّلون إلى معاوية، وكتب بعضهم إليه أن لو شئت جئنا بالحسن إليك أسيراً، ولو شئت قتلناه.
وجاءت عطايا معاوية التي زادت على مئة ألف غالباً، ووعوده بتزويج بناته لهذا القائد أو ذاك.
وهكذا نستطيع أن نعرف مدى ضغط الظروف التي أجبرت الإمام(عليه السلام) على الصلح، من هذه الخطبة اللّاهبة التي ألقاها على مسامع المساومين بالضمائر، الذين كانوا يشكّلون الأغلبية الساحقة من جيشه(عليه السلام).
ويظهر من هذه الخطبة أنّهم كانوا متأثّرين بدعايات معاوية إلى حدٍّ بعيد، حيث كانوا يلحُّون على الإمام(عليه السلام) بالتنازل عن حقّه، ومبايعة معاوية، والإمام(عليه السلام) يأبى عليهم ذلك.
كما يظهر أنّه كان من الوجهاء مَن فكّر في اغتيال الإمام(عليه السلام)، كما اغتال صاحبه أباه(عليه السلام).
الإكراه على الصلح
أكرهت الظروف الصعبة الإمام الحسن(عليه السلام) على الصلح مع معاوية. فكتب إلى معاوية أو كتب إليه معاوية، على اختلاف بين المؤرّخين في شأن الصلح، ورضي الطرفان بذلك بعد أن اتّفقا على بنوده التي لم تكن ترجع إلى الإمام(عليه السلام) إلّا بالخير، وعلى الأُمّة إلّا بالصلاح.
ومن راجع كلمات الإمام الحسن(عليه السلام) التي قالها بعد الصلح لأصحابه بعد أن أنكروا عليه ذلك، يعرف مدى تأثّر قضيته بالظروف المعاكسة التي لم تزل ترفع إليهم بالفتنة إثر الفتنة.
فقد قال(عليه السلام) لأحدهم إذ ذاك: «لستُ مُذِلّ المؤمنين، ولكنّي مُعِزُّهم، ما أردتُ بمُصالحتي معاوية إلّا أن أدفع عنكم القتل، عندما رأيت من تتباطئ أصحابي عن الحرب، ونُكولهم عن القتال»(۵).
وقال(عليه السلام) لآخر في هذا الشأن – وقد كان من الخوارج الذين لم يكن بغضهم للحسن(عليه السلام) وشيعته بأقلّ من بغضهم لمعاوية وأصحابه -: «يا أهل العراق، إنّه سَخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إيّاي، وانتهابكم متاعي»(۶).
«ويحك أيّها الخارجي! إنّي رأيتُ أهل الكوفة قوماً لا يُوثق بهم، وما اغتُرّ بهم إلّا من ذُلّ، وليس أحدٌ منهم يوافق رأي الآخر، ولقد لقي أبي منهم أُموراً صعبة وشدائد مُرّة، وهي أسرع البلاد خراباً»(۷).
وثيقة الصلح
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن عليّ بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلِّم إليه ولاية أمر المسلمين على:
۱ـ أن يعمل فيهم بكتاب الله وسُنّة رسوله وسيرة الخلفاء الصالحين.
۲ـ وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحدٍ من بعده عهداً، بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين.
۳ـ وعلى أنّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامّهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.
۴ـ وعلى أنّ أصحاب عليّ وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم. وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله على أحدٍ من خلقه بالوفاء، وبما أعطى الله من نفسه.
۵ـ وعلى أن لا يبغي للحسن بن عليّ، ولا لأخيه الحسين، ولا لأحدٍ من أهل بيت رسول الله غائلةً سرّاً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أُفُقٍ من الآفاق، شهد عليه بذلك، وكفى بالله شهيداً»(۸).
والموثوق أنّ محلّ الصُلح كان مسكن ساباط؛ قريباً من موقع مدينة بغداد اليوم، حيث كان معسكر الإمام الحسن(عليه السلام).
فلمّا أن تمّ ذلك رجع الإمام(عليه السلام) بمن معه إلى الكوفة.
نقض العهد
بعد الصلح سار معاوية إلى النخيلة ـ موضع قرب الكوفة ـ وكان يوم جمعة، فصلّى الضحى عند ذلك وخطبهم فقال في خطبته: «إنّي والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، إنّكم لتفعلون ذلك، ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون، ألا وإنّي كنت منّيت الحسن وأعطيته أشياء، وجميعها تحت قدميّ لا أفي بشيءٍ منها له»(۹).
ثمّ اتّجه إلى الكوفة وأقام فيها عدّة أيّام، وأخذ البيعة له من أهلها كرهاً، ثمّ صعد المنبر وخطب فيهم، وذكر أمير المؤمنين والحسن(عليهما السلام) بسوء، وكان الحسن والحسين(عليه السلام) جالسين عند ذلك.
فأجابه(عليه السلام): «أيّها الذاكر عليّاً، أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأُمّي فاطمة وأُمّك هند، وجدّي رسول الله وجدّك حرب، وجدّتي خديجة وجدّتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكراً، وألأمنا حسباً، وشرّنا قدماً، وأقدمنا كفراً ونفاقاً»(۱۰).
————————————
1- شرح نهج البلاغة ۱۶ /۳۴٫
۲- بحار الأنوار ۴۴ /۲۱٫
۳- الغدير ۲ /۸۳٫
۴- مقاتل الطالبيين: ۴۲٫
۵- الأخبار الطوال: ۲۲۱٫
۶- الكامل في التاريخ ۳/ ۴۰۵٫
۷- أعيان الشيعة ۷ /۲۷۲٫
۸- بحار الأنوار ۴۴ /۶۵٫
۹- الإرشاد ۲ /۱۴٫
۱۰- المصدر السابق ۲/ ۱۵، شرح نهج البلاغة ۱۶/ ۴۷٫