عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنا أمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس، كما أمرنا بإقامة الفرائض”([1]).
“كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده”([2]).
وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يدع أحداً يمشي معه، إذا كان راكباً، حتى يحمله معه. فإن أبى قال: تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد”([3]).
عن الحسين بن زيد قال: قلت لجعفر بن محمّد عليه السلام: جعلت فداك هل كانت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مداعبة؟ فقال: وصفه اللَّه بخلق عظيم في المداعبة، وإنَّ الله بعث أنبياءه فكانت فيهم كزازة([4]). وبعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالرأفة والرحمة، وكان من رأفتها لأمته مداعبته لهم لكيلا يبلغ بأحد منهم التعظيم حتّى لا ينظر إليه. ثمَّ قال: حدَّثني أبي محمّد عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليه السلام قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ليسرّ الرَّجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة. وكان عليه السلام يقول: إنَّ اللَّه يبغض المعبس في وجه إخوانه”([5]).
مع الفقراء:
عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام قال: “إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يسأله أحد من الدُّنيا شيئاً إلاّ أعطاه. فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال: ليس عندنا شيء، فقل: أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرمى به وفي نسخة أخرى فأعطاه فأدّبه اللَّه على القصد فقال: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُورا﴾“([6]).
قضاء الحوائج
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: “وما سئل شيئاً قط، فقال: لا. وما ردَّ سائل حاجة قطّ، إلاّ أتى بها، أو بميسور من القول”([7]).
هذا رسول الله، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) آمالي الطوسي: ص493.
([2]) المكارم: ص19.
([3]) أي انقباض.
([4]) المكارم: ص22، ح34.
([5]) رسائل الشهيد الثاني، ص 326.
([6]) الاسراء: 29.
([7]) مكارم الأخلاق، صفحة 22.