من الأمور التي تؤدي الى فشل البنوة إهمال الأبناء الدعاء للوالدين حيين كانا أم ميتين، لأنه من حسن العهد بهم، وهو أقل واجب يؤديه الإنسان تجاه والديه.
وعليه ينبغي للأبناء المواظبة على الدعاء للوالدين وذلك لعظيم حقهما عليهم،وهو أقل الشكر تجاه من هم أصل الوجود، بل وأصل كل خير ونعمة حصلوا عليها، حتى العبادات التي يلتزم بها الأولاد ما كانت لو لا الآباء والأمهات.
ويستطيع الإنسان أن يختار أي نوع من الدعاء لوالديه، والأفضل الالتزام بما جاء في القرآن الكريم: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارً﴾[نوح: 28].
وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾[إبراهيم: 41].
أو بما روي عن أهل البيت (عليهم السلام) نحو: “اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا واجزهما عني خيرا، اللهم اجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا، اللهم أدخلهما الجنة برحمتك وحرم وجوههما عن عذابك وبرد عليهما مضاجعهما وافسح لهما في قبريهما وعرفنيهما في مستقر من رحمتك وجوار حبيبك محمد صلى الله عليه واله”1
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم اجعلني اهابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما بر الأم الرؤف، واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقر لعيني من رقدة الوسنان…
اللهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، وفي آن من آناء ليلي، وفي كل ساعة من ساعات نهاري، اللهم صلى على محمد واله، واغفر لي بدعائي لهما، واغفر لهما ببرهما بي مغفرة حتما، وارض عنهم بشفاعتي لهما رضى عزما، وابلغهما بالكرامة مواطن السلامة2.
* المؤلف: الشيخ ياسين عيسى، الكتاب أو المصدر: التربية الفاشلة وطرق علاجها، الصفحة: 238-239
1ـ كامل الزيارات: 245 باب 79 ذيل ح17.
2ـ الصحفة السجادية الكاملة: 129.