في الشباب والناشئین
هناك أزمات يواجهها الشباب في بلادنا المسلمة ، منها :
۱ ـ أزمة حياتية :
تتمثل في الأمل الذي لا يتحقق ، فرص متدنية وتطلعات عالية ، ( مكانة ، ومكان منزل ، وإشباع جنسي ، الاستقرار في العمل ، وكلها لا تحصل ) . ويزداد الأمر سوءا بفعل الاغراء الاستهلاكي وتراجع الجهد الطويل النفس لصالح الاحساس بالاشباع الآني للحاجات .. يرافق هذا التصعيد الشهواني بما تبثه الفضائيات مع عدم القدرة على الاشباع ، فيتفاقم الشعور بالحرمان والاكتئاب ، بل يراكم الغيظ في صورة أخرى فيتفجر في أول مناسبة ( يتعجب البعض من فورات شبابية عنيفة ، في مصر عندما خرجوا لنزع ثياب فتيات .. وفي الخبر عندما دمروا بعض المحلات والدكاكين .. السرقات ) أو يتفجر في صورة نقمة على المجتمع وحركات متطرفة ، مسلحة . ترفض المجتمع وأنظمته بالسلاح .
وقد ينتج هذا الهروب إلى العالم الافتراضي ، دردشات ، كمبيوتر ، وهو اشباع افتراضي لما يعانوه من حرمان واقعي ، ( بعض الحالات حتى مع وجود الاشباع الجنسي كلام المرأة في الرسالة عن زوجها ) . أو الخيار الثالث الذي ينتهي إلى المخدرات ..
۲ ـ الأزمة السياسية:
التي تتمثل في الحرمان من المشاركة في صناعة المصير … والتهميش عن قضايا الأمة : كلام عن اليوم العالمي للشباب ( الأمم المتحدة ۱۸ أكتوبر ، يهدف إلى تشجيعهم على المشاركة في صناعة قرارات المستقبل ، فتجتمع المنظمات الحكومية وغير الحكومية بممثلين عن الشباب ليناقشوا قضايا المستقبل ، على مستوى البلد والعالم ..) مثال في ألمانيا : باعوا أحجارا فنية ( رسموا عليها ) وجمعوا ما يكفي لبناء مدارس في أفريقيا .. أو على مستوى البلد ( يراجع كتاب الانسان المهدور للدكتور مصطفى حجازي ).
وتتمثل أيضا في أن الشباب يرى أن الأنظمة المستبدة تركز على الولاء لا على الأداء ، فالانتاج والكفاءة ليست هي التي تقدم ، بل الولاء والتملق ، والمشكلة أن الكراسي المعدة للمتملقين ليست كافية للجميع فلا بد من التصارع عليها .
۳ ـ مشكلة الوعي المزيف ، وما سمي برضاعة التسلية :
خطة يقال إن وراءها أحد منظري النظام العالمي الجديد ، بريجنسكي .. وعلامته تكاثر القنوات التجارية المسطحة للوعي ، وتغير المقاييس ، بحيث في كاس العالم كل الكرة الأرضية تتحول إلى كرة قدم ! وتتحول إنتصارات الفريق الوطني بديلا عن التنمية ويستقبل الفريق الفائز استقبال الفاتحين ، ويشترى موسم اللاعب الرياضي بملايين الدولارات ، بينما أكبر مخترع أو عالم أو مفكر يموت من الجوع ( هذا الذي ترك الالباب حائرة وصير العالم النحرير زنديقا ) . بل تختل علاقات دول عربية واسلامية على أثر الكرة ( الجزائر ومصر ) وإذا لم نحقق الانجاز بأقدام مواطنينا فلنستأجر أو نشتري أو أي شيء ..ليس المهم التنمية الانسانية ولا العمرانية ، المهم هو الفوز في الكرة ! ما الذي ينبغي أن نوجه إليه .
• مسؤولية المدرسين في التأكيد على قيم العطاء والجدية: أمثلة ونماذج : لجنة المحبة ( القطيف طاهرة ) ، أفلام قصيرة ( محاربة السرقة ) ، الاستبدال : الغناء بأشرطة هادفة ..
• النوادي الرياضية : استيعاب وتنشيط للطاقات الشبابية
• الجهات الدينية والخيرية ، التوجه إلى استقطاب الشباب من خلال المؤسسات ، واعتبار أن العمل الشبابي هو من أفضل جهات العمل الخيري والانفاق .. ورش عمل شبابية للبحث في تقديم اقتراحات وخطط . إبقاء ملف الشباب مفتوحا بشكل مستمر .
الكاتب: فوزي آل سيف