قال أمير المؤمنين عليه السلام كان في الناس أمانان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار فرفع منهم أمان وهو رسول الله وبقي عليهم أمان وهو الاستغفار.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهلا عباد الله عن معصية الله فإن الله شديد العقاب .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله لم يعط ليأخذ ولو أنعم على قوم ما أنعم وبقوا ما بقي الليل والنهار ما سلبهم تلك النعم وهم له شاكرون إلا أن يتحولوا من شكر إلى كفر ومن طاعة إلى معصية وذلك قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تعالى يبتلي عباده عند طول السيئات بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر متذكر وينزجر منزجر وقد جعل الله الاستغفار سببا له وللرزق ورحمة للخلق فقال سبحانه اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً فرحم الله من قدم توبته وأخر شهوته واستقال عثرته فإن أمله خادع له وأجله مستور عنه والشيطان يتوكل به يمنيه التوبة ليسوقها ويزهي له المعصية ليرتكبها حتى تأتي عليه منيته وهو أغفل ما يكون عنها فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره حسرة عليه وأن تؤديه الأيام إلى شقوة فنسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن لا يبطره نعمة ولا تقتصر به عن طاعة ربه غاية ولا تجعل به بعد الموت ندامة ولا كائبة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولو أنهم حين تزول عنهم النعم وتحل بهم النقم فزعوا إلى الله توبة يوله من نفوسهم وصدق من نياتهم وخالص من طوباتهم لرد عليهم كل شارد ولأصلح لهم كل فاسد.
وقال النبي إن الله تعالى خلق ملكا ينزل في كل ليلة ينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا ويا أبناء الأربعين ما ذا أعددتم للقاء ربكم ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير ويا أبناء الستين زرع آن حصاده ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون ثم يقول لو لا عباد ركع ورجال خشع وصبيان رضع وأنعام رتع لصب عليكم العذاب صبا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكرموا ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم يا بني هاشم يا بني عبد المطلب ويا بني عبد مناف ويا بني قصي اشتروا أنفسكم من الله واعلموا أني أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد ولما أنزل الله عليه وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ صعد على الصفا وجمع عشيرته وقال يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا بني قصي اشتروا.
أنفسكم من الله فإني لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس عم محمد يا صفية عمته يا فاطمة ابنته ثم نادى كل رجل باسمه وكل امرأة باسمها ألا يجيء الناس يوم القيامة يحملون الآخرة ويأتون ويقولون بأن محمدا منا وينادون يا محمد يا محمد فأعرض بهذا وهكذا وأعرض عن يمينه وشماله فوالله ما أوليائي منكم إلا المتقون إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما مرض مرضه الذي مات فيه خرج متعصبا معتمدا على يد أمير المؤمنين عليه السلام والفضل بن العباس فتبعه الناس فقال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي يعني رحيلي وقد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع ثم جاء حتى دخل البقيع ثم قال السلام عليكم يا أهل التوبة السلام عليكم يا أهل الغربة ليهنكم ما أصبحتم فيه ما الناس فيه أتت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لهم وأطال الاستغفار ورجع فصعد المنبر واجتمع الناس حوله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي فإن جبرئيل عليه السلام كان يأتيني يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه قد عارضني به في هذه السنة مرتين ولا أقول ذلك إلا لحضور أجلي فمن كان له علي دين فليذكره لأعطيه ومن كان له عندي عدة فليذكرها أعطه أيها الناس لا يتمنى متمني ولا يدعي مدع فإنه والله لا ينجي إلا العمل ورحمة الله لو عصيت لهويت ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهم قد بلغت.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم إياكم ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا وإنها لتجمع على المرء حتى تهلكه.
وقال عليه السلام لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا على أنفسكم ولخرجتم على الصعدات تبكون على أعمالكم ولو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم سمينا.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أما والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم على أنفسكم ولخرجتم على الصعدات تندمون على أعمالكم ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا خائف عليها.
ولكنكم نسيتم ما ذكرتم وأمنتم ما حذرتم فتاه عنكم رأيكم وتشتت عليكم أمركم أما والله لوددت أن الله ألحقني بمن هو خير لي منكم قوم والله ميامين الرأي مراجيح الحكمة مقاويل الصدق متاريك البغي مضوا قدما على الطريق وأجفوا على المحجة ظفروا بالعقبى الدائمة والكرامة الباقية أما والله ليظهر عليكم غلام ثقيف الديال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة يعني بذلك الحجاج بن يوسف لهمه يهتم به.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا ويشتد حزنهم وإن فرحوا ويكثر مقتهم أنفسهم وإن اغتبطوا بما رزقوا .