كثيرا ما تقف أمامنا الكثير من الظواهر التي نرصدها بدقة لنكتشف بعين الحقيقة أن هناك بونا شاسعا بين الايمان وقسوة القلوب.
الايمان كلمة محببة للنفوس وهو عنوان يجسد مجموعة من المعتقدات التي ترسخ في النفس البشرية وترتكزفي القلب الواعي والذي يعبر عنه باللب والضمير والوجدان وكلها عناوين مشاعر تستند إلى الروح والعقل والقلب المؤمن بشي ء ما.
ان تؤمن بمعتقد ما ينبغي أن تجسد ايمانك به بواقع ملموس وهو رقة القلب بعيدا عن القسوة والحقد والضغينة والاغراض الخاصة وهي امراض تصيب الإنسان المجتمع مثلما يصاب بها الإنسان الفرد.
المؤمن لا يقسو قلبه لأن القلب حرم الله الأكبر وهو أعظم مساجد الله كما يعبر عنه أهل السلوك والعرفان والمتصوفة.
ما فائدة ايمان الإنسان إذا كان ذا قلب قاس خال من الرحمة والشفقة والعطف والحب بعنوانه الاكبر.
مقولة هل الدين إلا الحب، عنوان رائع ينبغي على كل مؤمن أن يجسده على أرض الواقع لا ان يمارس الطقوس الدينية ويتمظهر بها وهو ذو قلب قاس بلا رحمة ولا رأفة ولا شفقة ولا حب.
أوصانا النبي واهل بيته وقبلهما الله تبارك وتعالى بالحب. حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته الاطهار عنوان الايمان. والا ما الغاية من الإيمان الذي يجعل من الفرد ذا قلب تملؤه القسوة و الأحقاد والحسدوالكراهية والضغينة.
الايمان ليس لباسا يرتديه الإنسان ولو ان التدين سهل المؤونة، إذ بإمكان أي إنسان أن يظهر بمظهر المتدين بلباسه أو سلوكياته لكن الايمان يجب أن يكون صفة ملازمة للفرد وليس دورا تمثيليا يؤديه المرء في موسم معين أو زمن معين أو مكان خاص.
الايمان وقسوة القلب متنافران أشد التنافر.
والايمان هو الدماء التي تمتلئ بها شرايين القلب بالرحمة والمحبة وليس بالكراهية.
المؤمن لا يحقد ولا يحسد وهو يرحم الآخر ويحب له ما يحب لنفسه.
هنا يبرز التساؤل بهذا المجال هل أن القاسطين والناكثين والمارقين والامويين والعباسيين كانوا بعيدين عن مظاهر التدين والايمان الشكلي، أنهم كانوا يدعون أنهم مؤمنون لكن قلوبهم قست وخلت من الرحمة ولم يجسدوا الايمان بحقيقته على أرض الواقع.
الايمان عنوان المؤمن ومصداقه الرحمة والحب.
الم يجمع الكل عنوان حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته الاطهار، لا يختلف اثنان على ذلك، كلا والف كلا.
دعوة إلى العودة إلى الإيمان الراسخ الذي ينعكس رحمة ومحبة وعواطف صادقة بعيدا عن قسوة القلوب التي اتسخت بحطام الدنيا التي طلقها الصالحون وكان في مقدمتهم علي نبراس الحق والعدالة الذي خاطب الدنيا “يادنيا غري غيري”.
اللهم آمنا في أوطاننا وثبت على الإيمان قلوبنا واجعلها أوعية رحمة وحب وعطف وسلام.
محمد علي أبو هارون