تجب الصلاة على الميت قبل الدفن، وقد جرت العادة منذ صدر الإسلام أن يصلى على الميت قبل دفنه وبعد تشييعه، وللصلاة على الميت فضل كبير، ومن المستحبات عند موت المسلم أن يأذن الناس بموته، لا سيَّما أخوانه وجيرانه للقيام بما عليهم من المشاركة في مراسم العزاء ومنها الصلاة عليه،لينالوا ما أعده الله تعالى لهم من ثواب ذلك، وينيلونه من ثواب ترحمهم عليه، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: “ينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت بموته، فيشهدون جنازته، ويصلون عليه، ويستغفرون له، فيكتب لهم الأجر ويكتب للميت الاستغفار، ويكتسب هو الأجر فيهم وفيما اكتسب له من الاستغفار”1.
وآما آداب الصلاة على الميت فهي:
1- الطهارة
فالصلاة على الميت لا تجب فيها الطهارة ففي الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام:”فان قال: فلم جوزتم الصلاة على الميت بغير وضوء؟ قيل: لأنه ليس فيها ركوع ولا سجود، إنما هي دعاء ومسألة، وقد يجوز أن تدعوا الله عز وجل وتسأله على أي حال كنت، وإنما يجب الوضوء في الصلاة التي فيها ركوع وسجود”2.
لكن الطهارة مستحبة حال إقامتها، يقول الإمام الخميني قدس سره: “ومنها أن يكون المصلي على طهارة من الحدث من الوضوء أو الغسل أو التيمم، ويجوز التيمم بدل الغسل أو الوضوء هنا حتى مع وجدان الماء إن خاف فوت الصلاة لو توضأ أو اغتسل، بل مطلقاً”3.
2- رفع اليدين عند التكبير
فقد كان ذلك من فعل أئمتنا عليهم السلام وقد جاء في الرواية: “صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام على جنازة فكبَّر خمساً، يرفع يده في كلِّ تكبيرة”4.
ويقول الإمام الخميني قدس سره:”ومنها رفع اليدين عند التكبيرات ولا سيّما الأولى”5.
3- النداء للصلاة ثلاثاً
وهي مكان الإقامة وبمنزلتها في الصلاة، يقول الإمام الخميني قدس سره: القول في آداب الصلاة على الميت وهي أمور: منها أن يقال قبل الصلاة: “الصلاة “ثلاث مرات، وهي بمنزلة الإقامة للصلاة، والأحوط الإتيان بها رجاءً6.
4- أين يقف الإمام؟
وهذا ما نراه في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “قال أمير المؤمنين عليه السلام: من صلى على امرأة فلا يقوم في وسطها، ويكون مما يلي صدرها، وإذا صلى على الرجل فليقم في وسطه”7.
5- الدعاء بالمأثور
فإنه يستحب الدعاء للميت زيادة على ما في التكبرات الواجبة وأذكارها، يقول الإمام الخميني قدس سره: “ويكفي في الأدعية الأربعة مسماها، فيجزي أن يقول بعد التكبيرة الأولى: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله” وبعد الثانية “اللهم صل على محمد وآل محمد” وبعد الثالثة “اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات” وبعد الرابعة “اللهم اغفر لهذا الميت” ثم يقول: “الله أكبر” وينصرف، والأولى أن يقول بعد التكبيرة الأولى: “أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شرِيك له إلهاً واحداً أحداً صمداً فرداً حيَّاً قَيُّوماً دائماً أبداً لم يتَّخِذْ صاحبةً ولا ولداً، وأشهدُ أن مُحمَّدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدينِ كلِّه ولو كره المشركون”.
وبعد الثانية: “اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وبارك على محمّد وآل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمد أفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وصل على جميع الأنبياء والمرسلين”.
وبعد الثالثة: “اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات،تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات، إنك على كل شيءٍ قدير”.
وبعد الرابعة: “اللهم إن هذا المسجّى قدامنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، نزل بك وأنت خير منزولٍ به، اللهم إنك قبضت روحه إليك وقد احتاج إلى رحمتك وأنت عنيٌّ عن عذابه، اللهم إنا لا نعلمُ منه إلا خيراً وأنت أعلم به منّا، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، واغفر لنَا وله، اللهم احشره مع من يتولاه ويحبّه، وأبعده ممن يتبرأ منه ويبغضه اللهم ألحقه بنبيك وعرف بينه وبينه، وارحمنا إذا توفيتنا يا إله العالمين، اللهم اكتبه عندك في أعلى عليّين، واخلف على عقبه في الغابرين، واجعله من رفقاء محمّد وآله الطاهرين، وارحمه وإيانا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهمّ عفوُك عَفْوُكَ عَفْوُك”8.
6- استحباب خلع الحذاء
فمن الآداب خلع الحذاء عند الصلاة على الميت وهذا ما ورد في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “لا يصلى على جنازة بحذاء، ولا بأس بالخف”9.
*اداب تجهيز الميت ، سلسلة الاداب والسنن، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- دار إحياء التراث- بيروت- ج 3- ص 59
2- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة – ج78- ص 377
3- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1- ص 86
4- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- دار إحياء التراث- بيروت- ج 3- ص 92
5- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1- ص 87
6- م.ن. ج1- ص 86
7- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- دار إحياء التراث- بيروت- ج 3- ص 119
8- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1 ص 82
9- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- دار إحياء التراث- بيروت- ج 3- ص 118