Search
Close this search box.

الاستغفار في كلام الإمام الخامنئي (دام ظله)

الاستغفار في كلام الإمام الخامنئي (دام ظله)

يُعطي سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) الاستغفار مساحة كبيرة في حياة الإنسان، ويغوص في عمق هذا المفهوم شارحاً معناه، مشيراً إلى فوائده على دين الإنسان ودنياه، فيقول عن الاستغفار وأهميّته:

“الاستغفار يُنجيكم من الحقارة. الاستغفار يُنجينا من القيود والسلاسل والغلّ. الاستغفار يُجلي صدأ قلوبكم النورانيّة الّتي وهبها الله تعالى لكم ويُطهّرها. القلب يعني النفس، يعني الروح، يعني الهويّة الواقعيّة للإنسان. إنّه شيء نورانيّ جدّاً. كلُّ إنسان نورانيّ، حتّى الإنسان الّذي لا يعرف الله ولا يرتبط به، فإنّه يحمل نورانيّة في جوهره وذاته، لكنّ الصدأ يُغطّي قلبه لافتقاره إلى المعرفة ولارتكابه الذنوب وركوبه الشهوات، والاستغفار يُجلي ذلك الصدأ وينوّره.

الاستغفار يعني طلب المغفرة والعفو الإلهيّ عن الذنوب. إذا تمّ الاستغفار بشكلٍ صحيح فسينفتح باب البركات الإلهيّة في وجه الإنسان، فكلُّ ما يحتاج إليه الفرد البشريّ والمجتمع الإنسانيّ من ألطافٍ إلهيّة وتفضّلات ورحمة ونورانيّة وهداية إلهيّة وتوفيق من الله وعون على الأمور ونجاح في الساحات المختلفة، تنغلق أبوابها بسبب الذنوب الّتي نرتكبها. فالذنوب تُصبح حجاباً بيننا وبين الرحمة والتفضُّل الإلهيّ. والاستغفار يُزيل ذلك الحجاب، ويفتح أمامنا سبيل الرحمة والتفضُّل الإلهيّ، تلك هي فائدة الاستغفار”([1]).

آثار الاستغفار
وعن آثار الاستغفار في الدنيا والآخرة يقول (دام ظله):

“لاحظوا آيات القرآن في عدّة مواضع قد ذكرت للاستغفار فوائد دنيويّة وفوائد أخرويّة. مثلاً: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ”([2])، “يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً”([3]). كلّ تلك الآيات – من هذا القبيل – يُفهم منها أنّ السبيل إلى نيل التفضُّل الإلهيّ هو الاستغفار، وببركته ينهمر الفضل الإلهيّ على قلب الإنسان وجسمه وعلى المجتمع الإنسانيّ، لذلك فإنّ الاستغفار مهمّ.

الاستغفار بذاته هو جزءٌ من التوبة، والتوبة تعني العودة إلى الله. وعليه فإنّ الاستغفار هو ركنٌ من أركان التوبة، وهو طلب العفو والمغفرة من الله تعالى. وهي إحدى النِّعم الإلهيّة الكبرى، أي أنْ يفتح الله تعالى باب التوبة بوجه عباده ليتمكّنوا من السير في طريق الكمال، وأن لا يُقعدهم الذنب عن ذلك، لأنّ الذنب يُسقط الإنسان من أوج علوّه الإنسانيّ. فكلُّ ذنب يوجِّه لروح الإنسان وصفائه ومعنويّاته وعزّته الروحيّة ضربة، ويذهب بشفافيّة روح الإنسان ويُكدِّرها. فالذنب يقضي على الجانب المعنويّ للإنسان والّذي يُميِّز الإنسان عن باقي موجودات عالَم المادّة، ويُسقط شفافيّته ويقرِّبه من الحيوانات والجمادات.

وعلاوة على هذا الجانب المعنويّ، فإنّ الذنوب تتسبّب بسلب توفيق الإنسان في حياته. فالإنسان يفشل في كثير من ميادين التحرُّك البشريّ بسبب الذنوب الّتي تصدر عنه. ولذلك الأمر تبرير علميّ وفلسفيّ ونفسيّ أيضاً، وليس تعبُّداً وألفاظاً فقط”([4]).

توجيهات أخلاقية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

([1]) أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص163.
([2]) سورة هود: 3.
([3]) سورة هود:52
([4]) أخلاق ومعنويت (فارسي)، ص165.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل