الأعمال الحسنة تخفّف على الإنسان شدَّة نزع الرُّوح وسكرات الموت وعالم القبر، بخلاف الأعمال السيِّئة. وقد ورد في الرِّوايات بعض الأعمال المُنجية من وحشة القبر، نذكر منها:
1- ولاية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:
عن أبي سعيد الخدريّ أنّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “يا عليّ، أبشر وبشرّ، فليس على شيعتك حسرةٌ عند الموت، ولا وحشة في القبور، ولا حزن يوم النشور، ولكأنّي بهم يخرجون من جدث القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم، يقولون: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾[1]”[2].
2- الصدقة، وصلاة ليلة الوحشة[3]:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أول ليلة، فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصلِّ أحدكم ركعتين، يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب مرّة وآية الكرسيّ مرّة وقل هو الله أحد مرّتين، وفي الثانية بفاتحة الكتاب مرّة وألهاكم التكاثر عشر مرّات ويسلّم، ويقول: اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميت فلان ابن فلان، فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره، مع كلّ ملك ثوب وحلّة، ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور…”[4].
3- إتمام الركوع:
فقد ورد في الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: “من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر”[5].
4- قراءة سورة ياسين:
رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “إنّ لكلّ شيء قلباً، وإنّ قلب القرآن يس، من قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يُمسي، كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتَّى يُمسي، ومن قرأها في ليله قبل أن ينام وكّل الله به مئة ألف ملك يحفظونه من كلّ شيطان رجيم ومن كلّ آفة، وإن مات في يومه أدخله الله الجنّة”[6].
5- الصيام في شهر شعبان:
ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: “من صام اثني عشر يوماً من شعبان زاره في قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك إلى النفخ في الصور”[7].
6- عيادة المريض:
ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “أيّما مؤمن عاد مؤمناً في الله عزّ وجلّ في مرضه، وكّل الله به ملكاً من العوّاد يعوده في قبره، ويستغفر له إلى يوم القيامة”[8].
7- صبر المرأة على زوجها:
ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “ثلاث من النساء يرفع الله عنهنّ عذاب القبر، ويكون محشرهنّ مع فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، امرأة صبرت على غيرة زوجها، وامرأة صبرت على سوء خلق زوجها، وامرأة وهبت صداقها لزوجها، يعطي الله كلّ واحدة منهنّ ثواب ألف شهيد، ويكتب لكلّ واحدة منهنّ عبادة سنة”[9].
مآب المذنبين، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] سورة فاطر، الآيتان 34 – 35.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج7، ص198.
[3] م.ن، ج6، ص244، وهي ركعتان في الأولى بعد الحمد آية الكرسي إلى ﴿هُم فِيهَا خَالِدُونَ﴾ وفي الثانية بعد الحمد سورة القدر 10 مرات، وبعد السلام يقول: ” اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر فلان ويسمي الميت، ولها كيفية أخرى تراجع في الرسائل العملية”.
[4] م.ن، ج88، ص219.
[5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج82، ص107.
[6] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج6، ص247.
[7] م.ن، ج10، ص498.
[8] الشيخ الكليني، الكافي، ج3، ص120.
[9] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 21، ص285.