قام سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ، خلال سفره الأخير إلى مدينة “مشهد” المقدّسة وزيارته الحرم المطهّر للإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، بزيارة عدد من أهالي الشهداء؛ تكريماً لمقام الشهداء وصبر عوائلهم وتضحياتهم. فيما يلي خلاصة مختصرة لأهمّ ما قاله سماحة الوليّ خلال هذه الزيارات.
* البكاء والشكر معاً!
في جوابه دام ظله على كلام والدة الشهيد “محمد برازنده” حين قالت: “أنا لا أبكي على شهادة ولدي، بل أذرف الدموع على أولاد سيّد الشهداء”، قال سماحته: “لا بأس بالبكاء على الشهداء، ابكوا على الشهيد حتّى تهدأ قلوبكم، غاية الأمر أن تتحلّوا بالشكر ولا تنكروا هذه النعمة”.
* البلد كلّه مدين لعوائل الشهداء
وفي زيارته لمنزل أهل الشهيدين “يوسف وحسين رحيمي”، أكّد سماحته: “إنّ البلد كلّه، الشعب كلّه، مدين للشهداء في الدرجة الأولى، ومن ثمّ لعوائل الشهداء. يجب تكريم آباء وأمهات الشهداء ومعرفة قدرهم”.
* لتعزيز دور عوائل الشهداء
خلال زيارة أسرة الشهيدين السيّدين “مهدي وهادي مشتاقيان”، أشار سماحة القائد إلى وجود سياسة تهدف إلى تهميش الشهادة ونسيان الشهداء وعوائلهم، قائلاً: “يجب الوقوف مقابل سياسة كهذه ومواجهتها، وتعزيز دور عوائل الشهداء وتكريمهم”.
* تحرير مدينة “حلب” حدث لا يمكن بيانه!
أشار سماحته خلال حضوره في منزل الشهيد “جواد جهاني” إلى عمليات تحرير مدينة “حلب” قائلاً: “كان تحرير “حلب” مهمّاً إلى درجةٍ خلط معها كلّ الحسابات الأمريكية والسعودية وغيرها، في سوريا وفي المنطقة، وتغييرها بنسبة 180 درجة، وأسقط كلّ هذه الحسابات، وجعل دماء الشهداء لا تذهب هدراً”. وأضاف سماحته: “إنّ هذا الحدث يحمل من العظمة ما لا يمكن بيانه بالعبارات الإنسانية”.
* معجزة الثورة: عمق تحليل الشباب
في يوم من الأيام، كانت بلادنا تشهد حرباً، والناس يعيشونها ويلمسونها بأيديهم ويشعرون بها عن قرب. كان بعـض النــاس يتوجّهــون للجبــهات، وكان أهلهم يصبرون ويتحمّلون. وكان بعض الشباب يرتقون شهداء. كان ذلك قيّماً جدّاً. لكنِ اليوم هناك حربٌ تجري في مكان آخر، والناس عندنا لا يشعرون بها عن قرب، ولكنّهم يذهبون إلى هناك ويقاتلون. انظروا وتأملوا هذا أمر بالغ الأهمية. لماذا يذهبون؟ لأنّهم يدركون ما هي القضية. إنّ عمق الفهم وهذا التحليل الصحيح للقضايا هما أمر مهمّ جدّاً. هذه معجزة الثورة، التي ربّت هؤلاء الشباب وأمثال آبائهم وأمهاتهم، وهي لا تعرف الهزيمة والفشل. أعتقد أنّ عدد المستعدين اليوم لاقتحام ساحات الخطر في سبيل الله، إن لم يكن أكثر من أيام جبهاتنا في الحرب المفروضة، فهو ليس أقلّ بالتأكيد”.
* فليكن هدفكم أداء التكليف وليس الشهادة!
في تلك الزيارة قال أحد الحاضرين: “إنّ هدف جميع شباب مجموعتنا الثقافية هو الشهادة”، فعلّق القائد دام ظله قائلاً: “لا تكن الشهادة هدفكم. فليكن هدفكم أداء التكليف الحاليّ وفي وقته المناسب. القيام بنوع كهذا من التكليف، ينتهي أحياناً بالشهادة وأحياناً لا ينتهي بالشهادة. الهدف هو العمل نفسه الذي يجب على الإنسان إنجازه والوصول إلى نتائجه المطلوبة”.
* مجالسة عوائل الشهداء تزيل عنّي التعب!
وعن اعتزازه بلقاء عوائل الشهداء يقول سماحته: “ليس أنّي لا أشعر بالتعب من مجالسة عوائل الشهداء فحسب، بل إنّ اللقاء بهم يزيل عنّي التعب”.
* شهداء الدفاع عن الحرم يظهرون وجه الإسلام المشرق
قال سماحته مخاطباً عوائل شهداء الدفاع عن الحرم قائلاً: “إنّ شبابكم هؤلاء يظهرون حقّاً وجهاً مشرقاً للإسلام”.
* الشباب المؤمنون والفدائيّون هم كنز ثمين
أشار سماحته إلى أنّ، لحسن الحظ، هناك عدداً كبيراً ولافتاً للنظر من الشباب المؤمنين والفدائيّين في البلاد ممّن هو مستعد وحاضر للتضحية بروحه في سبيل القيم والأصول الثورية، مضيفاً: “إنّ كلّ واحد من هؤلاء الشباب هو كنز ثمين حقاً، إنّه كنز ثمين. فهؤلاء الشباب يمكنهم أن ينفعوا مستقبل البلاد كثيراً، بشرط أن تُستخدم طاقاتهم بشكل صحيح”.
(*) من خطاب لسماحته دام ظله في تاريخ 15/08/2017م.