Search
Close this search box.

الحرب الناعمة في كلمات الإمام الخامنئي (دام ظله)

الحرب الناعمة في كلمات الإمام الخامنئي (دام ظله)

في الإجابة على سؤال ماهيّة الحرب الناعمة، عرض أصحاب الرأي والباحثون في هذا المجال إجاباتٍ متفاوتة. وبشكلٍ عامّ، لا يوجد لمفهوم الحرب الناعمة الذي استُخدم في مقابل مفهوم الحرب الصلبة، تعريفًا واحدًا مشتركًا ومقبولًا من الجميع. والى حدٍّ ما هناك اختلاف في فهم الحرب الناعمة من قِبل مختلف الأفراد، التياّرات والدول.

وكما تمّت الإشارة سابقًا، تُعرّف الحرب الناعمة[1] في مقابل الحرب الصلبة. وفي الحقيقة، تشمل الحرب الناعمة كافّة الإجراءات والتدابير النفسيّة، الدعائيّة، الإعلاميّة والثقافيّة التي تستهدف مجتمعًا وجماعةً ما وتقوم بجرّ الخصم إلى حالة انفعالٍ أو هزيمة دون اللجوء إلى الإشتباك العسكريّ أو استخدام العنف. وتسعى الحرب الناعمة إلى تهديم أفكار وعقائد المجتمع المُستهدف كي تضعف حلقاته الفكريّة والثقافيّة وإلى إيجاد التزلزل والاضطراب في النظام السياسيّ – الاجتماعيّ الحاكم من خلال القصف الخبريّ والإعلاميّ والدعائيّ[2].

بناءً على ما وُصّف، تغطّي الحرب الناعمة شريحةً واسعة بدءًا من إجراءات الحرب الإلكترونيّة والأنشطة الإنترنتيّة وحتّى افتتاح وتشغيل القنوات التلفزيونيّة والإذاعيّة والمواقع الشبكيّة في الفضاء الإفتراضيّ وموارد أخرى كذلك.

ومن التعاريف المقبولة إلى حدٍّ ما، التعريف التالي:

«الحرب الناعمة عبارة عن مجموعة من التحوّلات المؤدّية إلى تغيّراتٍ في الهويّة الثقافيّة والنماذج السلوكيّة المقبولة من قِبل النظام السياسيّ»[3].

الحرب الناعمة حرب “السلطة الكاملة والشاملة” على مستوى ثلاثة أبعادٍ: الدولة، الاقتصاد والثقافة حیث تتحقّق من خلال استحالة النماذج السلوكيّة في الميادين المذكورة واستبدالها بنماذج المهاجم السلوكيّة.

وبدون أدنى شكّ، يحتاج كلّ بلدٍ إلى فهمٍ وتعريفٍ محليٍّ حول هذه الظاهرة بما يتناسب وظروفه الخاصّة به.

وقد أشار وأكدّ قائد الثورة الإسلاميّة، آية الله العظمى الخامنئي، في العقدين الأخيرين على أنّه من أهمّ استراتيجيّات العدوّ ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي استراتيجيّة الحرب الناعمة. وقام سماحته في هذا المجال وبهدف تعريف المجتمع والنخب أكثر على الحرب الناعمة، بتبيينها وتعريفها بشكلٍ جيد؛ وسوف نشير إلى بعض بياناته في هذا الخصوص:
1. الحرب الناعمة، هي غزوٌ ثقافيّ، بل هي إغارة وإبادة ثقافيّة عامّة[4].
2. هي الإرادات والعزائم، السياسات والآراء[5].
3. الحرب الناعمة يعني إيجاد الترديد والشكّ في قلوب وأذهان الناس[6].
4. الحرب الناعمة يعني الحرب بواسطة الأدوات الثقافيّة والمتطوّرة المعاصرة[7].
5. الحرب الناعمة، يعني الحرب عن طريق الاختراق، الكذب ونشر الشائعات[8].
6. الحرب الناعمة يعني الهجوم على الحدود الإيمانيّة، العقائديّة والثقافيّة[9].
7. هي حربٌ لإحباط الناس من النضال[10].

وقد اختار مكتب نشر آثار سماحة القائد من التعاريف المذكورة ضمن رسمٍ بيانيّ لاستراتيجية الحرب الناعمة، تعريفًا للحرب الناعمة وهو “الحرب الناعمة، يعني الحرب بواسطة الأدوات الثقافيّة”. ونظرًا إلى التعاريف المذكورة، يمكن التعرّف من وجهة نظر سماحة القائد على الحرب الناعمة في عدّة أبعادٍ، ويمكن الاستنتاج بشكلٍ مختصر أنّ هذه الحرب ناعمة تتحقّق بفرض إرادة العدوّ وأهدافه عبر استخدام الأساليب غير العنيفة. ويتّضح من هذه التعاريف أنّ:
1. الحرب الناعمة إقدامٌ عمديّ ومدبّر.
2. الماهيّة والمنطق الداخليّ للحرب الناعمة، بذل الجهد والسعي لأجل التأثير في “القلب والعقل”، “الإيمان والقيم” أو “الحدود الإيمانيّة، العقائديّة والثقافيّة” المقبولة من قِبل البلد المُستهدف.
3. الهدف من استخدام هذا التأثير “قلب وتغيير الهويّة الثقافيّة” و”إحباط الناس من النظام السياسيّ ومن النضال”.
4. أسلوب وسياسة تحقّق وإنجاح الأهداف في الحرب الناعمة “الإختراق، الكذب ونشر الشائعات”.
5. وسيلة فرض الإرادة في الحرب الناعمة: “الأدوات الثقافيّة والمتطوّرة المعاصرة”.

المصدر: معرفة الحرب الناعمة من وجهة قائد الثورة الإسلاميّة

[1] Soft war
[2] للمزيد انظر: ماه پیشانیان، مهسا(1387)، “راهکارهای آمریکا در جنگ نرم با جمهوری اسلامی ایران”، فصلنامه عملیات روانی، سال ششم، شماره 22.
[3] للمزيد انظر: نائینی، علی‌محمد (1387)، “نگرش راهبردی به پدیده جهانی شدن فرهنگ وپیامدهای آن”، فصلنامه سیاسی راهبردی، سال اول، شماره یک.
[4] لقاء الإمام الخامنئي حفظه الله مع ألوية عاشوراء قوّات التعبئة في 22 تیر 1371.
[5] نداء القائد إلى حجّاج بيت الله الحرام في 23 اسفند 1378.
[6] لقاء القائد مع جمع غفیر من التعبئة في 04 آذر 1388.
[7] لقاء القائد مع جمع غفیر من التعبئة في 04 آذر 1388.
[8] لقاء القائد مع جمع غفیر من التعبئة في 04 آذر 1388.
[9] لقاء القائد مع عوائل شهداء محافظة كردستان في 22 اردیبهشت 1388.
[10] لقاء القائد مع العمّال والمثقّفين بمناسبة يوم العمّال ويوم المعلّم في 15 اردیبهشت 1372.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل