Search
Close this search box.

نعمة الأم والأب

نعمة الأم والأب

من نعم الله عز وجل على الإنسان..
من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على بني البشر هي وجود أم تدعوا له وهذه الأم في بداية المطاف هي مرأة والمرأة بأقسامها :-
• حبة رمان
• قشرة رمان
• الرمانة الكاملة
في حياتنا الاعتيادية نستطيع تقسيم أنواع طباع أو صفات المرأة الى هذه الأقسام الثلاثة..
فالمرأة التي تمثل حبة الرمان هي تلك المرأة التي تعاني من تدني الاستحقاق وتشعر دوماً بأنها محصورة في زاوية مظلمة ضيقة وأقرب مثال هي المرأة في الجاهلية التي كان ينحصر دورها في أمور معدودة والى الآن هناك من ترى نفسها بهذه النظرة وانطلاقا منها تجذب لنفسها زوجا ظالما يراها كما ترى نفسها أو ابناً يراها أيضا بعين شخصها وشخص والده، وكل ذلك لقلة اعتزازها بكونها إمرأة من الأساس فكثير من النساء حتى الوقت الحالي تكره نفسها وجنسها.. كما ونجد بكل تأكيد هذه المرأة تعاني من الكثير من الأمراض نتيجة لكره نفسها أو لما يسببه الأشخاص الذين يحاولون اضطهادها دون أن تحاول التعيير من نفسها أو حياتها وتسمي نفسها بأنها صابرة وهذا صبر مذموم فالصابرين هم الذين يصبرون على الامر ويحتسبونه عند الله عز وجل مع سعيهم في تغيير أحوالهم فالله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أما من تمثل قشرة الرمان فهي المرأة الجميلة المليئة بالأنوثة من جمال وأناقة ولطافة ونعومة وغيرها من الصفات التي تحسد عليها إلا أن التواصل معها يكشف عن قلة ثقافة وحديث فارغ لا معنى له.. وقشرة الرمان هذه تمثل الأميرات في أفلام الكرتون اللاتي ينتظرن الرجل ذلك الفارس المقدام ليخوض حروبهن بدلا منهن ويقوم بكل ما يستوجب لأجلهن.

أما القسم الثالث والأخير الذي يُعَبَر عنه بالرمانة الكاملة وهي تلك المرأة التي أوصل إلينا أوصافها أهل البيت سلام الله عليهم بأن تكون متزنة ومتوازنة بمظهرها وعواطفها وتصرفاتها وثقافتها وشخصيتها حيث نقلوا لنا أفضل وأكمل الصور عن المرأة الكاملة كما هي السيدة خديجة ومولاتنا فاطمة عليها السلام وأبنتها السيدة زينب والكثير الكثير من نساء أهل البيت وكما ورد عن مولاتنا السيدة زينب بأن قيل عنها “لم أر والله خفرة قط أنطق منها” والخفرة هي المرأة شديدة الحياء وكانت مع ذلك كثيرة البلاغة عند النطق مفكرة ومثقفة ورزينة، وهكذا إمرأة هي التي يكون لها ذلك الحضور والتأثير المميز والأثر الإنساني في المجتمع.
هذا كله إذا كانت المرأة لوحدها فكيف الحال إذا كانت هذه المرأة أماً كيف ستكون أما وهي كقشرة الرمان أو حبة الرمان الصلبة والجافة وكيف ستكون إذا كانت رمانة كاملة ؟!
إن المرأة الكاملة تعني أبناء كاملين متزنين من جميع النواحي وكذلك الصفات مؤثرين في المجتمعين مصلحين له.

بوصلة الأمان..
أضافت مسؤولـة شعبــة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية  المقدسة خلود إبراهيم البياتي أن وجود الوالدين في حياة أبنائهم يمثل بوصلة أمان لا تقدر بثمن ومنارا يرشد للصواب فكل خبرات الحياة وتجارب السنوات يتم تصفيتها وتقديمها للأبناء لتنير حياتهم..
ولذلك هذه العلاقة الاجتماعية المبنية على بيوت يملؤها بر الوالدين هي الأساس الرصين الذي يقوم عليه المجتمع المتكامل، جعلنا الله جميعا من البارين بآبائنا وأمهاتنا حيين وميتين.

توازن..
من المعلوم لدى الجميع أن هناك صفات أنثوية وصفات ذكورية الصفات الأنثوية من العطف والحنان والرقة والتسامح والرحمة والطيبة وأما الذكورية هي كالقوة والشجاعة والاستقلالية والتحدي والمغامرة العقلانية ولدى الجنسين كليهما مزيج من الصفات الذكورية والأنثوية والجميل هو الموازنة بين هذه الصفات فمثلا صفات الأنوثة هي التي تحتاجها المرأة لتسهر على أطفالها وتعتني بهم ويرق قلبها لهم عطفا ومحبة، ويحتاج الرجل الى هذه الصفات بأبسط مثال حين يتوفى له عزيز كما يحتاج هو أيضا الى العاطفة والحنان يحتاج الى كتف ويد تربت على رأسه من أمه أو زوجته ليستطيع تخطي الأمر فهو ليس بحجر وهذا الأمر لا يعيبه بشيء، كما نجد أيضا أن الأم في بعض الأحيان تحتاج الى الصرامة وقوة القلب في التربية كأبسط مثال على ذلك..
نرى هذا التوازن يتجلى عند تكوين الأسرة حيث الأب والأم يعطيان  مزيج من الصفات للأطفال فتى أم فتاة فيعكسونها على كبرهم فمن شب على شيء شاب عليه، حتى الأم نفسها والأب نفسه تعود تربيته الى عمق ما تلقاه في أسرته وإن لم يتلق من أسرته ما يجب من العاطفة والمحبة فيأتي هنا دور الزوجة لتغمره بالحب والعاطفة وتوازن الصفات الذكورية مع الأنثوية..

الحضن الأول..
إن الطاقة الأولى التي يستمد منها المرء كل شيء هي طاقة والديه حيث أن للوالدين كأمر مسلم به فلهم الأثر الأكبر في نفوس أبنائهم في احتوائهم وتقويمهم وخلق عادات وقيم صحيحة وزرع أسس قويمة وإن هذه الأخلاق هي الأثر الأول، كذلك هناك الأثر الآخر الذي يكتبه الأبناء شاؤوا أم أبوا وهي الصفات الوراثية التي ترافق الأبناء طوال العمر..
وفي جميع الأحوال قد يكون الفرد أفتقر لبعض المقومات في التربية نتيجة لبساطة الأم والأب في تفكيرهم وأسلوبهم وهذا ليس ذنبهم فالظروف التي تربوا بها والوقت آنذاك جعلهم بهذه الصورة.. ولا يعني هذا الأمر التراخي والاستسلام بل بالنهوض نحو الأفضل وتعلم الأفضل، وهذا ما أفادت به الدكتورة زينب عزيز هادي الموسوي (ماجستير نقد قديم وأدب حديث ومدرسة في ثانوية).
وفي النهاية الرجل والمرأة حين يكونون أسرة ليحبوا بعضهم البعض ويغدقوا على الأبناء بهذه المحبة أيضا عليهم أن يهبوا أنفسهم من هذه المشاعر أولا.. فعليهم بالرضا عن أنفسهم ذلك الذي لا يتم تحصيله إلا بالبر بالوالدين وصلة الأرحام وغيرها من الأمور التي تعمر القلب والبيت.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل